مقدمة الجديد
على تقويم “دمي دموعي وابتسامتي “كانت نجلاء فتحي ميقاتي تُعطِي اللبنانيين أملاً مزروعاً بالنهاياتِ الدرامية. ففي اللقاءِ الخامسِ للرئيس المُكلّفِ معَ رئيسِ الجُمهورية عبَرَ ميقاتي مِن دمِ بيروتَ ودموعِ الامسِ لينصحَ اللبنانيينَ بابتسامةٍ تقاو- مُ مِخرزَ التعطيلِ والعبسةَ السياسية. تحدّث ميقاتي من القصرِ عن تقدّم لكنّه أعطاهُ علامةَ البُطءِ ليقطعَ مَسافةَ التأليفِ مباشرةً الى الانتخاباتِ النيابيةِ معلناً التزامَه نزاهةَ إجرائِها قبل أن يطمئنَّ الى مسارِ تكليفِه وما اذا كانَ ” سُيردَى” به ويقعُ صَريعاً على أيدي شريكِه في التأليف. وأدرك الميقاتي أنّ أيَّ كلامٍ آخرَ سيُدلي به .. سوف يزيدُ العراقيل لكنّه قال : ساعتذرُ إذا وصلتُ إلى طريقٍ مسدود.. لكنّ طريقَك يا ولدي .. في قصرٍ مرصود..وقارىء الفِنجانِ السياسيّ يسجّلُ لليومِ خمساً وعِشرينً زيارةً بينَ الحريري وميقاتي لقصرِ بعبدا .. وكلُّها أفضَت إلى الضربِ مِن تحتِ الحِزام وتطييرِ التأليفِ معَ صحبِه المكلفين. وعلى الرَّغمِ مِن تفاؤلِ ميقاتي المشوبِ بالحذَر فإنّ مصادرَ الاجتماعِ تتحدّثُ عن عراقيلَ لا تزالُ في عزِّ شبابِها وخاصعةٍ للعمرِ الطويل.
وقالت المصادر ان البحث قد بدأ اليوم باستعراض بعض الاسماء عن طريق التشاور . وتصفُ المصادرُ الأجواءَ بأنّ رئيسَ الجُمهوريةِ لا يطلُبُ كلَّ ما يريدُه في جلسةٍ واحدةٍ إنما يتّبعُ أسلوبَ القضمِ وبالتدرّج .. ومِن بينِ العُقَدِ المستجِدة أنّ عون سبقَ وأبلغَ الرئيسَ المكلّفَ عدمَ موافقتِه على اسمِ يوسُف خليل للمالية. وصنّفه بأنه خريجُ معاهدِ رياض سلامة .. وهذا الرّفضُ سيؤدّي لاحقاً الى نزاعٍ بين ميقاتي والثنائيِّ الماليّ الشيعيّ تالياً بينَ عون وبري ولم يتّضحْ موقفُ رئيسِ مجلسِ النوابِ بعدُ مِن هذهِ الإشكالية وإن كانَ سيُقدمُ على تذليلِها والتّضحيةِ بوِزارةِ المالِ واسمِ وزيرِها فِداءً للوطن. لكنّ عون يتعايشُ ويتساكنُ منذ أولِ عهدِه معَ وِزارةِ المالِ المُهداةِ إلى الشيعة ولم يعترضْ يوماً على الاسمِ الذي يُرشّحُه بري لها وذلك ضِمنَ اتفاقٍ رضائيّ بينَ الطرفَين يقومُ على صفْقة ” وديّلي لجبلك ” فما الذي استجدَّ الآنَ ليرفعَ رئيسُ الجُمهوريةِ وِزارةَ المال على طاولةِ العواقيلِ والإشكالات؟ تمسّكَ عون بالمداورةِ فيما لجأ ميقاتي إلى الاستعانةِ بالمؤتمرِ الدَّوليِّ للمانحين معتقداً أنه ممرٌّ إلزاميٌّ آمنٌ للتأليف غيرَ أنّ ثلاثةَ مؤتمراتٍ دَوليةٍ مُماثلة عُقدت على مدى العام وشهِدت ثلاثَ شخصياتٍ مكلّفة هي أديب والحريري وميقاتي ولم يَستحِ العهدُ لا بل ما شاءَ فعل. وفي المؤتمرِ الأخيرِ بالأمس كان الرئيسُ الفرنسيُّ ايمانويل ماكرون يوبّخُ المسؤولينَ اللبنانيينَ بحضورِ الرئيس ميشال عون