سارة طهماز – ليبانون تايمز
تستمر الأزمة الإقتصادية في لبنان لتزيد من خنق المواطن أكثر وأكثر والخوف مستمر من الإنهيار الكلي ولا قرش أبيض للبناني ليخبئه لليوم الأسود، خاصة بعد أن إستولت المصارف على الودائع وحصل ما لم يكن بالحسبان وبقي المواطن يصارع نفسه بعد شعوره بفقدان جنى العمر وبات مصيره معلقا بكيفية سداد الدين العام وقرار السداد الذي يتأرجح بين معارضٍ وموافق من السلطة الحاكمة، وبات هو وهي يستغيثان المجتمع الدولي ويتعلقان بالقشّة التي سيرميها لإنقاذ لبنان من الغرق وسط تعقيدات يشهدها البلد في مجال إستخراج الثروة الدفينة من قاع البحر.
أمس، جرى البحث في موضوع حفر البئر الأول لإستكشاف نسبة إستخراج النفط من البحر وتحديدا في البلوك 4، وقد أخذ مجلس الوزراء على عاتقه البدء بالحفر إعتباراً من الخميس المقبل على الأرجح، هذه الجملة كفيلة بإعطاء اللبنانيين الأمل بغدٍ أفضل سيزدهر فيه الوضع الإقتصادي وسيستطيع أن يعوّض فيه ما حُرم منه على مدى سنين طوال.
النهوض الإقتصادي بات قريبا؟
هذا وأفاد مصدر مطلع على ملف النفط، في حديث لموقع “ليبانون تايمز” أنه “بحكم أن النفط اللبناني هو من النوع الأفضل في العالم فسيكون محط أنظار المستثمرين وكبريات الشركات العالمية”. وتابع أنه “من المتوقع أن يشكل النفط رافدا أساسي للمالية الإقتصادية إذا ما تم إستثماره بالشكل الأمثل بعيدا عن الزواريب اللبنانية المعروفة”.
وفي سياق متصل، يتلهف اللبنانيون لإستخراج النفط وفي الوقت نفسه يتخوف من الضغوطات الخارجية التي دائما ما تُنقص من فرحتنا”.
ويعدّ النفط والغاز من الموارد الاقتصادية التي لها أهمية كبيرة كونه موردا يحمل تأثيرا مباشرا في إعادة بناء وصوغ هيكلية جديدة للاقتصاد، لامتلاكه المقومات التي يمكن ان تساعد على التطور والنهوض بالاقتصاد، كونه يمثل مصدراً مهماً من مصادر العائدات المالية والنقدية لتمويل الموازنة العامة للبلد. وتؤدي فوائضه دوراً مهماً في تطوير المستوى التنموي وتحسين الأداء الاقتصادي لجميع قطاعاته الإنتاجية والخدماتية. فالثروة النفطية في لبنان واعدة جدًا وقد تم تقديرها، بحسب وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، بأكثر من 250 مليار دولار أميركي صافي للدوّلة على أسعار النفط والغاز الحالية (WTI،ICE) ويُمكن أن تصل إلى أكثر من 1100 مليار دولار أميركي، إذا ما كانت نتائج الإستكشاف تفوق التوقّعات. هذا الرقم الهائل يعد بمستقبل واعد إذا ما إستطاعت الحكومات اللاحقة إدارة هذا الملف بطريقة سليمة وعلمية بعيدًا عن المُحاصصة الطائفية والحزبية.
أحلام المستقبل
لا نزال حتى الساعة على أبواب رحلة طويلة على وشك البدء ستترتب من خلالها انعكاسات ايجابية على صعيد الاقتصاد الوطني بالدرجة الاولى، كما وعلى المالية العامة. وسيختلف تصنيف لبنان ليصبح دولة غنية تملك احتياطات نفطية. والى جانب ايفاء الدين العام وتنمية القطاعات كافة، سيتم خلق فرص عمل كثيرة، الامر الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى تقليص نسب البطالة وزيادة الاستهلاك، وبالتالي تحريك وتنشيط العجلة الاقتصادية، وبالطبع، سوف يساهم في حل مشكلة الكهرباء. وتتمثل ابرز الانعكاسات الاقتصادية الايجابية، بتغير صورة لبنان الخارجية حيث سيدرج ضمن لائحة الدول النفطية، وهذا ما سيعزز ثقة المستثمرين به، اضافة الى تمتعه بدور اقليمي واستراتيجي فعّال في المنطقة.