غسان همداني- ليبانون تايمز
يشكّل حز.ب الله مادة اعلامية دسمة للعديد من السياسيين في لبنان، وتختلف الأسباب من جهة لأخرى، لكنها لازمة تتكرر علىلسانهم ، بالاضافة الى المطالبة بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده، بحجة السيادة والاستقلال، دون ان ننسى دعوات الحياد والاتكالعلى الدعم الدولي في حل قضايا لبنان.
اليوم يقف السياديون في موقف حرج لا يُحسدون عليه، والطريف أن من وضعهم فيه هوالعدو الاسرائيلي والذي يُعتبر حليفا لمعظمهم،ويترقب اللبنانيون موقف هؤلاء من اعتداء العدو الاسرائيلي على السيادة اللبنانية،هل سيطالبون الجيش اللبناني بالتصدي العسكري فيحال استمرار العدو بالتنقيب عن النفط في المياه اللبنانية وهم يعلمون عدم قدرة الجيش لأسباب لوجستية عن القيام بهذه المهمة، وما هوموقف السياديين اذا بادرت المقاومة لوقف هذا الإعتداء ووضع حد له، هل سيكون تأييدا وبذلك يمنحون الشرعية للمقاومة وسلاحها، أمسيكون استنكارا وتشهيرا بالسلاح، ودعوة أميركا الى زيادة العقوبات على لبنان كما فعل احد النواب التغييريين، وبذلك يرتكبون فعل الخيانةالعظمى.
إن إقدام العدو الاسرائيلي على خطوة التنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عليها لم يكن ليحصل لولا غطاء أميركي، ويعتقد البعض أن هذهالخطوة قد تكون لتسريع المفاوضات ، والضغط على اللبنانيين للقبول بالشروط التي يحملها الوسيط الأميركي، مستفيدا من التلكؤ في توقيعمرسوم ترسيم الحدود، بينما يرى البعض ان العدو الاسرائيلي سيستغل الوضع السياسي المهزوز في لبنان، والانقسام العامودي والأفقيفيه، وانشغال العالم بما يجري في أوكرانيا، محاولا تقليد تركيا في اقامة منطقة معزولة في شمال سوريا تمتد على مئات الكيلومترات، وفيكلا الحالتين سيكون لبنان الخاسر الأكبر.
ان حسابات بيدر العدو الاسرائيلي ومن وراءه الوسيط الأميركي وسيادي الداخل لا تنطبق على بيدر المقاومة في لبنان، فموقف الرئيس نبيهبري الذي اعلن اتفاق الاطار للتفاوض حول ترسيم الحدود واضح حول عدم التنازل ولو عن نقطة واحدة من المياه اللبنانية، وتحديد مهلة شهرللعودة الى المفاوضات التي اطلقها تنتهي بعد أيام، كما أن موقف حز.ب الله واضح واعلنه السيد حسن نصر.الله بعدم السماح للعدوالاسرائيلي باستخراج النفط قبل الاتفاق على ترسيم الحدود، وهو ما يعلمه العدو جيدا والدليل استنفاره العسكري البحري والجوي في حقلكاريش.
سيادة لبنان تُنتهك من العدو الاسرائيلي، وتُسرق موارده النفطية جهارا وبوقاحة واستخفاف، فهل ينتفض السياديون لسيادة لبنان، ويُغلبونالحس الوطني على الحقد الشخصي، وهل ينحازون الى لبنان ومصالحه ويتناسون مصالحهم الخاصة، وهل يعودون الى لبنانيتهم وليسلسفاراتهم، وهل تُصبح المقاوم وسلاحها مطلبا لبنانيا جامعا، على الأقل في هذا الأمر، عسى الله ان يهدي الجميع الى الصراط المستقيم.