زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
سلسلة من الاجراءات الامنية اتخذتها الولايات المتحدة الاميركية بمحاولة منها الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، بعد توتر الاوضاع الايرانية-الاميركية، جراء اغتيال اميركا قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، و نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس.
وبالطبع فان لبنان ليس بمنأى عن الازمات، وكما يقال “بكل عرس الو قرص” فمن ضمن اجراءات الولايات المتحدة المتخذة، كان قرارها بإرسال قوات عسكرية إلى لبنان “ما بين 130 و700 جندي” لحماية سفارتها اذا اقتضى الامر، وفي هذا السياق أوضح العميد المتقاعد امين حطيط لموقع ليبانون تايمز ان “حماية السفارات يقع على عاتق الدولة المضيفة واي تدبير تتخذه اميركا في هذا الموضوع ينبغي ان يكون بالاتفاق مع الدولة اللبنانية.”
ورأى حطيط انه “نظرا للوضع القائم في لبنان، وتاريخ العلاقة بين البلدين، وحماية السفارة على مر السنين، لا داعي لان ترسل اميركا جنودا لحماية سفارتها في لبنان لان الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية، تقومان بالواجب”.
واعتبر انه ” اذا ارادت اميركا ارسال قوى عسكرية الى لبنان تحت عنوان حماية السفارة فهو امر لا يصح، موضحا ان هكذا قرار يوجب انتشارا اميركيا عسكريا في لبنان، وهذا ما كان يلوح به ويخشى منه، خاصة مع اقتراب مسألة النفط”.
واضاف حطيط ان السؤال الذي يطرح في هذه المرحلة “هل ال ٧٥٠ جندي هم قوى استباقية للتحكم بالنفط اللبناني؟” مؤكدا ان “هذا ما سيطرح على الحكومة اللبنانية بشكل جدي وحاسم، لذلك الحديث عن حماية السفارة لارسال الجنود لا نعتبره مبررا حقيقيا وصادقا”.
بطبيعة الحال اميركا لا تتوقف كثيرا عند السيادة الوطنية لاي دولة، لدرجة انها تعتبر سفارتها عبارة عن دولة داخل دولة، في هذا السياق اكد حطيط ان “اميركا تتصرف فوق الدول وفوق السيادة”، معتقدا ان” رفض الدولة اللبنانية للوجود الاميركي في لبنان يجعل منهم قوى اكراهية وتفسر وفق للقانون الدولي العام بمثابة قوى احتلال او قوى اجنبية غير مشروعة، وفي هذه الحالة سيكون لبنان امام التحدي، والمعروف ان لبنان منقسم عاموديا يعني ان هناك من يوالي السياسة الاميركية، ومن يناهضها”، موضحا ان “القرار الاميركي في الانتشار في لبنان، رغم رفض الحكومة سيحرج الفريق الاول الذي يعمل باملاءات اميركية، وسيعطي الفريق الثاني الذريعة الكاملة لمواجهة هؤلاء ضمن مفهوم المقاومة”.
وحول الارض التي اخذتها السفارة الاميركية في لبنان والتخوف من احتمالية تجهيزها لقاعدة عسكرية، اكد العميد ان “الارض اخذت وفقا للقوانين الدولية واللبنانية، وهي تتجاوز الـ ٨٠ الى ١٠٠ دونم اي بحدود ١٠٠ الف متر مربع حسب ما يقال حتى اللحظة، ولكن البناء والاقامة والانتشار يخضعون لاتفاقية فيينا، اما الانتشار العسكري فلا علاقة له بالاتفاقية.”
صحيح ان الولايات المتحدة تسعى الى الحفاظ على علاقة الود بينها وبين لبنان بزعمها ان سلامة وامن اراضيه من اهتماماتها، ولكن من الواضح ان سلامة لبنان ليست سوى كذبة تتمسك بها كعادتها لحماية مصالحها ومصالح ابنتها المدللة “اسرائيل”، فهل سيغدو لبنان ارضا لقاعدة اميركية تحت مسمى السفارة، ام سيقف بصلابة في وجه اي احتلال كان؟!