* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
نهار طويل من التظاهر والشغب والتحدي، في ما بين المتظاهرين في وسط بيروت والمستنفرين في الخندق الغميق، وبينهما الجيش وقوى الأمن الداخلي. حتى الآن لم يكن هناك من نتيجة للتظاهر الذي دخلت على عناوينه المطلبية، السياسة والحزبية، إلا أن لهذه الحركة مفاعيلها على مستوى الوضع العام المترهل سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، وقد تصدر التظاهرة قادة حزبيون من أطراف عدة في الجهتين، في وقت أقفل الجيش المداخل إلى وسط بيروت التي عبرها المشاة من مناطق عدة.
وأثناء تغطية التظاهرات تعرض مصور “تلفزيون لبنان” الزميل روجيه حنا لاعتداء أصيب فيه برأسه وصدره، ما استدعى الأمر نقله إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية له. و”تلفزيون لبنان” بقي على موضوعيته في تبيان الحقائق.
ومن المنتظر أن يعقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعا في اليومين المقبلين، وبعده الحكومة، لتقييم الوضع الميداني، ولدرس تطورات آفة الكورونا بعد تسجيل ثماني إصابات جديدة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
اليوم ذكرى الاجتياح الاسرائيلي الذي بلغ العاصمة بيروت قبل ثمانية وثلاثين عاما. ومن مساوئ الصدف أن ترتفع اليوم أيضا أصوات تنادي بمصادرة سلاح مقاومة كانت سبب إزالة الاحتلال، من خلدة إلى كل تلة وحقل وشبر في الجنوب، وما بدلت تبديلا.
نزع سلاح المقاومة، كان العنوان الفاقع الذي فخخت به فصائل في الحراك الاحتجاجي برنامجها المقرر اليوم، مغلفة إياه بمطلب تطبيق القرار 1559. لكن اللعبة لم تنطل على الكثير من مجموعات الحراك التي لا ترغب في ركوب موجة التسييس، بل تريد رفع الصوت طلبا لمعالجات اقتصادية وإصلاحية من شأنها تخفيف الأعباء المعيشية عن كواهل اللبنانيين.
فهناك بون شاسع بين صرخات وجع مواطن بالكاد يقوى على تأمين لقمة عيشه، وبين تجار فقر الناس عبورا إلى أهداف سياسية.
وعليه، كان شعار المس بالمقاومة كفيلا بخلق شرخ على مستوى الحراك وتباعد بين فصائله، فانكفأ الكثير منها عن تحركات اليوم التي جاءت حشودها متواضعة وأقل بكثير من حجم التجييش الذي ساد في الأيام الأخيرة. إلا أن الحضور الخجول تحول إلى شغب وقح واعتداء على الأملاك العامة والخاصة وتعرض للقوى الأمنية والجيش اللبناني، وسط شعارات استفزازية تثير الفتنة وتؤجج نارها.
بعيدا من كل ذلك، رد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، على ما كتب ونشر في وسائل الاعلام وفي افتتاحيات بعض الصحف، عن دور للرئيس نبيه بري وحركة “أمل” وزج أسماء بعض كوادرها في موضوع تعيينات شركتي الخلوي أو سواها من التعيينات. خليل أكد ان كل هذا غير صحيح على الاطلاق، نافيا أن يكون ملف التعيينات وخصوصا في ALFA وTOUCH قد بحثه الرئيس بري مع النائب جبران باسيل أو غيره.
وعلى ذكر باسيل، فقد صدر اليوم نفي من تيار “المستقبل” لأنباء نشرت عن حصول مصالحة بين رئيس “التيار” النائب سعد الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر”. وفي بيان النفي، تأكيد أن هذا الأمر ليس على جدول أعمال الحريري.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
6/6 لن يتكرر، لا لتغير بالنيات العدوانية الصهيونية- الأميركية، بل لمعرفتها الجدية بما بات عليه ميزان القوة اللبنانية.
