- مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
الولايات المتحدة ساحة الحدث العالمي، مع توسع الاحتجاجات أمام سفاراتها في لندن وبرلين وكندا، بعدما كاد المشهد المتنقل في ولاياتها أن يحولها ساحة حرب، ومقاربة دخول المحتجين البيت الأبيض لولا قرارت الاغلاق للمقر الرئاسي ولعدد من الولايات، لإعادة تحكم الشرطة بالوضع الميداني. وتبقى مضاعفات الحدث مفتوحة على صورة مهتزة للنظام العالمي، بريادة أميركية، الذي يمر بمرحلة حرجة بفعل ترددات تفشي وباء كورونا، فيما ظهرت المواجهات وباء التعصب العنصري في المجتمع، بصورة فاضحة لمكامن الضعف..
أميركا المهزوزة في صورتها الداخلية، لم تعدل سياستها العقابية في المنطقة، مع بدء سريان “قانون قيصر” المتعلق بالعقوبات على سوريا وكل متعامل مع النظام.
لبنانيا، أزمة بنزين تلوح في الأفق مع استكمال خطوات منع اقتصاد التهريب، وفق توصيف رئيس الحكومة. فيما المشاورات تأخذ مداها، لبلورة توافق على التعيينات، واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وسط ضغط عودة المحتجين إلى الشارع. وقد تظاهر العشرات مساء اليوم باتجاه القصر الجمهوري، وصولا إلى الحاجز الخارجي حيث منعتهم القوى الأمنية من التقدم، قبل أن يرغموا على الخروج من محيط قصر بعبدا.
وبعد انفضاض الجمع من محيط القصر الجمهوري، بدأت بوادر تجمعات المحتجين في ساحة “النور” بطرابلس، ما أوحى بنية لتصعيد التحركات في الساعات المقبلة.
ومع الخروج الجزئي من دائرة الحجر الصحي، سجلت وزارة الصحة العامة تسعا وعشرين حالة كورونا جديدة، بينها إصابتان من المقيمن وسبع وعشرون بين الوافدين. ومع بقاء الاجراءات لمنع انتشار كورونا، تبدو البلاد متخففة من تضييق الدورة الاقتصادية، مع فتح المراكزالتجارية والأسواق وإفساح المجال بالتجوال حتى منتصف الليل. توازيا تواصلت الجهود بتكثيف الفحوصات العشوائية، ولا سيما في المناطق والمخيمات حيث ظهرت إصابات جديدة.
وزير الأشغال العامة والنقل كشف أن المطار لن يفتح في 8 حزيران، متوقعا أن يتم ذلك ابتداء من 21 حزيران، مشيرا إلى أنه طالما أن فتح المطار سيتأخر فنحن قد نكون أمام مرحلة رابعة من عودة المغتربين.
وبانتظار ما ستسفر عنه تعاميم المصرف المركزي، يعود الصرافون للعمل الأربعاء، ما يشكل امتحانا لإمكانية ضبط السوق الموازي للتسعير الالكتروني للدولار وللسعر الرسمي.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
… وفي اليوم الخامس، لم يسجل مسرح الاضطراب الداخلي الأميركي، أي اختراق من شأنه لملمة تداعيات المشهد المأساوي للرجل الأسود الذي ركع شرطي أبيض على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وعلى غرار الأيام السابقة، اندلع المزيد من التظاهرات والاحتجاجات، ووقعت مواجهات مع الشرطة وأعمال قتل ونهب وتخريب وتكسير. وإزاء هذا المشهد الفوضوي الذي تبدو فيه الأمور خارج السيطرة، وضع الجيش في حال تأهب للتدخل، فيما تم استدعاء الحرس الوطني لاحتواء الاحتجاجات ولا سيما في محيط البيت الأبيض، ناهيك عن إعلان حال الطوارىء وحظر التجول في غير مدينة أميركية.
في غمرة هذه الوقائع، هدد الرئيس دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة ضد المتظاهرين، ولوح بتنفيذ حملات اعتقالات واسعة.
شرارة الانتفاضة التي فجرها مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة، امتدت إلى كندا حيث تظاهر الآلاف في تورنتو، لإدانة العنصرية وأعمال العنف التي تقوم بها الشرطة في كلا البلدين.
