* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
وفي مطلع الشهر الثاني من أول إصابة كورونا مسجلة في لبنان، التزم معظم اللبنانيين إجراءات وقائية عامة بعدم الخروج من منازلهم في شكل ملحوظ، في وقت تخطت حالات كورونا المثبتة عتبة ال248، اي بزيادة 20 حالة عن الأمس، كما ان هناك خمس حالات اجريت لها فحوص مخبرية، تثبتت المختبرات المعتمدة من الوزارة من نتائجها.
وإذا كانت الصين اعتصمت بالصبر والشجاعة والتعاون والوعي للسيطرة على الوباء بحسب علماء ميدانيين، فلا بد من الإشارة الى ان شوارع لبنان صورة وعينا لمدى خطورة تفشي الوباء، والمنازل ملجأ اللبنانيين، الذين أثمرت حملات الإرشاد والمؤشرات الرقمية المتسارعة لتفشي المرض، انكفاء منهم أو انحباسا عن مغادرة المنازل نسبة الى ما سبق هذا اليوم، وكما سجلت الساعات الماضية، تجاوبا وتعاونا مع انطلاق حملات التبرعات الاهلية والرسمية.
القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام، ضبطت المخالفين، محذرة من تصاعد مستوى محاسبتهم، بإجراءات حاسمة واستثنائية، وفق ما أكد وزير الداخلية في مؤتمر صحافي ظهر اليوم.
ومن ايطاليا التي يتفشى فيها المرض، وتتقلص فيها امكانات المساعدة الطبية، وحيث سارعت بكين الى إرسال طواقم طبية وإسعافية لإعانة الايطاليين، من ايطاليا موضع الوجع العالمي بعد الصين، التي أثبتت جدارة بالتغلب على الوباء، أطلق طالب لبناني صرخته للبنانيين بالاستفادة من التجربة، وبإتخاذ أقصى الاحتياطات، كي لا يحرم لبناني مسن أو شاب مصاب من العلاج.
واليوم أعلنت منظمة الصحة العالمية ان الوباء لا يصيب كبار السن فقط، بل له تأثير كبير على فئة منتصف العمر.
الوباء على عتبة كل بيت، أي خطوة قد تعرضنا وتعرض من حولنا للخطر، ولمن تحتم عليهم الضرورات القصوى مغادرة المنازل، عليهم التزام احتياطات بالاتجاهين: عدم نقل العدوى والاحتماء من تلقيها. إلتزموا منازلكم للحفاظ على صحتكم وصحة مجتمعكم بانتظار أن تترجم في الساعات المقبلة خطط توزيع الاغاثة العينية للعائلات التي لا مورد لديها، في ظل توقف الأعمال بسبب كورونا، في وقت باشرت المستشفيات الخاصة والحكومية التحضير لاستقبال الحالات الإضافية للحجر.
في كوماسي في غانا، توفي رجل أعمال لبناني بكورونا بحسب ما نقلت مواقع إخبارية عن نائب وزير الصحة الغاني.
أمنيا، اغتيل اليوم في مدخل المية ومية- صيدا بكاتم للصوت الرتيب المتقاعد من قوى الأمن الداخلي أنطوان يوسف الحايك، الذي كان مساعدا في معتقل الخيام لعامر الفاخوري، وقد تولت قوى الأمن الداخلي التحقيقات. الاغتيال يحصل على خلفية ما أثارته مغادرة العميل الفاخوري الأراضي اللبنانية، من تباين داخلي من هذا الملف. اغتيال تم غداة مغادرة الفاخوري منذ ثلاثة ايام الى الولايات المتحدة الأميركية من عوكر في منطقة المتن الى دولة غير لبنان، وبعدها الى واشنطن.
راعي أبرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد زار بلدة المية ومية، حيث لفت الى انه لا يليق بالدولة أن يتم أخذ العدالة بأيدي غير الدولة، فلا يجوز ذلك، وان الدولة هي من تحكم ومن تنفذ أحكامها. الدكتور جعجع أعلن منذ بعض الوقت الموقف نفسه.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
كثيرا تبدل المشهد في الشارع بعدما دقت الدولة النفير بوجه كورونا، فانتشر الجيش والقوى الأمنية، تحت راية خطة عنوانها العريض: تحاشي انزلاق لبنان نحو الانتشار الوبائي، أما المدخل إلى هذه الغاية فهو واضح: “خليك بالبيت”.