6/6 عام 1982 أتى الصهاينة متبجحين، يهلل لهم البعض، ويترصدهم آخرون تعرفهم جيدا طرقات بيروت من بوابة خلدة الى شارع الحمرا، مخضبين بكل ألوان الطيف المقاوم الذي آمنت به بيروت هذه، حتى طبعت بألوانهم، فأذاقوا العدو بسلاحهم ما لم يكن بحسبانه، وأحالوا بيروت إلى ست الدنيا العصية على كل مشروع عدواني يريد النيل من هويتها، عسكريا كان أو فكريا أو حتى استعراضيا.
وبعد أن راكم الوطن من القوة ما أذل الصهاينة ومتفرعاتهم التكفيرية، ومشاريعهم الفتنوية والمذهبية، يحل 6/6/2020 ولبنان واقع تحت اجتياح التجويع الصهيوني- الأميركي، ويلاقيه بعض المهللين، والمستثمرين فيه. وقدر اللبنانيين مقاومة الاجتياح الجديد بكل أنواع الأسلحة المتاحة، ليرسموا مشهدا جديدا وفق البوصلة التي ما أضاعوها، رغم الوجع والتجويع والتنكيل وكل أنواع الترهيب.
في 6/6/2020 حاول البعض أن يرسم في شوارع بيروت خيوطا من بارود، فما استطاع اشعالها، ولم تستطع كل دعوات التحريض والنفخ بأبواق العصبيات انتاج ولو مشهد لتظاهرة أرادوها مفصلية، فظهر تشرذم وضياع وانفعال وتوتر المنظمين الذين اضطروا على ما يبدو إلى اللعب بأعلى أوراقهم، فأحرقوها على عجل.
حضر محازبون معروفو الوجهة والهدف والتمويل، ومعهم بعض المحتجين، إلى ساحة الشهداء في بيروت، للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، فنزعت عنهم بيروت آخر أوراق التوت، وعرت مشروعهم وتجارتهم الفاشلة بفقر وجوع اللبنانيين، وأسقطت شعارات وأجندات سيصعب تمويهها بعد اليوم.
وبالعودة إلى المطالب الحقيقية للبنانيين، إلى وجعهم اليومي، إلى الجوع المفروض عليهم بفعل حصار الأميركي وتراكم فساده وأدواته من الفاسدين، فإن الدولة مطالبة بسرعة الأداء وباجتراح الحلول، بل الضرب بيد من حديد أملا بالتخفيف السريع من حدة الأزمة، مقدمة على طريق حلها.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا، ومطالبه المحقة اقتصاديا وماليا ومعيشيا، وعلى مستوى الإصلاح ومكافحة الفساد، مطالبنا. هكذا كان موقفنا منذ اليوم الأول، وهذا هو الموقف اليوم.
ما سبق ليس رأي فريق سياسي محدد، أو منبر إعلامي معين، بل هو لسان حال رأي عام لبناني، في الوطن وبلدان الانتشار، يؤمن بلبنان وطنا حرا سيدا مستقلا، ودولة تليق بتضحيات الناس، ودماء الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، والذين شكلوا سدا منيعا أمام موجات التكفير، ومعهم أولئك الذين استشهدوا ليخرج لبنان من عهد الوصاية، ولا يتحول طريقا مؤداها التوطين.
الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا، في وجه قوى وشخصيات سياسية أمعنت في الفساد، أو في تغطية الفساد، ليس منذ ثلاث سنوات فقط، بل منذ ثلاثين سنة، يوم قدم لبنان جائزة ترضية إقليمية، برعاية إقليمية ودولية، فتسلم أمراء الحرب وممولوها السلطة، وشكلوا منظومة فساد بالغة التنظيم، فروعها سياسية واقتصادية ومالية ونقدية وإعلامية وحتى أمنية، فأدخلوا البلاد في نفق، الضوء الموعود في نهايته كان مجرد أوهام وأكاذيب وأحلام، تبين أنها أسوأ من كوابيس.
الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا، في وجه سياسات خاطئة، بل خطايا ارتكبت في حق المال العام، المسؤولون عنها معروفون بالاسم والدور والخلفية والغاية، وكل المطلوب اليوم شجاعة قضائية في تطبيق القوانين الموجودة، وإقدام تشريعي على إقرار ما يلزم منها، والأبرز في هذا الإطار قانون إنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية المقدم من الرئيس العماد ميشال عون عام 2013، أي قبل أن ينتخب رئيسا بثلاث سنوات، وقانون كشف الحسابات والأملاك الذي اقترحه أخيرا تكتل “لبنان القوي”، ليشكل التحدي الأكبر أمام معظم أركان الطبقة السياسية.
وإلى جانب الشجاعة القضائية والإقدام التشريعي، يبقى انتظار فاعلية حكومية، تتجاوز البطء وتقفز فوق المماطلة، حتى ينتقل إنقاذ لبنان من خطة، إلى واقع.
في كل الأحوال، العناوين كثيرة، لكن التوقف عندها ليس وقته اليوم. فالمهم اليوم أن الشعب شعبنا، والصرخة صرختنا. أما الشغب، فطبعا ليس شغبنا، والاعتداء على الجيش والقوى الأمنية والأملاك العامة والخاصة ليس اعتداءنا، تماما كما أن الشتائم العشوائية ليست من شيمنا، وكذلك منطق تعميم الاتهام الذي يساوي بين الجلاد والضحية، فيما المطلوب محاكمة الجلاد، وإنصاف الضحية.
يبقى أننا اليوم، وكما في كل يوم، شعب من هذا الشعب، ومطالبنا من مطالبه، في شقها المحق. أما صرخة الـ OTV، فلا تزال هي إياها منذ اليوم الأول، وفق شعارها المعروف، الذي تحول برنامجا تلفزيونيا يوميا: “رح نبقى سوا. نحنا وشعب لبنان العظيم، دايما رح نبقى سوا”.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
السادس من حزيران، شكل انتكاسة تنظيمية لقوى الثورة، لكنه كان يوم نكسة بل نكبة جديدة للسلطة وحماتها. فبعد تهويل إعلامي وسياسي دام أياما على المواطنين الجائعين العزل، تم التركيز فيه على ما هو مسموح وما هو ممنوع من الشعارات، وعلى سبيل المثال، المطالبة بالخبز مسموحة، لكن ممنوعة المطالبة بنزع سلاح حزب الله وبالقرار 1559، عليه، تراجع قسم من المنتفضين عن المشاركة تجنبا للأسوأ، فيما أكدت الفئة الثانية أن تركيزها هو على الشأن المطلبي الحياتي فقط.
وخشية منها من أن يؤدي ضبط الشعارات إلى المشاركة الشعبية الكثيفة، لجأت السلطة إلى الخطة باء: اختراق التظاهرة بمجموعات تخريبية مندسة يتم تحريكها من بعد باستفزاز مبرمج من جوار ساحة الشهداء، ما يستدرج ردات فعل عنيفة من المجموعات المندسة.
ومن شأن تحول التظاهرة إلى مشهد فوضوي خطر، أن يؤدي إلى ثلاثة أمور: دفع القوى الأمنية إلى قمع التظاهرة بحجة منع العنف، إخافة المشاركين المسالمين فيغادرون الساحة، وامتناع المقبلين من المناطق عن مواصلة طريقهم إلى ساحة الشهداء.
هذا في ساحة الشهداء والمداخل المؤدية اليها، أما الخطة المحكمة لمنع الثوار من الوصول من المناطق إلى العاصمة، فتولتها حواجز ال”فلترة” والغربلة التي انتشرت على الشرايين الرئيسية للطرقات، حيث تم التدقيق بهويات المشاركين وتفتيشهم واحدا واحدا، بما أخر بشكل رئيس وصول عدد كبير منهم إلى بيروت.
