علمت “الديار” ان الرئيس نجيب ميقاتي غير متفائل بوجود نية للتعاون من الكتل النيابية لتسهيل مهمته على الرغم من النيات العلنية المعلنة، وهو يتوقع أياماً صعبة مع رئيس الجمهورية ميشال عون في نهاية عهده.
ووفقا لمصادر نيابية بارزة، يؤكد ميقاتي انه ليس ابن مبارح في السياسة، وهو يحفظ كل القوى السياسية عن ظهر قلب ويدرك جيدا الخلفية السياسية والمصلحة التي تحركها. ويرى ميقاتي أن الكتل التي لا تريد المشاركة وتعد بالتسهيل، فهي تمارس نوعا من “التقية” المكشوفة، لان من يريد التعاون الجاد يضع شروطه ومطالبه ويطمح لتحقيقها للمشاركة في عملية الانقاذ التي يعلن الجميع تأييدها، ولا يقدم اي شيء عملي لتسهيلها، ولهذا يصف ما يحصل بانه “مضيعة للوقت” وكلام بكلام لان الجميع مهتمون بالاستحقاق الرئاسي، ويعملون لتحسين شروطهم، ويقدرون ان الفراغ آت لا محالة، ولهذا اما تكون الحكومة الجديدة على قياسهم لإدارة هذه المرحلة والتحكم بمفاصلها، او فلتذهب الحكومة الجديدة الى الجحيم.
وبحسب المصادر، فإن ميقاتي يرى ان بعض القوى تتعامل معه كرئيس مكلف ضعيف، قياسا على الوضع السني في العموم، وفي مقدمة هؤلاء “التيار الوطني الحر” الذي يظن ان الحالة السنية في البلاد لا تسمح لرئيس الحكومة الذي لا يملك كتلة برلمانية، او دعما في الشارع، بان يفرض شروطه، وهو استنتاج خاطئ برأي ميقاتي، لأنه واكثر من أي يوم مضى، يعتبر نفسه امام اختبار جدي في معركة الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة، وهو في موقع قوي في هذه المرحلة كونه رئيساً لحكومة تصريف الاعمال، ولا يمكن لي ذراعه في مسألة التأليف التي لن تكون الا متوازنة، بعيدا عن أي شروط ترتبط بإقالات او تعيينات.