في لبنان، غابت السياسة في عطلة نهاية الأسبوع، لكن المستجدات المتصلة بكورونا حاضرة أبدا، وعلى ضفافها ظل عداد الإصابات يتحرك صعودا، حيث سجلت اليوم تسع وعشرون إصابة، معظمها من الوافدين، فيما سجلت حالة وفاة واحدة.
وبانتظار أن يرسو العداد على بر مرض، خفضت وزارة الداخلية إجراءات التعبئة لجهة الخروج والولوج إلى الشوارع والطرقات وفتح المؤسسات الصناعية والتجارية.
وفي شأن متصل، يفترض أن يعقد غدا اجتماع تقني لبت مصير المرحلة الرابعة من عودة المغتربين، وكذلك موعد إعادة فتح مطار بيروت، علما بأن رئيس المطار رجح بنسبة تسعين بالمئة أن يعاود هذا المرفق الجوي عمله في الثلث الأخير من حزيران المقبل.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
إلى مزيد من التصعيد تتجه الأحداث الأميركية، بل إلى احتقان غير مشهود منذ فترة طويلة، جراء الاستفزاز العنصري الذي يمارسه علنا الرئيس الأميركي ضد طبقات واسعة، مطلقا يد الشرطة بالعنف والشدة.
على تقدير المتابعين، فإن كل ساعة من الاضطراب تمر على الأميركيين حاليا، يقابلها خطوات في مسار التعثر الضارب للبلاد منذ مجيء ترامب إلى البيت الأبيض، ومنذ إطاحته بما اعتادوا عليه من مكتسبات وتقديمات، إضافة إلى حالة التهور الكبير في إدارته للملفات الداخلية والخارجية، وتعميق الاشتباك الاجتماعي ومفاقمته بالتمييز على أساس اللون.
هل يمكن أن تخرج أميركا من اضطرابها قريبا، مع وجود 40 مليون عاطل من العمل بين حدودها؟، وهل هناك من يفصل بين ارتفاع حدة المواجهات والمنازلات الانتخابية التي ترتفع أسهمها في الشوارع المهتزة؟.
لا شك أن حالة الارتباك تضرب عميقا، وأن الخيارات الآمنة لإطفاء الشارع محدودة، وهي بدأت بحظر التجوال في خمس وعشرين مدينة، ونشر الجيش الوطني في واشنطن وإحدى عشرة ولاية إلى الآن.
في لبنان، أسبوع طالع على تقييمات جديدة لإجراءات مواجهة فيروس كورونا، واليوم وزير الداخلية قلص مدة الإقفال الليلي مع الإبقاء على الالتزام بالقواعد المعمول بها. أما نقديا، فرصد للنتائج المتوقعة لعودة الصرافين عن اضرابهم، وما إذا كانت هذه الخطوة مرتبطة بإجراءات يطمح إليها اللبنانيون لكبح لعبة الدولار وارتفاع سعر صرفه.
ويتمنى اللبنانيون أحيانا كثيرة نسيان واقعهم، إلا أن كثيرا من آلامهم لا تنسى، ومنها ما تحمله كل عام ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، الرجل الوطني الذي يبقى رمزا للوحدة والعروبة الأصيلة، في شهادته كما في حياته.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
على الضفة المناوئة للحكومة، التخبط سيد الموقف: فالقوى السياسية التي تلتقي ضمنا على الوقوف في وجه حسان دياب، وأبرزها ثلاثي “المستقبل” و”الاشتراكي” و”القوات”، والتي ينتابها الهلع السياسي كلما لمحت في الأفق احتمال نجاح حكومي ما، تماما كما حصل في إطلاق التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومواجهة كورونا، فشلت حتى الآن في تشكيل جبهة موحدة، فراح “المستقبل” يدلي بردود فعل مبالغ فيها وذات طابع شخصي واضح، في وقت يلتزم “الاشتراكي” الهدوء النسبي منذ زيارة وليد جنبلاط لبعبدا، فيما واصلت “القوات” سياستها التقليدية القائمة على استهداف “التيار الوطني الحر” من دون سواه، في كل تصريح أو موقف أو مؤتمر أو طرح.
