“من علمني حرفًا صرت له عبدًا”، مقولة تعبر عن ضرورة توقير وتقدير التلميذ لمعلمه مهما مر العمر بهما، للمعلم دور وفضل على تلميذه الذي تعلم تحت يده حتى صار على ما هو عليه في شبابه، وهذه المقولة تتجسد بشكل عملى في تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحرص بشكل دوري على مقابلة أساتذته القدامى في المدرسة سواء داخل منازلهم أو بدعوتهم في المناسبات العامة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دائم الحرص على لقاء أساتذته القدامى سواء فى المدرسة أو فى الأجهزة الرسمية التى عمل بها فى الدولة الروسية عرفانًا منه بكل ما علموه إياه، وآخر هذه اللقاءات كانت مع معلمته فيرا ديميترينا جوريفيتش، التى استقبلها فى الكرملين وبادلها التحية والعناق.
بوتين، التقى معلمته فيرا ديميترينا جوريفيتش، يوم 9 مايو الماضى، خلال حفل استقبال فى الكرملين بمناسبة عيد النصر فى الحرب الوطنية العظمى “الحرب العالمية الثانية”، ورغم أن ما تضمنه الحديث بين بوتين ومعلمته يظل مجهولًا حتى الآن، ولكن اللقطات تدل على أنه اتسم بالدفء والود المتبادل، حيث عانقها وقبل يدها، وذلك حسب ما نشرته شبكة “روسيا اليوم” الروسية.
كما أظهرت اللقطات المصورة، المعلمة الروسية وهى تربت تلميذها السابق على ظهره، الذى قام بدوره بتقبيلها على جبينها، وفيرا ديميترينا، كانت معلمة مسئولة عن الفصل الذى درس فيه فلاديمير بوتين من الصف الخامس إلى الثامن فى المدرسة رقم 193 فى لينينجراد.
ويذكر أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، زار خلال شهر مايو عام 2017، “لازار ماتفييف”، الممثل السابق لهيئة الاستخبارات السوفيتية، فى وزارة أمن الدولة، بجمهورية ألمانيا الديمقراطية، ومعلمه السابق فى الـ”كى جى بى”.
وهنأ “بوتين” خلال الزيارة “ماتفييف”، بمناسبة عيد ميلاده الـ 90، وبمناسبة قدوم “عيد النصر”، وأهداه ساعة يد رئاسية، ونسخة صحيفة “برافدا”، التى تم إصدارها فى العام 1927، بيوم ميلاد “ماتفييف”، والجدير بالذكر أن “لازار ماتفييف”، كان يشرف على “فلاديمير بوتين”، أثناء عمله فى مدينة دريسدن الألمانية، فى النصف الثانى، من ثمانينات القرن الماضى.
ويشار إلى أن روسيا، احتفلت، الخميس الماضى، بالذكرى الـ74 للنصر على ألمانيا، وبدأ الاستعراض العسكرى بالساحة الحمراء قرب الكرملين والذى يحتل مكانة خاصة بين الفعاليات الاحتفالية التى تقام بهذه المناسبة.
وهذا العام يشارك فى الاستعراض العسكرى أكثر من 13600 من أفراد القوات المسلحة الروسية، إضافة إلى أحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، ومن بين حاضرى الاستعراض الرئيس فلاديمير بوتين وأعضاء الحكومة وكبار المسئولين بمن فيهم وزير الدفاع سيرجى شويجو، إضافة إلى محاربين قدامى قاتلوا فى معارك الحرب الوطنية العظمى.
واستمرت الفعاليات الاحتفالية بعد الاستعراض العسكرى، فيما وضع الرئيس بوتين إكليلًا من الزهور على قبر الجندى المجهول فى حديقة ألكسندروفسكى بجانب سور الكرملين.
وفى الثالثة بعد الظهر بتوقيت موسكو، انطلقت فى المدينة مسيرة “الفوج الخالد”، التى شارك فيها الرئيس بوتين، وهى مسيرة تنظم منذ عدة سنوات فى روسيا وخارجها إحياء لذكرى العسكريين الذين ضحوا بأرواحهم فى الحرب العالمية الثانية، وفى الساعة السابعة مساء، أعلنت روسيا الوقوف دقيقة صمت تخليدًا لذكرى ضحايا الحرب.