خلود شحادة- خاص ليبانون تايمز
بات المواطن اليوم مهدداً برغيف الخبز الذي لا شك أن آلاف الفقراء على امتداد الوطن، لا يجدون سواه وسيلة لسد جوعهم، اذ تعيدنا الأحداث التي نعيشها اليوم الى زمن الحروب السابقة التي شهدها لبنان، تلك التي كانت المدافع هي السلاح المستخدم فيها، أما اليوم، فقد بات الاقتصاد هو الرصاصة العالقة في فوهة المسدس الموجه الى أعناق اللبنانيين.
لم يعد صوت الرصاص فقط من ينذر بانقطاع “الرغيف” بعد اعلاء نقابة أصحاب المخابز والأفران الصرخة، معلنةً بالأمس اتجاهها إلى عدم إنتاج الخبز الاثنين المقبل بسبب الفروقات في العملة بين “المشتريات بالدولار والمبيع بالليرة اللبنانية”.
وفي حديث مع رئيس نقابات المخابز والأفران كاظم ابراهيم، أكد لـ “ليبنانون تايمز” أن قرار الإضراب لا زال مستمراً، ليس فقط للاثنين بل الى حين تحقيق المطالب، مشيرا الى عدم وجود مؤشرات توحي بإمكانية تعليقه، خاصة في ظل عدم اكتراث المعنيين للأمر، معتبراً أن “لقمة” المواطن لا تعني الدولة التي لا زالت غارقة في مستنقعات الهدر.
وأكد ابراهيم، أن ما يصدر من بيانات رسمية تؤكد توفر الدولار ما هي إلا “لعبة وقت” يلعبها المعنيون لتأخير الانهيار الاقتصادي، لافتاً الى لقاء جمعه بوزير الاقتصاد منصور بطيش مساء أمس الخميس، بحثا خلاله ملف “أزمة الرغيف”، مشيراً الى أن بطيش أكد له توفر الدولار في المصارف بعد الإجراء الذي قام به مصرف لبنان، إلا أن ابراهيم أكد في سياق حديثه أنه حاول سحب الدولار من المصرف فكانت الإجابة بأن “الدولار غير متوفر، يمكنك السحب بالليرة اللبنانية فقط”.
وعن الخطة التي اتخذها “تجمع المطاحن” في لبنان والتي تقضي ببيع الطحين وقبض ثمنه بالدولار الاميركي، والذي أعلن بدوره عن تضامنه مع قطاع الافران لجهة عدم قدرتهم على تسديد المترتب عليهم بالدولار غير المتوفر بالسعر الرسمي، أكد ابراهيم أحقية هذه الخطوة قائلاً “ما حدا بيشتغل ليخسر”.
وعن لعبة “الرغيف” أوضح ابراهيم، أن الأزمة ليست فقط أزمة دولار، لكنها تفاقمت أكثر الآن، مشدداً على أحقية المطالب التي لخصها بـ “غلاء أسعار المواد الأولية اللازمة لانتاج الخبز، من كهرباء وطحين وسكر وملح وسواهم، في الوقت الذي لا زال سعر ربطة الخبز على حاله، اضافة الى تخفيض مدة البطاقة الصحية في وزارة الصحة من سنة الى ستة أشهر للعاملين في هذا القطاع، واضف الى ذلك الأزمة المستجدة في صرف الليرة اللبنانية الى دولار والتي تتم على حساب 1600 ليرة كحد أدنى ممّا يكبدنا خسارة يومية كبيرة جداً لا طاقة لهذا القطاع على حملها.
وشدد كاظم ابراهيم على أن وزارة الاقتصاد هي المعنية الأولى بالموضوع، مشيراً الى ان لبنان “بلدنا وسوف نبقى فيه مهما حصل نحن وأولادنا وأحفادنا، لكننا نخاف من أن نفقد كسرة الخبز في بلد اعتادت سلطته على تجويع شعبه”.