زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
الجزار الذي نكل بأبناء الوطن وتركهم يموتون ببطئ ولم يرف له جفن عين، أُدخل الى أبهى مستشفى بزعم إصابته بمرض عضال، على نفقة الدولة اللبنانية التي تمر بضيق اقتصادي، في الوقت الذي كان يترك مرضى معتقل الخيام ليلفظوا آخر أنفاسهم بشماتة في غرفة مقفلة.
في هذا السياق لفت المحامي حسن بزي لموقع ليبانون تايمز ان قرار العفو او الترحيل غير ممكن، والعفو الخاص بعيد كل البعد كونه غير محكوم حتى الان، كذلك اعطاء اذن غير قانوني، موضحا ان العميل يحمل العديد من التهم منها جرائم التعذيب والقتل والإخفاء القسري والتعامل مع العدو الإسرائيلي والإنضواء في صفوفه والحصول على “الجنسية والباسبور الإسرائيليين”.
وحول الحديث عن امكانية اسقاط الجنسية في مقابل الافراج عنه، اوضح بزي ان اسقاط الجنسية غير مبرر لترحيله وهو مستبعد. واكد بزي “انهم يشككون بقصة مرضه، بانتظار استكمال الملف الطبي للتثبت من ما إذا كان فعلا مصاب بالسرطان أم لا”، موضحا انه لم يتم ارسال طبيب لمعاينته”، وهذا ما يكشف امكانية التحضير وتهيئة الاوضاع المناسبة لتهريب الفاخوري.
واشار بزي الى انهم “يتابعون ويراقبون بشكل جدي مع القاضي بيتر جرمانوس و قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، حيث ان القضاء اللبناني حتى اليوم ليس مقصرا في هذا الملف.”
ونتيجة للمماطلة والتذرع بمرضه لعدم حضور جلسات الاستجواب، اعلن بزي انه بعد عودة القاضية نجاة ابو شقرا من السفر سيتم تقديم طلب لاستجوابه عبر انتقالها إلى مكان مكوث العميل، وفق المادة 75 من قانون العقوبات، التي تسمح بانتقال قاضي التحقيق لاستجواب المدعى عليه في مكان وجوده، في حال تعذر حضوره إلى المحكمة”.
وحول ما يتردد عن نقل الفاخوري من أوتيل ديو إلى فندق أوضح بزي أن “هذه الأقاويل تندرج ضمن نطاق الشائعات، وهو متواجد في سجن الريحانية، والاخبار التي تنشر غير ذلك هي مغلوطة، مؤكدا ان اي خبر غير دقيق يضر بالقضية”.
الموقوف حامل الجنسية الصهيونية والاميركية يلقى اهتماما دوليا، وكما اشيع ان في الكونغرس، يجري التحضير لمشروع قانون يطالب الحكومة الأميركية بوقف المساعدات التي تقدمها إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية في حال عدم الإفراج عن الفاخوري، واصبح شائعا ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل سيحمل الكثير من الملفات في جعبته ومن بينها قضية جزار الخيام العميل عامر فاخوري، وربما سيساوم عليه، وان عصي الامر سيعمل على تهريبه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لما هذا الاهتمام الاميركي الكبير بقضية العميل وفبركة مرضه، في الوقت الذي يموت اسرى في المعتقلات الفلسطينية والعربية ولا يحرك ساكنا، ومن الذي ساعد في دخول الفاخوري الصهيوني الى اراضي الوطن، وما كان المراد من مجيئه للبنان؟
فمن المعروف ان العميل في الدول الاخرى تنزل به اشد العقوبات اما في لبنان فقضية العميل تسقط احكام وتعلي قوانين، في الوقت الذي يجب ان يحاكم علنا ويعدم ليكون عبرة لكل من يحاول التفكير بالتعامل مع العدو الصهيوني، او التعدي على ابناء الوطن.
لهذا تعتبر هذه القضية اليوم قضية شرف وطني، وبما ان القضاء اللبناني اثبت نزاهته في هذه القضية، فهناك امل كبير ان يتخذ حكما بعيدا عن محاولة التدخل الصهيو_اميركي، لاستحصال حق ابناء الوطن والا سقطت هيبته.