بتول فواز ـ خاص ليبانون تايمز
في ظل تعليق الأنشطة الرياضية كافة، بفعل المشهدين السياسي والإقتصادي في البلاد، تتحمّل الأندية المشارِكة في البطولات القارية ذنب إنجازها بتمثيل لبنان، وسط التشرذم المحلي الحاصل، والذي في جعبته تداعيات لا تُحمَدُ عقباها، فتوقُّف الموسم الكروي أودى باللعبة إلى شفير المجهول، مع غياب كل الإحتمالات التي تشير إلى إعادة إطلاق الدوري من جديد.
ضمن فعاليات الجولة الثانية من إنطلاق بطولة كأس الإتحاد الآسيوي 2020، وعلى ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، تغلّب نادي الأنصار على الفيصلي الأردني (4-3)، في مباراة هي الأكثر إثارة، تعززت حظوظ الزعيم بتصدّر مجموعته، قبل الجولة الثالثة من البطولة، والتي يلتقي خلالها نادي الوثبة السوري، خارج بيروت.
وفي البحرين، سقط حامل اللقب العهد، أمام مضيفه المنامة البحريني، بهدف مقابل لا شيء، بعد سلسلة مباريات آسيوية، لم يذُق فيها الأصفر طعم الخسارة.
في هذا الصدد، أكد المعلّق والصحافي الرياضي رياض عميرات، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أن العامل الذي تبدّل في صفوف الأنصار هو الحركة الهجومية السريعة، مضيفاً: إيقاع الزعيم في المواسم الماضية إتسم بالبطؤ، خطة المدرب عبد الوهاب أبو الهيل (3-5-2) تحتاج إلى سرعة من اللاعبين، شاهدنا تحرُّر حسن معتوق في منتصف أرضية الملعب، الحاج مالك يهرب إلى الأطراف على عكس أدائه السابق في المواسم المنصرمة، مما ساهم في إضفاء حيوية على إيقاع اللعبة، فاللاعب السنغالي يمتاز بقدرته على الإنتقال من أطراف الملعب إلى منطقة الجزاء، والهدف الثالث جاء نتيجة اللعبة الثنائية بينه واللاعب حسن معتوق.
وشدد عميرات على أن مشكلة الأنصار تكمن في الإرتداد الدفاعي، قائلاً: معظم الكرات العرضية هي سبب أزمات الفريق، فالعارضة أنقذتهم من أهداف عدّة، بالرغم من عدم القدرة على إنكار أحقية نزيه أسعد في حماية العرين الأخضر، الأنصار اليوم إذا أراد المنافسة على البطولة يحتاج إلى تغيير في التشكيلة الحالية، بالاعتماد على لاعبين إرتكاز، فضلاً عن الدور الدفاعي للاعب التونسي حسام اللواتي، إضافة إلى تعزيز العلاقة بين لاعبي قلب الدفاع، والعمل على تحسين اللياقة البدنية للظهيرين (نصار نصار) و(حسن شعيتو شبريكو)، اللذين قدّما مباراة جدّاً مهمة.
ولفت إلى أن تلقي الأنصار أهداف جاء جرّاء الخطأ التكتيكي على “شبريكو”، والإنتقال للعب بخطة دفاعية تتضمن 4 لاعبين، وتغيير مركز اللاعب حسن بيطار للعب كظهير وليس كقلب دفاع، وتابع: عند الاستفادة من حسن بيطار كظهير كانت تبرز المشاكل، فهو قلب دفاع ذو قدرة عالية على بناء اللعبة، ورؤية واضحة للملعب، وإذا أراد المدرب أبو الهيل تأمين بديل للاعب نصار نصار، فعليه بحسين عواضة ويوسف عنبر.
وأثنى عميرات على تصريحات مدرب الفريق العراقي، التي جاءت بعد مباراة الأمس، والتي تقضي بعدم المقدرة على لوم الزعيم على أخطائه، باعتبار أنه لا يخوض مباراة رسمية، ويعتمد فقط على لعب مبارتين وديتين كحد أقصى في الشهر، ما يؤثر سلباً على المستوى البدني للاعبين، وهذا حال كل من الأنصار والعهد، متوقعاً قدرة الأنصار على المنافسة في الأدوار المقبلة إذا تم تصحيح الثغرات الموجودة في التشكيلة الحالية، والتركيز على المنظومة الدفاعية للفريق.
وفيما خص نادي العهد، رأى عميرات، أن الفريق الأصفر يسعى لبناء مستقبل لناديه في هذه البطولة، بالإعتماد على عناصر الفئة الشابة، خاصة في مباراة الأمس (سعيد سعد، محمد المصري)، لإضفاء الخبرة على المستوى الفني، وتفعيل التناغم مع العناصر الأساسية في الفريق (أحمد زريق..)، وأردف: غياب نور منصور سهّل عملية وصول الفريق الخصم إلى مرمى العهد، ولولا تألّق الحارس علي ضاهر، لكنا شهدنا نتيجة أكبر لصالح الفريق البحريني.
وإستبعد عميرات فكرة إطلاق عجلة الدوري للموسم الحالي من جديد، مما سينعكس سلباً على المستوى الفني لشتى الفرق اللبنانية وخاصة منتخب الأرز.
أمام الأندية اللبنانية إستحقاقات تنطلق في التاسع من الشهر المقبل ضمن الجولة الثالثة من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي يلتقي الأنصار فريق الوثبة السوري، ويستضيف العهد نادي الجيش السوري، والجدير ذكره إستحقاق المنتخب اللبناني بمواجهة تركمانستان في الحادي والثلاثين من آذار المقبل.
سُبات كروي عميق يسيطر على اللعبة، لكن المسؤولية المُلقاة على عاتق اللاعبين تشكل حافزاً للمُضي بين الألغام، بانتظار بشرى سارّة تُعيد بارقة الأمل إلى نفوسهم، وعودة إستئناف نشاط، يحدد مصير مئات العائلات.