أشار وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، خلال افتتاح مؤتمر ومعرض Edutech 2023 بعنوان “أهمية الذكاء الإصطناعي في عملية التحول التربوي”، إلى أنّه “لم تكن هذه السنة سهلة، بصراحة عانينا ما عانيناه، عانيتم ما عانيتموه، ولكن على الرغم من كل المصاعب التي واجهتنا، بقينا مصممين، نحن وأنتم، على إستمرار العام الدراسي، وها إننا، وأوجه تحية للمدارس، للمعلمين، للأهالي وللتلاميذ”.
ولفت إلى أنّ “في ما خص المعلمين، لم أناقش سابقًا ولا أناقش إطلاقًا حقهم بما يطالبون به، وهو على ما أعتقد الحد الأدنى للعيش بكرامة. ولكن أيضا، كوزير تربية ينبغي أن أفكر بكل مكونات العائلة التربوية، كما بالمعلمين كذلك بالتلاميذ”، و”أحمد الله على أننا توصلنا في 6 آذار الى استئناف الدروس. وأخضعنا المدرسة الرسمية الى برنامج مكثف قلصنا فيه أيام العطلة، ولدى نسبة عالية من التعليم في المدارس الخاصة تمت بصورة شبه طبيعية، مع بعض التأخير في المرحلة الثانية”.
وشدد على أنّه “مع تفهمي لأحقية المطالب، لكن الإستمرار في الإضرابات المفتوحة دون أفق، وبصورة خاصة أن الحكومة أعطت أقصى ما يمكن أن تعطيه لموظفي القطاع العام ولمعلمي المدارس، وأنا أفهم أن هؤلاء قد لا يلبون جميع مطالب المعلمين، ولكن هذه خطوة إيجابية الى الأمام، علينا أن نترسمل عليها ونعود الى استئناف الدروس، إكمال مناهجنا، ونطالب نحن وهم، بالحصول على المزيد من الحقوق”.
وذكر الحلبي، أنّه “هنا صراحة نواجه مشكلة في الثانوي. التقيت ممثل برنامج الغذاء العالمي اليوم عبدالله وردات، حيث أنهم يوزعون في مدارسنا نحو سبعين ألف وجبة غذائية وحصصًا غذائية، وقد قال لي نحن نعطي 115 مدرسة، فيها 87 ألف تلميذ. وقد أضفنا على العدد الى أنه بات 127 ألفا، فبات عدد التلاميذ سبعين ألفا. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه في فترة الإضراب تسرب من المدرسة الرسمية آلاف التلامذة، وهذا ما يشغل فكري حول التعليم الرسمي وإنقاذ المدرسة الرسمية للعام المقبل”.
وشدد على “أنني أوجه هذا التحذير، حيث أن بعض التصرفات تضع المدرسة الرسمية في خطر، وعلينا جميعا ألا نسمح بسقوطها، ومعا سنتعاون لتحقيق هذا الهدف، لأن المدرسة الرسمية هي قاعدة أساسية من قواعد التربية والتعليم في لبنان وعلينا أن نحافظ عليها”.
ولفت الحلبي، إلى أنّه “على الرغم من ان انتخابات رئاسة الجمهورية لم تحصل، والانتخابات البلدية ايضا لم تحصل، وعلى الرغم من عدم اقرار الموازنة وعدم اجتماع النواب كما يجب، ولكن هناك مسألة إيجابية حدثت في البلد، وهي إعلان اجراء إلامتحانات الرسمية. وأعتقد انه علينا أن نبني على هذا المكسب الإيجابي ونتعاون معا لإنجاز إلامتحانات”.
وأوضح أنّه “بالأمس أعلنا المواد الإختيارية وطبعا نحن نُحدث بعض التسهيلات، لأننا نأخذ ظروف التلاميذ في عين الإعتبار وظروف المدرسة الرسمية. اليوم قدم لي المركز التربوي إقتراحات تمت موافقتي عليه، وهو تقليص المناهج وتخفيفها. قد يقال وماذا يتبقى من قيمة لهذه الشهادة، ولكن برأيي أن قياس الشهادة الرسمية، حتى لو كان المنهج مختصرا، وحتى لو كانت فيه مواد إختيارية، يبقى أفضل وسيلة قياس للترفيع ولا يترك لكل مدرسة أن تقوم بذلك”.
وأشار إلى أنّ “النقطة الأخيرة التي أو التحدث عنها، هي عملنا معا على أن يكون لنا مدرسة صيفية، وينبغي أن نفكر بذلك للموسم المقبل”.
بدوره، ذكر الأمين العام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر، “أننا ننتظر من اللجنة النيابيّة التربوية، أن تكثف التنسيق مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، كما جرت العادة سابقا لأن موقفَ المؤسسات يجب أن يتكامل مع موقف الأهل والمعلمين، في كل شأن تربوي,، وذلك انطلاقا من الحرص على المصلحة العامة”.
من جانبه، أشار النائب الرسولي لأبرشية اللاتين في لبنان وممثل اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران سيزار اسيان، إلى أنّ “دعوتنا في كل المدارس وليس فقط في المدرسة الكاثوليكية، تبقى الطالب والإنسان، وهذه هي دعوتنا الاولى والاخيرة وغدا، ربما ستصبح المدرسة عن بعد وليس حضوريا، ولكن التلميذ يبقى تلميذا، ونحن مدعوون أن نحمله، لأن هذا العالم ليس لنا ولا ينتهي معنا، وعلينا أن نقدمه أفضل مما استقبلناه فيه، هذه الرسالة هي التي تصنعنا والتي تجعلنا نحقق دعوتنا كبشر وكإنسان خلقه ربنا على صورته ومثاله”.