الى أين من هنا؟، ما هو أكيد أن الانتفاضة لن تهمد لأن القمع لا يؤمن رغيفا ولا يسد جوعا و لا يدفع قسط مدرسة ولا يفتح باب رزق، لذا ستسلك الثورة طرقات جديدة لا عنفية طبعا للتعبير عن نفسها، لعل اهمها: المزيد من الشارع، و إعلان جبهة أو جبهات سياسية تنطق باسمها وتطرح برامجها. وما هو أكيد أيضا على جبهة السلطة، أنها ستعتبر نفسها انتصرت في حربها على مواطنيها، فتواصل سياسة الازدراء والإنكار، وتواصل سعيها إلى اكتساب سمة الدولة الفاشلة.
ومثابرتها هذه ستؤدي طبعا إلى نجاح مسعاها. وهذا باد بوضوح في عرقلتها التعيينات في المؤسسات الحساسة، وفي ما أجرته من تعيينات تفوح منها رائحة المحاصصات، كما هو باد بشكل فاقع في نظرة صندوق النقد وكل الدول الصديقة.
حرام لبنان لا يستحق هذا الكم من الظلم وهذه الشلة من الظالمين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
تحت سقف حرية التعبير والديموقراطية، تحرك الشارع اليوم بأربعة شعارات هي الانتخابات النيابية المبكرة، محاربة الفساد، محاسبة “كلن يعني كلن” مع مندرجات المطالب الشعبية المجتمعية، والمطالبة بتنفيذ القرار 1559.
منذ 17 تشرين الفائت، تاريخ انطلاق الثورة، رددت الشعارات الثلاثة الأولى علنا، وهمس بالشعار الرابع، أي المطالبة بنزع سلاح “حزب الله”، حتى وصلنا إلى 6/6، فارتفع الصوت جهارا للمطالبة بنزع هذا السلاح.
خلف كل من هذه الشعارات شارع، ولكل من هذه الشوارع الحق المقدس بالتعبير عن الرأي، ورسم خطوط المطالب مهما علا سقفها، ومقابل كل هذه الشوارع والمطالبات شوارع أخرى، حقها مقدس بدورها بإعلاء الصوت.
ما حصل من مواجهات اليوم، تخللتها أعمال شغب ضبطتها القوى العسكرية والأمنية، على خلفية نزع سلاح “حزب الله”، رسم خطوطا جديدة للتفاوض بين كل الأفرقاء، وعلى رأسهم “حزب الله”، وجاء في لحظة كباش سياسي دولي- إقليمي حرجة، مدعمة ب”قانون قيصر” الذي يبدأ تنفيذه في السابع عشر من حزيران الحالي، مع كل ما يحمل من تداعيات على لبنان، ووسط حديث عن عقوبات أميركية جديدة مرتقبة على أشخاص أو شركات لبنانية.
هذا كله، ولبنان المنهار اقتصاديا يخوض مفاوضات دقيقة مع صندوق النقد الدولي، طالبا الدعم المالي من دون أن ينسى أي من الأفرقاء، أن واشنطن تقدم وحدها 17% من المساهمات المالية للصندوق، وتاليا فإن قرار مد لبنان بدولارات الإنقاذ التي يحتاج إليها، هو فعليا تحت سلطة واشنطن وقرارها.
على وقع كل ذلك، كسرت تظاهرة اليوم محرمة الحديث عن اسقاط سلاح المقاومة علنا، فكيف سيقرأ “حزب الله” التطورات في ظل اشتداد الخناق الاقتصادي والمالي على لبنان، وكيف سيقرأ الشارع المقابل هذه التطورات، والأهم ماذا ستفعل الحكومة اللبنانية منعا للانزلاق صوب مواجهات تعلو فوق الخطوط الحمر؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
لم يكتمل مشهد السبت الأبيض، حتى عالجته قوى مسلحة بقدسية السلاح، فانتهى السبت إلى شغب ومطاردات وحالات تكسير لأملاك عامة وخاصة، ووقوع جرحى في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية على حد سواء.