أما حزب “الكتائب”، الذي نام رئيسه على حرير الثورة، مصدقا أنها صدقته، فصدم أمس جراء تظاهرة حراكية تحت شرفة منزل والده أمين الجميل، ذكرته بأن طرح النأي ب”الكتائب” عن الطبقة السياسية وملوثاتها، خدعة لا تنطلي على أحد.
أما بالنسبة إلى الحراك، فالعشوائية المؤذية لا تزال الطابع الغالب، وآخر مظاهرها أمس تحرك مطالب بتطبيق القرار 1559، لم يعرف بعد موقف الحراكيين الفعليين منه.
أما على ضفة القوى الداعمة للحكومة، فالوضع ليس مثاليا، لكنه أحسن حالا من معسكر المتخبطين. فصحيح أن العلاقة بين الأركان الاساسيين ليست شهر عسل، وأن بعضهم “لاطي” للبعض الآخر على كوع التعيينات والرئاسيات وما بينهما، غير أن التسلح بغياب البديل، وبالثقة الشعبية التي يراكمها شخص رئيس الحكومة، ومعه عدد لا بأس به من الوزراء في أكثر من ملف، يبقى الأساس، ومعه قبل كل شيء، الغطاء الرئاسي الوازن، المواكب لمسار الخروج من الأزمة، والمتدخل للتصحيح حيث يلزم، كما حصل في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وكما قد يحصل في شأن أي قرار ملتبس أو قانون منقوص.
كل ذلك في موازاة عمل تشريعي هادف، كان من نتاجه في الجلسة الأخيرة إسقاط قانون العفو العشوائي، وإقرار قانون رفع السرية المصرفية. على أمل بدء الخروج جديا من الأزمة الطبيعية بعد خطايا مميتة تعود إلى أعوام ثلاثين.
“آخر همي”… هكذا من المرجح أن تعلق غالبية اللبنانيين على كل ما سبق. فالهم الوحيد اليوم تختصره كلمتان: الدولارات أولا، والإصلاحات ثانيا. وفي انتظار إجراء ملموس ينعكس سريعا على الأحوال المعيشية، سيبقى جواب الناس “آخر همي”.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
تخفيف إجراءات التعبئة لا يعني السيطرة التامة والنهائية على الكورونا، وإن كانت السيطرة عليه مقبولة نسبيا، بل جاء نتيجة صرخات النزع الأخير للمؤسسات التجارية على اختلافها، واستجابة من الحكومة لصرخات الناس الذين بدأ الجوع يدق أبوابهم، بعدما فرغت جيوبهم ومعاجنهم ولم يبق على خميرهم ذرة طحين.
لكن الانفلاش الشعبي على الطرقات بدءا من الغد، يجب ألا تقرأه الحكومة على أنه دليل ازدهار، فتقيم احتفالات النصر المزدوج على الجائحة، وعلى الأزمة الاقتصادية- المالية- الاجتماعية، التي كانت بدأت في السابع عشر من تشرين، وجاء الكورونا ليفاقم الازمة.
بكلام آخر، على حكومة حسان دياب وعرابيها أن يعوا تمام الوعي، بأن الناس لم ينسوا ولم يسامحوا ولن يقبلوا بأن يكون ما بعد الكورونا كما كان الوضع قبل الكورونا. وبكلام أكثر وضوحا، اللبنانيون يرفضون رفضا قاطعا المئة في المئة من الأقاويل والانتصارات الواهية التي وردت في خطاب المئة يوم، وهم إذا مانوا على عقولهم في الفترة السابقة، فمنحوا الحكومة فترة سماح غير مستحقة، فإنهم هذه المرة لن يمونوا على بطونهم الخاوية وجيوبهم الفارغة، بعدما دفنوا وأرزاقهم وأموالهم أحياء تحت خط الفقر، ولا يراهن أحد على أن اللبنانيين أكثر حضارة وانضباطا من الأميركيين، وبأن الجيش والقوى الأمنية رهن إشارة الحاكم لقمع الناس.
