المنار
بانتظارِ اجراءات ِدولتِهم ، يقف ُالمغتربون اللبنانيون الراغبون بالعودة ِفي تحد ٍمع َهواجسَ كبرى يفرضُها الانتشارُ السريع ُلفيروس كورونا في كل ِالارض..
هل يعود ُهؤلاء باسرع ِوقت ٍالى لبنان ؟ وهل ينال ُالمهدَدون منهم بكورونا نصيبا ًمن الوقاية ِوالطبابة ِتعوضُ المفقودَ منها في اصقاع ِهجرِتهم وغربتهم؟
الامر ُمنوط ٌبحجم ِخطة ِالعودة ِالامنة ، وقبل ذلك بوقت ِتطبيقها، فللاسراع ِبها نتائج ُضامنة ٌليس فقط لصحةِ المغتربين َبل لارواحِهم كما اشار َالامين ُالعام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالامس ِعبر َشاشة المنار..
وفق َالمعلومات، فإن جلسة َالحكومة ِيوم َالثلاثاء المقبل ِستكون مسبوقة ًباجتماعات ٍتبحث ُاليات ِتامين ِالعودة ِلمن يرغب ُمن اللبنانيين في الخارج ، وبكل ِتفاصيلِها التقنية ِواللوجستية ِبالتنسيق ِمع السِفارات والقنصليات.
وبحسب ِمتابعة ِالمنار، فان جاليات ٍوجمعيات ٍاغترابية ًفي حراك ٍمتواصل ٍعلى خطين : الاول ُلتأمين ِسبل ِالوقاية اللازمة ِمن كورونا باماكانات ٍخاصة ٍوبحملات ِتكافل ٍوتعاون ٍنشطة ٍومتسعة .. والثاني يسلك ُخط َالتواصل ِمع السفراء ِوخلايا ازمة ٍخصصت لمَهمة ِاحصاء ِاسماء ِالراغبين ِبالعودة ِوالتعرف ِعلى الظروف ِالصحية ِالتي يمرون فيها..
ان تحققت عودة ُالمغتربين سالمين غانمي صحتِهم وعيالِهم ، فان امرا ًمؤسفا ٍقد سبق ان حاق َبهم : اموالُهم واموال المقيمين وجنى اعمارِهم واعمالِهم في غيابة ِالمصارف ِومغاراتِها ، ووراء َاقفالٍها المحكمة حقوقٌ مستحقةٌ واموالٌ تعتبر قشة َنجاة ٍلصغار المودعين ..
ما قاله السيد نصر الله بحق ِهذا القطاع ِبالامس صرخة ٌاودعَه اياها الموجعون من المواطنين ، وهي ليست المرةَ الاولى التي يتوجه ُفيها سماحتُه الى المصارف لاداء ِدور ٍفي انقاذ البلد . فهل يستجيب ُهؤلاء وهم يعتقدون ان ستة ملايين ِدولار ٍستغير ُمعادلة ًفي مواجهة ِكورونا بعدد من اجهزة ِالتنفس ِالصناعي فيما هم متورطون بقطع انفاسِ الالاف ِمن العائلات ِومئات ِالالاف من المواطنين ؟.
Nbn
البطاقة الحمراء التي رفعها الرئيس نبيه بري بوجه الاستلشاق الحكومي فيما خص عودة المغتربين فعلت فعلها ولكن هل يتصاعد الدخان الأبيض من جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد الثلاثاء على شكل قرارات وآليات جدية وحاسمة لإعادة المغتربين والطلاب على جناح السرعة.
إن الثلاثاء لناظره قريب والمطلوب انتشال مغتربينا فوراً من من براثن الوباء المتوحش في الخارج هذا فيما أعلنت شركة الميديل ايست بلسان مديرها العام محمد الحوت استعدادها لإجلاء المغتربين على نفقتها فور صدور قرار رسمي عن الحكومة.