الخطة في يومها الأول أعطت ثمارا بحيث بدا الكثير من المناطق والشوارع خاليا من الحركة المعتادة.
وكما على الأرض، كذلك في السماء، حيث كانت طوافات عسكرية تحض المواطنين عبر مكبرات الصوت على إلتزام منازلهم.
وزير الداخلية بدا حازما في إطلالته عبر مؤتمر صحفي: أي مخالفة تشكل تهديدا للسلامة العامة ستقمع، قال الوزير محمد فهمي.
وفي ترجمة لهذا الكلام كانت الغلة في الميدان اليوم: مئة وثمانية وثلاثين محضر ضبط بعد مئة وثمانية وأربعين تكبدها مخالفون للتعبئة العامة في اليوم السابق. الإجراءات الأمنية التنفيذية تأتي بعد ما أظهرته وقائع الأيام الأخيرة من قفزات في أعداد الإصابات من جهة، وتفلت الكثير من المواطنين من تحمل مسؤولياتهم من جهة ثانية، الأمر الذي كاد يلامس معه لبنان المحظور وينزلق إلى المرحلة الرابعة من اجتياح كورونا.
الانزلاق العددي الذي تسارع في اليومين الأخيرين، تباطأ قليلا اليوم بحيث ارتفع عدد الإصابات منذ أمس بواقع ثماني عشرة إصابة ليصبح العدد الإجمالي للمصابين مئتين وثمانية وأربعين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
غير فيروس كورونا قاعدة الحرب التقليدية القائمة على أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم بمعنى أن تخرج شاهرا سلاحك في وجه عدوك، وعلى ذلك كانت تقاس الشجاعة بمدى الالتحام مع العدو وجها لوجه، إلا انه في زمن كورونا، فإن الشجاعة والغيرة على صحتك وصحة أهلك وشعبك وبلدك تعني التخفي والتزام المنزل والتواري عن الأنظار أمام من يتربص بالجميع.
شجاعة وغيرة أظهرهما الأعم الأغلب من اللبنانيين اليوم، لكن حتى لا نستغرق في التفاؤل، فان العبرة في الديمومة والاستمرارية، و”ما نزهق ويضيق خلقنا” اذا طالت الأزمة وهي كذلك على ما يقوله المعنيون في المجال الصحي. أما المتفلتون وهم المصنفون في الزمن الكوروني بالمتخلفين عن الحرب والجهاد، فلا بد من وسيلة لردعهم عن التواطؤ مع العدو، وأن لا يكونوا من حيث يشعرون أو لا يشعرون طابورا خامسا.
على ذلك أكد وزير الداخلية بالقول ان القانون سيطبق “على مين ما كان يكون” ولنتقاسم حبة الزيتون في البيت حتى لا ننزلق نحو المجهول. المجهول الذي دخل اوروبا من كل الأبواب. ثلاثمئة ألف إصابة في العالم نصفهم في القارة العجوز التي لطالما تغنت بنظامها الصحي. فتخلت دول القارة عن بعضها البعض على قاعدة علي بنفسي ليعود عصر القرصنة. فإيطاليا تتهم السلطات التشيكية بالاستيلاء على أقنعة واقية هبة من الصين كانت مرسلة إلى مستشفياتها المنكوبة، في وقت كان يصل قطار كمامات من بكين الى إسبانيا عبر طريق الحرير بحساسيته المفرطة للولايات المتحدة التي وصلها التسونامي. نيويورك لوحدها سجلت اليوم نحو خمسة آلاف إصابة جديدة، وعمدتها يتحدث عن أسوأ أزمة منذ الكساد الكبير.
