أعلنت الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة “نوبل” فوز ثلاثة علماء بجائزة “نوبل” للطب، بسبب اكتشافهم حول كيفية استشعار الخلايا للأكسجين.
لكن هذا السبب دفع عدد كبير من الناس للتساؤل، ما أهمية هذا الاكتشاف الذي حصلوا بسببه على “نوبل للطب”، وكيف يمكن أن يغير حياة البشر، كما قالت الأكاديمية السويدية في بيانها، وأنه يقود للتوصل إلى علاجات نهائية وحاسمة لأمراض مثل السرطان وفقر الدم.
وأوضح التقرير أن أهمية ذلك الاكتشاف، بأن الأكسجين، هو أحد العناصر الأساسية، التي يعتمد عليها الجسم كليا في تحويل الغذاء إلى طاقة يتسعملها بمختلف صورها، متابعاً “مستويات الأكسجين تتغير في الجسم، على حسب نوع النشاط الذي يمارسه الشخص، أو عند إصابته بجروح مثلا، وهو ما يجعل الخلايا تتكيف بصورة سريعة على حسب نوعية تلك الإمدادات بالأكسجين، ما يجعله يفرز كرات دم حمرا أو أوعية دموية جديدة حسب الحاجة”، مشيراً أن الأكسجين، له عامل حاسم أيضا في بناء نظام المناعة عند الشخص، عن طريق تحفيز الجسم بإطلاق كرات دم بيضاء عند ضعف الأكسجين لمستوى معين في الخلايا.
ويمكن لفهم كيفية تكيف الخلايا مع إمدادات الأكسجين، علاج أمراض السرطان مثلا، عن طريق “معرفة أن الأورام السرطانية، تسيطر على نظام استشعار الأكسجين في الخلايا، وتجعلها تنتج أوعية دموية جديدة، التي تسهل عملية نمو الخلايا السرطانية”.
وأردف التقرير “وبمجرد فهم كيفية تكيف تلك الخلايا مع الأكسجين، يمكن بالتالي السيطرة عليها ومنعها من إنتاج أوعية دموية جديدة، ومحاصرة الورم السرطاني والقضاء عليه”.
كما يمكن لذلك الاكتشاف أيضا علاج أمراض فقر الدم وأمراض القلب والرئة، عن طريق التحكم في الخلايا من أجل ضخ أكسجين إضافي، لإنتاج خلايا دم حمراء لعلاج فقر الدم، أو إنتاج أوعية دموية لعلاج أمراض القلب والرئة، وترميم المناطق المتضررة.
واتضح لدى العلماء، بحسب موقع “ساينس آليرت” أن جسم الإنسان يفرز هرمون إيريثروبويتين، الذي يرتفع، كلما انخفض مستوى الأكسجين عن الخلايا وينخفض كلما ارتفعت نسب الأكسجين، كما اكتشف العلماء الثلاثة أن هناك مجموعة من البروتينات، مسؤولة عن الاستجابة لنقص الأكسجين، يطلق عليها “HIF”، وهي التي تتحرك في الحمض النووي لتغيير سلوكه وطريقة تعامله مع الأكسجين، أو رفض وخفض نسب هرمون إيريثروبويتين.
وسيساهم هذا الأمر في معرفة الأدوية، التي تتدخل في استشعار الأكسجين، لتحفيز الجسم على إنتاج خلايا دم حمراء أو أوعية دموية.
لكن المفاجأة أن العلماء الثلاثة لم يكونوا ضمن فريق بحثي واحد، ولكن بالمصادفة تلاقت أبحاثهم لتصل إلى نتائج شبه متقاربة فيما يخص هذا الاكتشاف الجديد الذي حصلوا بسببه على “نوبل”.