في آخر المعطيات الرسمية بشأن عدد الإصابات في لبنان فإن عداد كورونا سجل ارتفاع عدد الوفيات الى عشرة والاصابات الى أربعمئة وثمان وثلاثين بزيادة ست وعشرين حالة عن يوم امس.
وعلى مستوى العالم العين على الولايات المتحدة الاميركية التي تشهد حال تخبط عَكَسَه تراجع دونالد ترامب عن وضع ولايات عدة في الحجر الصحي.
وجرى حديث عن خطط لأسوأ سيناريوهات قد تواجه أميركا جراء تفشي الفيروس ومنها وفاة سياسيين كبار.
اما في بريطانيا فقد خاطب بوريس جونسون مواطنيه من قلب حجره الصحي: ابقوا في منازلكم … فالآتي أعظم.
وفي فرنسا فقد حذر رئيس الوزراء الفرنسي من أسبوعين شاقين في بلاده فيما صرح الرئيس الإيراني بأن الفيروس دخل المجتمع وربما يستمر وجوده عاماً أو عامين.
Lbc
في الثامن عشر من هذا الشهر، ضجَّت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الإجتماعي بصور لجيش الصين يؤدي التحية لجيش الممرضات والممرضين والأطباء وهَم يهمُّون بالخروج من مدينة يوهان بعدما هزموا فيروس كورونا…
وكان المشهدُ تاريخيًا بين تحية الجيش وتصفيق سكان يوهان ودموع الممرضات والممرضين والأطباء… هذا المساء، وبعد دقائق من الآن يأخذ اللبنانيون المبادرة… “زقفة للأبطال”… والأَبطال هنا الممرضات والممرضون والأطباء والمسعفون من الصليب الأحمر الذين جميعهم حوَّلوا مستشفى رفيق الحريري الجامعي إلى واحة أمل بالشفاء من فيروس كورونا…
هؤلاء الأبطال ليسوا وحدهم، معهم سائر الجسم التمريضي والطبي وجسم الإسعاف وعمَّال التنظيفات في كل المستشفيات التي تخوض معركة طبية وعلاجية شرسة في وجه فيروس يجتاج الكرة الأرضية ويحَجُر حتى الآن ثلاثة مليارات من سكان الكرة الأرضية في منازلهم… الممرضات في يومهن العالمي في 12 أيار من كل سنة، يُطلَّق عليهن إسم “ملائكة الرحمة”… فهُنَّ الرحمة للمريض الذي يعيش على الأمل وعلى العناية به والوقوف إلى جانبه… لأجل هؤلاء التحيَّة والزقفة بعد دقائق… الزقفة أيضًا للجسم الطبي الذي سقط له شهيد في فرنسا هو الدكتور سامي عبد الرضا… الدكتور عبد الرضا هو طبيب قلب لكنه كان من الأوائل الذين عملوا في مستشفى لعلاج مصابي الكورونا، وهو إبن بلدة قانا الجنوبية… يستأهِلون الزقفة وأكثر من الزقفة… يستأهلون الرعاية والحماية والأمان المادي والإجتماعي، تصوّروا الوضع لولاهًم ولولاهًنَّ… تحمَّلوا ولا يزالون، وبينهم حتى اليوم ما يزيد عن ثلاثين إصابة… وفي معرض الحديث عن الإصابات، إرتفع العدد اليوم إلى 438 بعدما ازداد عدد الإصابات 26 إصابة جديدة.