فهل سيثق الشعب الأميركي بعد اليوم برئيسه دونالد ترامب الذي لطالما استهتر بالأزمة واستهان بها؟ الإمام السيد علي الخامنئي قال بصراحة اليوم لا ثقة لنا بكم. أميركا العدو الأخبث وهي إن ارسلت لنا أطباء فقد يحاولون مراقبة التأثير العملي للسم وإنتاج نوع آخر يتناسب وال”دي ان اي” في إيران.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
أنتم مجرمون! مجرمون. نعم انتم مجرمون! إنها الكلمة الوحيدة التي تصح في وصفكم. انتم الذين تصرون على تجاهل الإجراءات الوقائية البسيطة، وتعريض حياة الناس قبل حياتكم للخطر. فما نفع “الكزدرة” على الطرق وفي الساحات يوم الأحد، اذا كانت نتيجتها الحتمية، حرمان كثيرين من حقهم في التمتع مستقبلا بالحياة؟ ما نفع التمسك باحتفال زفاف، اذا كان سيؤدي الى إصابة المدعوين بمرض قاتل؟ وما نفع الواجبات الاجتماعية، اذا كانت نتيجتها الأكيدة هي الموت؟
كلا. نحن لا نبالغ. فهذا الكلام هو عين الحقيقة، ولو التزم بعض الناس بالتعليمات منذ اليوم الأول، لما وصلنا الى هنا، ولما كان هناك من سبب لينزل آلاف العسكر على الأرض، ومعهم القوى الأمنية من مختلف الأجهزة، عدا الشرطة البلدية، فقط لمنع البعض من أن يتحولوا الى مجرمين.
غريب جدا كان هذا الأحد. الكنائس إما بلا قداديس، أو بحضور يقتصر على كاهن ومعاونيه الضروريين. المطاعم مقفلة والمولات كذلك، والحركة شبه غائبة عن الشوارع، ما خلا حالات الضرورة القصوى، فضلا عن بعض المجرمين، الذين سرعان ما تعامل معهم المعنيون بالشكل المناسب.
أما الانكى في كل ذلك، فأن يواجه البعض القوى المولجة بفض التجمعات بالعبارات النابية، والتحدي “الولادي”، أو على جري العادة بالتهجم على الدولة. فلو أدرك هؤلاء ما هي العقوبات التي تفرضها الدول بحق مجرمين على شاكلتهم، “كانوا استحوا وانضبوا” في بيوتهم، والأهم كانوا ضبوا ألسنتهم عن الشاشات ومواقع التواصل.
في العالم، فاق اليوم عدد الذين ماتوا جراء كورونا الثلاثة عشر ألفا. وفي لبنان، أعداد المصابين الى ازدياد. لذلك، ممنوع على المجرمين ان يحولونا الى ايطاليا ثانية، بالمستشفيات المكتظة بالمرضى، وبمشاهد الوداع الحزينة، وأنهر الدموع التي لا تجف.
الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها مسؤولة طبعا، لكن المواطن أيضا مسؤول. والمطلوب أن يكون الاثنان على مستوى المسؤولية.
هذا هو الموضوع الأساس اليوم. أما بهلوانيات بعض السياسيين، و”هبلنات” بعض الوجوه البارزة على مواقع التواصل، فلا معنى لها أمام الخوف على الحياة، والقلق الذي لا ينتهي على المصير.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
واحد وثلاثون يوما مرت على غزو فيروس كورونا بلاد الأرز، لكن للواقع والمنطق والحقيقة، ورغم عدد المصابين الذي بلغ مئتين وثمان وأربعين، يمكننا بدءا من مساء أمس فقط الاعتبار بأن لبنان انتظم في محور الدول المحترمة التي تحارب الوباء، ذودا عن شعوبها ووجودها. إذ أعلن شبه حظر تجول، واعتمد الوسائل العلمية والنمطية للقضاء على الفيروس.
وهنا لا بد من الإشارة الى أنه تعين الانتظار طويلا حتى صدقت الدولة بأن الوباء قاتل فعلا كي تتحرك لممارسة الحد الأدنى من التدابير الصارمة على هذا القسم من شعبها الذي لم يصدق بعد، ولا يزال يستخف بالموت ويجالسه على كأس عرق ويتمرجل عليه بالزجليات والمخمس مردود، ولا يتورع عن نقله الى أولاده وبيئته وجيرانه وصولا الى نشره في كل الوطن، علما بأن هذه القلة القليلة الضارة من الناس لا تشكل واحدا في المئة من الشعب.
في هذه العجالة نفتح هلالين لنضيء على الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وهم من الساكنين تحت القانون، من الخيرين الطيبين الأبطال، وقد أمطروا الmtv بتبرعاتهم السخية الخميس واليوم طيلة النهار، وسيتابعون الليلة مع الزميل مرسال غانم، لنجدة المؤسسات الإستشفائية والجمعيات الإنسانية التي تكافح بزنود صباياها وشبابها العارية، لرد الموت الزاحف عن أهاليهم ووطنهم.