في أي حال، يجب أن تضع الحكومة في حسابها أن يوم الاثنين سيظهر صورة الوضع المأسوي الذي انحدرت إليه البلاد، إذ أن عددا كبيرا من المؤسسات لن يفتح أبوابه ليس لأنه محجور بل لأنه مكسور، كما أن عددا كبيرا من الموظفين والعمال لن يعودوا إلى وظائفهم وأشغالهم ليس لأنهم محجورون بل لأنهم مصروفون.
إنطلاقا مما تقدم، على الحكم والحكومة ألا يصنفا هذا الكلام في خانة الزجليات والمراجل، فهو لسان حال الناس المنتفضين على مساحة الوطن، وقد تواصلوا وتعاقدوا على العودة إلى الشوارع والساحات مهما كان الثمن. والنصيحة أن يكون الرد عليهم بالعمل الحكومي المجدي والواقعي، وليس بالقمع وتحريك شوارع السلطة في مواجهة شوارع الناس.
لكن لن نتأمل أن ينتج العوسج تينا، فتصوب الحكومة المسار وتدوزن أداءها على مطالب الناس، بل بالعكس، فإن أركانها لا يزالون على خلافاتهم وفجعهم على التعيينات، والخلافات ليست على تعيين الأجدر من الموظفين بل لإيصال الأكثر خضوعا وطواعية. هذا الأداء أكد ويؤكد لصندوق النقد ولكل الدول الصديقة، أن القيمين على مصالح الوطن أصغر من الأزمات، بل هم سببها، من دون أن ننسى انكشاف الواقع السيادي المأزوم والتبعية العمياء للسلطة ل”حزب الله” الذي يسوقها شرقا. فمن أين سيأتينا المال والمساعدات؟.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
يقول christopher harris، أحد أصدقاء floyd، إنه وقبل ليلة من وفاته، كان سيبحث عن عمل، هو الذي طرد من عمله جراء أزمة كورونا، ليختم harris قائلا: عندما تحاول أن تتشبث بطلب العدل والقانون وأنت لا تستطيع إليهما سبيلا، عندئذ تشرع في تطبيق القانون على طريقتك.
ما يحصل في أكثر من ثلاثين ولاية ومدينة أميركية، من احتجاجات يتخللها أعمال شغب، يشبه ما يحصل في بلدان كثيرة حول العالم، من بينها لبنان، هناك وهنا عندنا، حيث ضاع النظام، وفقدت العدالة، وانتصرت الفوضى على القانون.
وما تشبيه شوارع الولايات المتحدة بشوارع لبنان، سوى ترجمة لواقع شعب، بينه وبين سلطاته المتعاقبة، سنين من الوعود الكاذبة، عن العدالة الآتية والإصلاح الحتمي.
اليوم، ينظر اللبنانيون، الموجودون في قعر الانهيار المالي والاقتصادي، طبعا حسب أهوائهم السياسية، إلى بلاد العم سام، معقل الديموقراطية والحرية، وهم منقسمون بين محبي دونالد ترامب، وبين محبي martin luther king، المدافع الشرس عن العدالة الاقتصادية والاجتماعية. هو من قال قبل سقوطه العام 1968 برصاصة متطرف أبيض، وكأنه يتحدث اليوم: لقد فشلت الولايات المتحدة في سماع أن محنة الفقراء السود قد ساءت على مدى السنوات القليلة الماضية، كما فشلت في سماع أن وعود الحرية والعدالة لم يتم الوفاء بها.
هذا في وقت يترقب فيه العالم، نتائج ما يحصل في الولايات المتحدة، على الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل. فهل يترجم غضب الشارع بإسقاط دونالد ترامب، عبر توزع أصوات الناخبين من أصول افريقية، أم يستفيد ترامب من غضب هذا الشارع، ليجذب إليه المزيد من أصوات المتطرفين البيض، فيضمن الطريق إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض؟.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
تراجعت الحكومة خطوتين إلى الوراء على طريق الإصلاح، فتقدمت كورونا خطوة إلى الأمام على طريق مناعة القطيع. وغدا يوم آخر تستعيد فيه البلاد أنفاسها من رئة الوباء. وعلى سلم الفايروس الذي سجل اليوم تسعا وعشرين إصابة معظمهم من الوافدين، ستخفف الإجراءات وستعود الحياة شبه طبيعية، مع الإبقاء على بعض الاستثناءات وتعديل في المواقيت، بحسب بيان وزارة الداخلية.
