زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
إشتبك جيش العدو الإسرائيلي مع نفسه أمس، تلا الإشتباك إعلانات مضخمة عن حدث أمني يتصدى له العدو الذي وصف بـ”الأحمق”، معتبرا أنه حدث غير بسيط، نعم هو غير بسيط، فمن غير الوارد في التاريخ أن يشتبك جيش مع ظله، ولكن حالة التأهب التي رفعها الجيش الصهيوني، والذعر الذي عاشه بعد القصف على الأراضي السورية، والذي أدى إلى استشهاد الشاب علي كامل محسن، وعلمهم أن المعادلة التي وضعتها المقاومة سارية المفعول الى زوال اسرائيل، أربكت كيانهم.
تعقيبا على العملية التي حصلت البارحة، أشار العميد المتقاعد أمين حطيط لموقع “ليبانون تايمز” إلى وجود ثلاث فرائض تحاكي ما حصل “الفرضية الأولى يمكن أن تكون إسرائيل هي المنفذة من خلال الكمائن، أي يمكن أن تكون إحدى الدوريات الاسرائيلية قد وقعت في كمائن إسرائيل، وتم إطلاق النار وتبادلها، ظنا منهم أن الآخر هو المقاومة. وهذا يظهر درجة الرعب والخوف عند الكيان الإسرائيلي.
أما الفرضية الثانية فيمكن أن يكون ما حصل هو مسرحية إسرائيلية، وهي لحد ما مقبولة، وذلك لسرعة الرد من قبل العدو، وسرعة عودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية.
والفرضية الثالثة قد تكون فخ إعلامي نصبته إسرائيل، حيث قالت أن حزب الله نفذ عملية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وبالتالي حسب اعتقادها ستطفئ رد حزب الله وينتهي الامر”.
ولكن هل حزب الله يريد تغير قواعد الإشتباك، والدخول بحرب معلومات وحرب نفسية، خاصة بعد البيان الذي أصدره؟؟
محللون إسرائيليون اعتبروا أن حزب الله يقوم بلعبة مع العدو الإسرائيلي وأنه يحاول ان يخفي ما حدث للقيام بهجوم آخر، وأن إسرائيل لن تلعب معه، بل ستحمي حدودها، ولكن في العادة يفاخر حزب الله بعملياته، ليس وحده بل شعبه ايضا، فلماذا يخفي هكذا حدث!.
في السياق تساءلت وسائل إعلام إسرائيلية عن حال الفوضى والتخبط للإصدارات المتناقضة من تسلل للحزب وهجوم بصاروخ على ألية، واشتباك، وشككت بصحة ما يتم إعطاؤها لها من معلومات، وهو المعروف أن الجيش الإسرائيلي يزود القنوات بالمعلومات ويصدر أمرا لها فيما يجب إعلانه، وفي نفس الوقت كان رئيس الوزراء نتنياهو قد طلب من وزراء حكومته عدم الإدلاء بأي تصريح بشأن العملية على الحدود اللبنانية، هذا ما دفع وسائل الإعلام الى التشكيك في صحة ما افادهم به الجيش.
اذا حال التلاعب بالعدو الإسرائيلي قائم في جميع الجهات، عسكريا، إعلاميا، داخليا، ويمكن القول أن عملية إعادة لبنان إلى العصر الحجري قد انتهت.
ورأى حطيط أن “صمت حزب الله ليس للمرة الاولى، والصمت هو جزء من استراتيجيته، ولكن هذه المرة مارس الصمت بدرجة غير مسبوقة، حتى امتنع من الاشارة، وترك للخيال الإسرائيلي أن يستنتج الاجوبة، بكيفية تنفيذ العملية، والقرار، ومتى سيكون الرد، وهو ما ساهم بدرجة الرهاب الذي فرض نفسه على الإسرائيلي، وهو في الاصل من بعد حرب 2006”.
وأضاف أنه من بعد تحليله للدراسات، اليوم إسرائيل مسكونة بفيروس نقص المناعة المعنوية، وهناك 1200 عنصر مصابين بمرض عقدة لبنان، والصمت يفاقم هذه الحالة، وكل ما بقي الحزب ممتنع عن التصريح أكثر، كل ما توتر الصهاينة أكثر.
وبعد التحليلات التي رأت أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يريد صرف الخلافات الداخلية عنه والتوجه حدودا، أوضح حطيط أنه “لو أن هناك حكومة غير الحكومة الحالية حكومة وحدة وطنية، وليست حكومة الرأسين المتنازعين، كان يمكن القول أن إسرائيل تحاول كعادتها الهروب بالأزمات الداخلية إلى الخارج، ولكن في ظل حكومة النصفين المتصارعين، ورأسين غير متفقين، وكل واحد لا يثق بالأخر، ولا أحد يعلم متى تسقط الحكومة ويذهبون إلى انتخابات جديدة، مستبعد هذا الشيء، خاصة أن وزير الحرب باني غانتس هو رئيس الحكومة المقبل، ووزير الخارجية الذي يسوق القرارات من الفريق الخصم، وبالتالي خلافا للمرات السابقة فكرة الهرب من الخلاف الداخلي الى حرب خارجية مستبعد جدا”.
واستبعد حطيط استعداد إسرائيل لخوض حرب مع لبنان، معتبرا أن دخولها في حرب هو بمثابة انتحار.
أما حزب الله، فشدد حطيط على انه من ال 2006 الى اليوم، وهو بكامل جهوزيته للمواجهة، ولم يؤثر عليه شيئا، لافتا إلى أن “الحزب لا يسعى الى حرب، وهو حتى اللحظة يعتمد الإستراتيجية الدفاعية، وهي التي تلزمه أن لا يكون المبادر إلى حرب، وهي نفسها التي تلزمه أن يكون دائما مستعد، ولكن إذا هاجمت إسرائيل لبنان سيرد وبقوة شديدة.”
أما دوليا اعتبر حطيط أن “لا أحد لديه مصلحة لا من إيران ولا أميركا ولا إسرائيل أن يدخل بحرب الان، لأنه دائما هناك فترات زمنية محددة تكون ضيقة، يحاذر بها الانسان أن يختبر بها، واي حرب ليس فيها شيئ مضمون النتائج، وإسرائيل التي جيشها لا يقهر دخلت بحرب، على أساس النتائج 100%، خرجت خاسرة”، مشددا على مقولة للعسكر أن “هناك مسألتان لا يمكن ضمان نتائجها، التجارة غير مكتملة الشروط والحرب غير مكتملة الظروف، وبالتالي بما أن الوقت ضيق لدى ترامب، وهناك احتمال ربح وخسارة، لن يجازف، كذلك إيران وإسرائيل، وبالتالي ضيق الوقت وعدم استقرار الشرق الاوسط وعدم ضمان النتائج يأخذنا على نقطة أن الحرب في الشرق الاوسط مستبعدة، وغير مكتملة الشروط”.
كل هذه الخروقات والطائرات التي تعتدي على الأراضي اللبنانية بمخالفة للقوانين الدولية دون الوصول إلى هدف معين، والسيناريوهات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي هي تأكيد على الضياع، أما الخاسر فهي المسرحية الإسرائيلية، بنتيجة الخوف والإرتباك امام قوة المقاومة، والتي انتهت إلى تعميق المأزق الاسرائيلي، وبالتقييم العسكري العام تعتبر كارثة عسكرية ميدانية.