الافتراضي .. محمِّلاً القادة َمسؤوليةً جَماعية .. وفخامتُه ضِمناً على رأسِ المسؤولية. وبموجِبِ مؤتمرِ المانحين فإنّ اللاثقة الدّوليةَ حِيالَ الطبَقةِ الحاكمةِ جاءت بالسياسةِ والمالِ على حدٍّ سَواء . وخُلاصتُها ” شكّلوا حكومتكم لنعطيكم ” أما الآن فالأموالُ لن تذهبَ الى خزانِكم المثقوبة وعدمُ الثقةِ هو أيضاً حالُ شوارعَ لبنانية تستعيد البغض وزمن المبليشات وهو ما تصدرته القوات اللبنانية بلا منازع التي ” كويّت الزيتي” ونكلت بالحزب الشيوعي وقد جاء بيانها التوضيحي عذرا اقبح من ذنب ..وفرقًت بين حزب حنا غريب الشيوعي المناضل ابن النقابات والتنسيق وكل شوارع العمال وبين الشه- يد جورج حاوي .. الرجل الذي حارب التمييز والعنصرية وكان شهي- دا لكل لبنان وليس حصراً لقضية واحدة.
• مقدمة الـ” LBC “
أين أصبح تشكيل الحكومة الجديدة؟
اليوم اجتماع خامس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف. غدًا إجتماع سادس. بعد اجتماع اليوم خرج الرئيس ميقاتي مرتاحًا لكنه على ثوابته. تحدَّث عن خطوة إيجابية إلى الأمام لكنه لم يحدد طبيعتها… ذكَّر بأنه لا يلتزم مهلة زمنية ولا عددًا معينًا للحكومة ولم اقبل التكليف حتى لا أشكل حكومة، ولم اتحدث عن اعتذار، حتى الآن لم اشعر انني امام طريق مسدود، فلماذا اتحدث عن مشكلة غير موجودة؟
في هذا الموقف جرعةٌ من التفاؤل هي الأعلى منسوبًا منذ التكليف، فهل حدثا أمس، سواء ذكرى 4 آب أو مؤتمر باريس حثَّا الرئيسان على الدفع في اتجاه التشكيل؟
التعويل على الإجتماع السادس غدًا، فهل بدأ الإعداد للدخان الأبيض؟ أم أن هذه الجرعة من التفاؤل سابقة لأوانها ويُفترض العودة إلى مقولة الرئيس بري: “لا تقول فول حتى يصير بالمكيول؟”
بين حدث 4 آب ومؤتمر باريس ومخاض التشكيل، تسلل الإنشغال بما جرى في الجنوب… جديده أن طائرات اسرائيلية ضربت مواقع قالت إن صواريخ انطلقت منها… لكن الأطراف كافة انحازت إلى التهدئة… وزير الدفاع الاسرائيلي تحدث عن أن الضربة هدفت إلى توجيه رسالة، مبديًا اعتقاده ان “فصيلًا فلسطينيًا أطلق الصاروخين”، في تحييدٍ واضح لحz ب الله.
في ملف قضائي بارز، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حضر اليوم أمام المحامي العام التمييزي القاضي جان طنوس، لكن لا استجواب لأن لا إمكان لحضور محاميه في ظل إضراب المحامين، وفيما قال سلامة لرويترز إن المداولات كانت سرية لكنه أوضح أنه يجب الا نخلط بين الشبهات والاتهامات… سلامة اكتفى بالقول عند المغادرة بأنه مرتاح.
مصادر واكبت الجلسة التي استغرقت نحو ست ساعات، كشفت أن سلامة قدَّم كل الأجوبة والأرقام التي طلبها القاضي طنوس الذي أرجأ الجلسة إلى 28 أيلول المقبل.
تبقى أيضا كورونا في الواجهة، اليوم تسجيل 5 وفيات و1148 إصابة.