وكما على الأرض، كذلك في السماء. فقد أعلن وزير الأشغال العامة والنقل عن إحتمال افتتاح مطار بيروت أمام حركة الملاحة ابتداء من الواحد والعشرين من حزيران.
وبمقاييس حزيران عن ثلاثة وثلاثين عاما إلى الوراء، غرد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للمرة الأولى في ذكرى اغتيال الشهيد رشيد كرامي، مستذكرا رجالات الدولة أصحاب المواقف الوطنية. وللذكرى كلام فيصل من وزن لم نسامح ولن ننسى، ولكننا لسنا طلاب انتقام بل طلاب عدالة. والعدالة في عرف آل كرامي، لن تكون بقانون عفو ملغوم يستثني الموقوفين ظلما من دون محاكمات، ويسقط التهم عن قتلة الرشيد المحكومين غيابيا والفارين خارج لبنان، يمعن في قتل القتيل وفي تمجيد القاتل.
وفي ذكرى اغتيال رئيس حكومة كان على قيد الرئاسة لدى استهدافه من السماء، سأل النائب فيصل كرامي: كيف تنعون الطائف وهو المتضمن آليات ونصوصا واضحة لبناء الدولة العصرية؟، وزيادة في السؤال: لماذا استصدار شهادة وفاة لاتفاق لم يبصر النور، ولم يسجل في دائرة نفوس بناء الدولة؟.
لكن الميثاق الوطني الذي بقي حبرا على ورق، صار اتفاق الطوائف، والطوائف تحولت إلى فيدراليات ولكل فيدرالية معمل كهرباء ومكب نفايات ومواقع في التعيينات ممنوع المساس بها، وقوانين عفو على المقاس، وقضاء متروك للقدر والمحاسبة إلى يوم الحساب.
حتى صلاحيات مجلس الوزراء الملحوظة في اتفاق الطائف، فقدت صلاحيتها، ولم يبق زعيم إلا “وبل إيدو” بحكومة مواجهة التحديات، وكل فريق فيها يقول “أنا الوالي”، من تهديد سليمان فرنجية ونبيه بري بالاستقالة، إلى “سلعتة” جبران باسيل، إلى خطوط طلال إرسلان الحمراء تحت منصب الشرطة القضائية، يؤازره في المهمات الدرزية الوزير رمزي المشرفية.
وإذا كان رئيسها حسان دياب قد أصيب بهزة ثقة، فلا حل أمامه إلا بالتقاط النفس والرجوع إلى المربع الأول، بعيدا من بازار المحاصصة والركون إلى أهواء وخواطر هذا وذاك. أما إذا أرادوا إسقاط الحكومة، فليكن بسحب الثقة منها في مجلس النواب، وهو ما لن يجرؤوا على القيام به، ليس محبة ببقاء الحكومة، بل خوفا من ثورة عارمة ستولد من رحم “لبنان ينتفض”.
وبضع منتفضين هذا المساء أمام القصر الجمهوري، أسوة بباقي المقار، لكن التظاهرة تحولت فجأة إلى احتكاك مع الجيش ووفود من “التيار” التي جاءت حامية للقصر وتحمل مستلزمات الحماية، ما أدى إلى تدافع وتضارب ومنع الإعلام من التصوير.
وتزامنا مع تخفيف اجراءات التعبئة غدا، لا تعبئة للبنزين إذا تفاقمت الأزمة الأسبوع المقبل. والسبب المباشر هو امتناع الشركات العملاقة المحتكرة استيراد المحروقات في لبنان، عن التسليم. وفي معلومات “الجديد” أن المستوردين في لبنان يخزنون البنزين، لكن يمتنعون عن توزيعه، أولا لأنهم يعولون على ارتفاع الأسعار يوم الأربعاء، وثانيا لأنهم يحاولون تحصيل خمسة عشر في المئة على الأقل من الأموال بالدولار الأميركي.