غسان همداني – ليبانون تايمز
يخوض العالم حربا ضروسا يتوقف عليها تكاليف كبيرة على البشرية، وهي حرب مع عدو خطير، تكمن خطورته أنه مجهول، سريع الانتشار، تقف الدول عاجزة عن القضاء عليه، وإن نجحت الصين في وقف انتشاره، لكنها لم تنجح حتى الآن في إنتاج دواء مضاد له.
مفاعيل فيروس كورونا وصلت الى لبنان، وهو ما يزال في مرحلة الاحتواء، وقد اتخذت الحكومة اللبنانية إجراءات للحد من انتشاره، آخرها إعلان التعبئة العامة الصحية، والحد من التجمعات وغيرها، وهي خطوات مهمة على الصعيد الصحي.
لكن مكافحة الفيروس صحيا، لا يعتبر كافيا، إذ أن تداعياته الاجتماعية أخطر بكثير، فالمرض ينتقل بالاختلاط مع مصاب به، ويمكن محاربته بالوقاية، بينما آثاره الاجتماعية تطال الجميع، ولا ينفع معها وقاية أو حجر.
إن ملازمة المنازل تعني الانقطاع عن العمل، مع كل ما يترتب على هذا الانقطاع من آثار سلبية مالية، يرافق ذلك ارتفاع رهيب بأسعار المواد الغذائية والخضار، وفقدان الكثير منها من الأسواق، نتيجة احتكار التجار وشجعهم، وعدم قدرة وزارة الاقتصاد على ضبط الأسواق لأسباب كثيرة لسنا بوارد الخوض فيها الآن.
يضاف الى ذلك، تكلفة إضافية تتمثل بالمطهرات، والقفازات، والكمامات، وإقفال المصارف، وغيرها من الأمور ما يستدعي إعلان التعبئة العامة الاجتماعية.
في ظل قصور الدولة أو تقصيرها يبرز دور مؤسسات المجتمع المدني، وتحديدا الأحزاب، التي من واجبها التحرك بسرعة، وإنشاء شبكة أمان اجتماعية، تبدأ من تأمين أبسط متطلبات الحياة للذين لا يملكون قوت يومهم، والتواصل مع المتمولين والقادرين على تقديم يد المساعدة، دون إهراق ماء الوجه.
سينتصر لبنان على الفيروس، ونرجو من الله أن تكون تداعياته الصحية قليلة جدا، لكن تداعياته الاجتماعية ستكون كبيرة جدا، وستنعكس سلبا على الحياة الاجتماعية والسياسية، وستكون للناس مواقف تبنى على من وقف معها إبان الأزمة ومن تخلى عنها.