إذا وفي هدي الوعي المستعاد، يمكن الجزم بأنه إذا واصلت الحكومة تدابيرها على الأرض، بل زادت من تشددها بحيث تمنع التجول والاختلاط مدة أسبوعين، كما دعا وزير الداخلية، مع التأكيد على الإقفال المحكم للحدود البرية والبحرية والجوية وللمعابر غير الشرعية، وإذا صرح المصابون بإصاباتهم بالفيروس، سيتمكن لبنان من وقف انتشار الوباء، ما ينقذ نظامنا الصحي من الانهيار ويتيح له التصدي للوباء.
في السياق، ما هو مسموح للدول المقتدرة غير مسموح للبنان الذي دخل الفيروس حلبته فيما كانت الأزمة المالية- الإقتصادية قد سددت إليه الضربة القاضية. هذا الواقع الكارثي، يفرض على الحكومة تسريع الخطى لمواجهته فتفرج عن خطة النهوض الموعودة. والحكومة بحسب المنطق، يجب أن تأخذ بالمعطيات التي فرضها الوباء على دول العالم، فتسعى الى البحث عن وسائل للإنقاذ صنعت في لبنان، وهي موجودة ومتوفرة ومعروفة وتوفر عليه المديونية العالية والارتهان الى الخارج. عندها وعندها فقط، نتحكم بحاجتنا الى صندوق النقد، فإذا طرقنا بابه، يصدقنا ويعطينا ولا يتصدق علينا.
نهاية، الحق الحق نقول للحكومة، إن كان من فضائل للمصائب التي حلت بنا، فهي أنها ستلزمنا البحث عن الخيرات الكثيرة المهملة في مخزوناتنا الوطنية، البشرية والمادية. فلنتوقف إذا عن التسكع على أبواب الغرباء والاستعطاء منهم.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
عندما يتنقل فيروس كورونا، الصامت القاتل في كل العالم، ناشرا أينما حل الخوف والفوضى والموت، فعلينا التعامل معه على هذا الأساس، من دون هلع، من دون استخفاف، بأقصى درجات الوقاية وبكثير من العلم.
علينا ولو لمرة ان ننسى اننا “الشعب الحربوق”، وان “الكذب ملح الرجال”، لأن كل ذلك لا ينفع.
اليوم، دخلنا في لبنان الشهر الثاني من إعلان أول إصابة كورونا، شهر تخلله عدد من الإجراءات بلغت ذروتها أمس، عندما طلبت الحكومة من الأجهزة الأمنية بكل قواها، الانتشار في المناطق كافة، لمطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم حفاظا على حياتهم.
لكن هذه القوى لم تتنبه ان بيننا، من لم يفهم بعد، وان بيننا أناس تذاكوا اليوم، فمارسوا مع هذه القوى لعبة الكذب والاختباء، شي بصالون مصفف الشعر “حيث اختبأت السيدات، وشي عند “بياع الورد” وشي عند يللي بيفتح، بسكرولوا القوى الأمنية، بيرجع بيفتح”. عم تتذاكوا عمن، وعم تتخبوا عمن؟ اذا عالعسكر، الفشل واضح، لأن العسكر ضبطكم وأخرجكم قبل أن يكتمل جمالكم، وسكر محالكم كلها، اذا عفيروس كورونا، فالفشل أيضا واضح، وهو إن لم يظهر اليوم، فسيظهر حتما في الأيام المقبلة، لأن قوته في انتشاره، فابدأوا بعد الأيام، خصوصا انكم غير قادرين على تحديد المصاب منكم من غير المصاب.
الكذب هنا لن ينفعكم، تماما كما لن تنفكم لعبة “الشعب الحربوق” الذي ما إن سمع بخبر إمكان وجود دواء للفيروس أعلن عنه من فرنسا، حتى أكد ان الدواء موجود وأنه الحل السحري، واننا حتى قادرون على تصنيعه، هذا بجزء من الشعب. أما الجزء الآخر، ف”طب” على الصيدليات واشترى الدواء وخزنه في المنزل، لدرجة ان الدواء انقطع، وفي الحالتين لم يتكلف أي من كل هؤلاء التأكد علميا مما يحصل.