وال 6/6 بدأ بروح السابع عشر من تشرين وشعاراتها ومطالبها العصية على التنفيذ، حيث كان المتظاهرون يعرضون معاناتهم مع سلطتين: سابقة نهبت، وحالية لم تقلع بعد. وتسنى للناس قول ما في حنجرتها من حالات غضب وحنق على أموال هدرت، مصارف احتجزت، قضاء يشتبك مع قضاء، ومرسوم تشكيلات يضيع عند منتصف الطرق الرئاسية.
لكن وقبل استكمال رفع الصوت، وصلت أصوات غائرة حائرة تندب حدثا لم يحدث، وتطلق شعارات الحفاظ على سلاح محفوظ وليس موضع نقاش. ومن قلب التظاهر رفع ناشطون مطلب تطبيق القرار 1559، غير أن هؤلاء لم يتعدوا “كرتونتهم” المرفوعة، ولم يكونوا مقررين وليسوا أكثر من زوبعة بلا فنجان، إذ إن جميع المكونات السياسية في لبنان هي على يقين أن مسألة بحجم نزع سلاح “حزب الله” لا تطرح في ساحة تظاهر، وأن القرار رقم 1559 ولدى صدوره قبل خمسة عشر عاما، وضعه لبنان على أبعد رفوفه السياسية، لأنه صدر من دون استشارة الدولة اللبنانية، بحسب كلام للرئيس حسين الحسيني في أيلول عام 2004.
واليوم وبعد خروج سوريا من لبنان، وإحداث “حزب الله” معادلة توزان الرعب في سلاحه مع العدو الإسرائيلي، فإن كل المطالب بتطبيق هذا القرار أصبحت على طاولات أخرى وليس في شوارع التظاهر التي لها ناسها ومطالبها. حتى إن رئيسي حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحزب “الكتائب” سامي الجميل، أدليا اليوم بمواقف متقدمة تستحق كل ثناء لإبعادهما ملف السلاح عن شارع له عناوينه المحقة.
وقال جعجع إن الأهداف التي تحرك الشعب اللبناني برمته من أجلها، من شمال لبنان إلى جنوبه، ومن بحره إلى سهله، هي أهداف معيشية إصلاحية. لذلك، من المهم جدا التزام هذه الأهداف بغية الوصول إلى تحقيقها وعدم تشتيت الجهود في اتجاهات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى إحباط الحراك. فيما رأى الجميل أن موقف حزب “الكتائب” من “حزب الله” معروف وبالنسبة لنا الساحة اليوم للأمور المشتركة وليست للأمور الاختلافية بين الناس، وأن مشاركتنا في التظاهر هي لاستكمال كل ما أنجز منذ السابع عشر من تشرين.
وبانسحاب “القوات” و”الكتائب” من مطلب نزع السلاح مرحليا، وانتزاع هذا الملف من قلب تظاهرات محقة، فإن الجبهة اقتصرت على اللواء أشرف ريفي الذي كشف عن تنسيق مع “الأخ” بهاء الحريري، لكن ريفي لا يلوي على صندوقة انتخابية وليس صندوق سلاح. فيما الحريري الثاني الكبير لا يزال في طور النمو، ويبحث عن سلاح العودة إلى ساحات نسيت سحنته منذ واقعة “يا قوم” الشهيرة.
وعليه، فإن كل هذا الرعب اليوم لم يكن له رجال. وجاء على النيات ومن دون مسوغات وأسباب موجبة تدفع إلى الهلع والتخوف والاستنفار الذي اتخذ شكل العنف، من ساحة الشهداء إلى الواجهة البحرية، وصولا لاحقا إلى أحياء محور من زمن الحرب وهو الشياح- عين الرمانة، علما أن على ضفاف المنطقتين: خط جوع وحرمان مشترك.