ليبانون تايمز ـ غسان همداني
في 13 نيسان من العام 1975 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، شرارة هذه الحرب انطلقت بعد اطلاق النار على بوسطة تقل مقاتلين فلسطينيين في عين الرمانة من قبل حزب الكتائب، نتج عنها بالإضافة الى تدمير البنى التحتية والإقتصاد، تغيير في النظام اللبناني، وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح مجلس الوزراء، وإحباط مسيحي تجلى في مقاطعة أول انتخابات بعد إتفاق الطائف.
في 6 حزيران من العام 2020 يدعو حزب الكتائب الى تظاهرة لنزع سلاح المقاومة، في توقيت مشبوه، متزامنا مع قانون قيصر، محاولا الإستفادة من تململ شعبي ناجم عن الوضع الإقتصادي، مقدما أوراق إعتماده الى من يهمه الأمر ، مستعيدا تجربة لم تنته في التعامل مع العدو الإسرائيلي.
يعلم حزب الكتائب جيدا عجزه عن تحقيق هذا الهدف، ليس فقط بسبب ضآلة وضعه التنظيمي، أو خفوت وهجه السياسي فحسب، بل لعلمه الأكيد استحالة هذا الأمر بعدما ما عجزت عنه قوى كبرى في حرب تموز، لكنه يهدف الى جر البلاد الى حرب أهلية جديدة، الغاية منها إضعاف محور المقاومة تمهيدا لتمرير صفقة القرن، وإحياءا لطرح الفيدرالية او التقسيم، في محاكاة للتجربة الكردية في العراق وسوريا.
صحيح ان حزب الكتائب يتصدر هذه الدعوة في الظاهر، لكن تشير المعطيات ان المحرك الفعلي هم مجموعات متنوعة المشارب والتوجهات السياسية والإيديولوجية، لكن يجمعها تموضع سياسي واحد مرتبط بأجهزة مخابرات معروفة، وهي مجموعات ترتكز إلى بيئة طائفية ومذهبية متطرفة، ترى ليس في “السلاح الشيعي” عدوا فحسب، بل تتعداه في النظرة الى المسيحي الذمي ايضا.
الحرب الأهلية ، في حال حصولها لا سمح الله، لن تكون في مصلحة أحد، وسيخرج الجميع منها خائر القوى ، خاصة إن تحولت حربا مذهبية بين السنة والشيعة، لكن الأكيد أن الخسارة الكبرى سترتد على المسيحيين في لبنان، وتتجاوز ما خسروه في اتفاق الطائف بأشواط، خاصة وان المراهنة على الدعم الأميركي أثبتت فشلها في سوريا، فهل يكون حزب الكتائب ومن معه، وللمرة الثانية، سببا لتهجير المسيحيين ليس الى داخل لبنان بل الى خارجه؟