فالدول كلها، بما تملك من ذكاء صناعي، وأطباء، ومختبرات علمية تبحث عن الدواء، قد بدأت اليوم فقط اختبارات فعلية في أوروبا، على أكثر من علاج، نتائجها ستظهر بمعدل أسبوعين الى ستة أسابيع من اليوم، علها تصل الى دواء يشفي الداء، ويعيد الى العالم أجمع صحته.
فيا شعب لبنان “الحربوق”، حتى الساعة لا التذاكي ينفع، ولا الادعاء ينفع، خليكون بالبيت، حفاظا على حياتكم وحياتنا كلنا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
انتقلت جيوش العالم من الجبهات إلى الشوارع. فالعسكر أخلى ثكنات الكرة الأرضية ليسرح شرطيا في طرقات يطرق الموت أبوابها. أقفلت أسلحة الدمار الشامل مفاعلاتها وأعطت مجدها المحرم لجنرال أكثر فتكا يدعى كورونا المستجد، وهو في نسيجه الخفي: كورونا المستبد.
ومع سباق الفايروس إلى التسلح بالأرواح، كانت بورصة الدول على خريطة العالم تستنجد بالتنين الصيني لحمايتها من هذا السفاح. ظلت الصين متصدرة الرقم واحد في عداد الإصابات، لكن كلا من إيطاليا والولايات المتحدة وإسبانيا تنافست على المركز الثاني، وبدت أوروبا هذه المرة قارة عجوز منهكة تلفظ أنفاسها ولا تجد يدا تمتد إليها، سوى جمهورية الصين الأكثر شعبية بين الدول.
فأميركا لا تفكر إلا بلقاح لشعبها. وهي عندما وجدته في ألمانيا، سعت لقرصنته حصريا لها. وعندما لاحت بوادر لقاحات من فرنسا، تحول الرئيس دونالد ترامب إلى طبيب مختص في التهابات الرئة، ينظر في العلم والاختراعات ويحولها إلى صندوقه الانتخابي.
لا عزاء لأوروبا اليوم سوى الصناعة الصينية، فالبلاد البعيدة التي مدت طريق حرير اقتصادي، سيرت اليوم طريق الحرير الصحي، وأطلقت الرحلة الأولى لقطار شحن يحمل مساعدات ويتجه إلى أوروبا.
هو تغيير جيوسياسي عميق، سيصبح فيه التنين تنينا حقيقيا، يبتلع دور أميركا كصديق وهمي للدول. فترامب سيحسب كل خطوة مرضية من الآن وصاعدا خطوة انتخابية، من انخفاض سعر البترول، إلى سرقة البراءات الطبية في الكشف عن اللقاح، وآخر ما سيفكر فيه هو أرواح الناس.
لكن كل براءات الاختراع في العالم ما زالت في طور التجربة، وقد لجأ الطب في كثير من المختبرات العالمية، وبينها فرنسا إلى العلاج المستخدم في مرض الملاريا وتطويره. ولما بدأ لبنان في استخدام هذه العلاجات، نبهت وزارة الصحة في بيان تحذيري إلى أنه على الرغم من النتائج المشجعة عالميا للدواء في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، تبقى للدواء مفاعيل طبية ضارة عند الاستخدام غير المراقب طبيا.
ومع تسجيل لبنان ثماني عشرة إصابة جديدة، أطلق وزير الداخلية محمد فهمي اليوم “استراتيجية القمع” بفرعها الإيجابي، والذي يخدم سلامة المواطنين. وصنف فهمي وضعنا في خانة المخيف، مهددا بالعقوبات، وقال: “ما يجرب حدا يتصل فيني للوسايط” لأن المخالفة التي تشكل خطرا على السلامة العامة سوف تقمع، والقانون سيطبق على الجميع “وعلى مين ما كان يكون”. أما المحاسبة، فهي متدرجة من تحت الى فوق، من الكلمة الى القضاء. فنحن تخطينا الاحتواء وسننزلق نحو المجهول.
وتفهم اللبنانيون إنذار فهمي الذي أتى على صورة الخائف من الأعظم. غير أن هذه التدابير لم ترض عين التينة، فأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه طالب رئيس الحكومة حسان دياب بإعلان حال الطوارئ، وأضاف: لقد وعدني دياب بذلك، لكن لم أعرف ما هو سبب عدم اتخاذ هذا القرار حتى الساعة، مطالبا بحالة طوارئ فورية وسريعة، لأن الوضع لا يحتمل.