التحدِّي الأكبر الذي تواجهه الحكومة هو تحدٍّ مستجد يتعلق بعودة أو إعادة لبنانيين من دول الإغتراب ولاسيما من افريقيا… الحكومة كانت لها وجهة نظرها المعلّلة والمرتبطة اصلًا بالقدرة على إجراء الفحوصات للذين يريدون العودة ، مع شرط الحجر الصحي لحظة وصولهم إلى لبنان… جاء الموقف التصعيدي للرئيس بري الذي لوَّح بتعليق تمثيله في الحكومة بعودة هؤلاء، وأعطى مهلة للبت بالموضوع تنتهي بعد غد الثلاثاء ، اي بالتزامن مع موعد جلسة مجلس الوزراء، فهل ينضج المخرج ولا يدخل البلد في ازمة وزارية تعني شل كل المسارات الصحية والمالية؟ الأرجح الا يصل الوضع إلى هذا السيناريو لكن يبقى السؤال: كيف ستتمكن السلطة التنفيذية من إنجاز إعادة مَن يريد العودة؟ ماذا عن الحجر الإلزامي؟ وكيف سيُصار إلى تطبيقه من دون هفوات لئلا تقع كارثة التفشي؟ كل كل الأسئلة يؤمَل أن تجد جوابًا لها في جلسة الثلاثاء…
الجديد
هنا نشرة ” صامدون ” وتحقيقاتُ الليلةِ تَضرِبُ على وتَرٍ ووجع .. على لَقاحاتٍ اجتماعية وَجَبَ تأمينُها في غيابِ مقوِّماتِ الصمود .
وباسمِ الشعبِ اللبنانيِّ الذي نظرتُم إليه عظيما ً يَخرجُ منَ الأزَمَات ليصنعَ منها أمجادا ً تُحكى .. باسمِ المقهورينَ مِن هذا الشعب .. أعزاءِ النفْسِ مقطوعي النفَس .. نرفعُ هذهِ النشرةَ كصلاةٍ موحّدة .. كقَرعِ أجراسٍ مِن أعالي مِئذنة .. كأحدِ الشعانين ..يمهّدُ الدربَ لفِصح ٍمجيد .
هو مَرضٌ سَرَقَ مِن أولادِنا الأعياد .. سحَبَ ضوءَ المدُن ونُصِّبَ خاطفاً لأرواحِ بنيها .. فكيف نتغلّبُ عليه من دونِ زادٍ ومَؤُونةِ قوة
ومِن وحيِ جُمُعةِ آلامٍ على مرمى نَيسان .. فإنّ القيامةَ من بينِ الأوبئةِ آتية .. لكنها سوف تحتاجُ الى وطنٍ يقوى على دربِ الجُلجلة .. الى استعادةِ عناصرِ القوةِ وتمتينِها على الأقل ” بحواضر البيت ”
وحتى نبقى في هذا البيت فالجوعُ لن يرحَمَ المساكين .. وهو كالمرضِ يَفتِكُ ويَستبدّ.
فمِن هنا نستطلعُ معًا محفِّزاتِ الصمود ..وقبل أن نشحَذَ مِن سِندٍ وهند .. قبلَ أن نطرُقَ أبوابَ الدول
فْلنأتِ بما لدينا ..
أغنياؤنا يرفعون رأسَ لبنان عاليًا كملِكاتِ جمال .. يصنعون في الخارجِ مجدَ المدُن .. يساهمون في نهضتِها .. هم بخزائنَ لا تَنضُب .. يشترونَ ناسَهم في الانتخابات ويهجُرونها في الشدائد .
وعندما تَقصِدُهم فإنهم ” بيقطعوا ايدن وبيحشدوا عليها ” .. أو يُعطونك من الكلامِ حلاوةً ..
لا منّةً لكم على أبناءِ وطنِكم .. لا بل إنّ هذا الوطنَ هو مَن أغناكم .. من مشاريعِه راكمتُم أرقامَكم .. وبعضُكم خاض صفَقاتٍ تحتَ رايةِ العلمِ اللبنانيّ ..
اليوم كلُّنا مسؤول .. أغنياءُ ومُقتدرون وطبَقاتٌ متوسّطة وصولاً الى كلِّ لبناني أمنكهُ وضعُه المساعدة .. والجديد تقدّمُ الشكرَ كلَّ الشكرِ لأكثرَ مِن ستةَ عشَرَ الفَ مساهمٍ ومتبرعٍ حقيقيٍ ضخّ الروحَ في صُندوقِ العائلاتِ الفقيرة .
وبكم .. يتعافى لبنان ويصمُدُ في وجهِ عدوٍ شرِسٍ غريب