• مقدمة ال” OTV “
غداة الرابع من آب، سؤالان: الأول، عن غاية التشويش على الذكرى من خلال إصرار بعض الأحزاب على التسييس، عبر رفع الأعلام الحزبية من جهة، والاعتداءات الدموية المتنقلة من جهةٍ أخرى، والثاني عن مصيرِ عريضةِ العار التي تستهدف عملياً النيل من قدرةِ المحقق العدلي على تحقيق العدالة.
على السؤال الأول، الجواب معروف، وينطلق من تاريخ تلك الأحزاب، ومن انكشاف حقيقة الشعارات الزائفة التي ترفعها، وكأنَّ لا قدسية لذكرى ودم.
أما على السؤال الثاني، فالجواب مؤجل، ولو كانت غالبية اللبنانيين على ثقة بأن السياسيين الفارين من وجه العدالة سيستمرون بالتذاكي، بعريضةِ عارٍ من هنا وتصريح مفخخ من هناك، ليبقى الهدف الوحيد تمييع قضية انفجار المرفأ، وتعميم الاتهام من جديد.
هذا على خط العدالة.
أما على مستوى تشكيل الحكومة، فموعدٌ جديد في بعبدا غداً، على وقع اعتبار رئيس الحكومة المكلف اليوم أن تقدماً تمَّ إحرازه، ما يفترض ان يحول دون اي اعتذار أو احباط.
ولكن عملياً، لا حكومة قبل التوقيع على مرسوم التشكيل. والتوقيع على المرسوم المذكور غير مضمون إلا على تركيبةٍ تراعي الدستور والميثاق والمعايير الواحدة، وتكون مبنية على برنامج واضح للإنقاذ يكون قابلاً للتطبيق.
غير ان بداية النشرة اليوم لن تكون مع الحقوق السياسية، بل مع الحقِ في الصحةِ والحياة. فمن يُنقذ مرضى السرطان من الموت المحتم في ضوء أزمة الادوية المفقودة من الاسواق؟ سؤالٌ كبير، والجواب برسم المعنيين.
• مقدمة “المن ار”
كان المشهدُ راقياً في مجلسِ الشورى الاسلامي في ايرانَ في الاحتفالِ الذي اُقيمَ لتأديةِ السيد ابراهيم رئيسي اليمينَ الدستورية، حفلٌ حاشدٌ حضرَه رؤساءُ وقادةٌ ومسؤولونَ كبارٌ من دولِ العالم ، وطبعاً على رأسِهم ممثلو قادةِ محورِ المقاو- مةِ من اليمنِ الى غزة، الامورُ جرت بسلاسة ، لم يُضطرَّ النوابُ معها الى الدخولِ من ابوابٍ خلفية.
ولم يتحوّل محيطُ مجلسِ الشورى الى ساحةِ حرب، كما حصلَ في ما يسمى بالديمقرطيةِ الاولى في الولاياتِ المتحدةِ خلالَ تنصيبِ جو بايدن بعدَ فوزِه على دونالد ترامب، كما إنَ الحفلَ اختُتمَ بكلامٍ واضحٍ لرئيسِ مجلسِ الشورى طالباً من الرئيسِ الجديدِ الالتزامَ بالمهلِ في تشكيلِ الحكومة ، وأنَ ملفاتِ الوزراءِ يجبُ أن تكونَ خلالَ اُسبوعينِ على طاولةِ المجلسِ لدراستِها واعطاءِ الموافقةِ عليها أو رفضِها على قاعدةِ أن الوقتَ كالسيفِ اِن لم تَقطَعهُ قطَعَك.
فماذا عن الحكومةِ اللبنانية؟ لقاءٌ جديدٌ بينَ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون والرئيسِ المكلفِ نجيب ميقاتي خرجَ بعدَها الاخيرُ ليتحدثَ عن تقدمٍ بطيءٍ داعياً الى عدمِ احترافِ التشاؤمِ لاننا مجبورونَ على التفاؤل.
الرئيسُ المكلفُ اكدَ انه سيعودُ غداً الى قصرِ بعبدا ، على أملِ ان لا يعودَ البلدُ الى عدِّ زياراتٍ كما حصلَ خلالَ الشهورِ التسعةِ السابقة، فوضعُ البلدِ لا يَحتملُ معَ التحدياتِ الداخليةِ والتهديداتِ والاعتداءاتِ الاسرائيليةِ الاخيرةِ التي قرأَ فيها الرئيسُ عون مؤشراً على نوايا عدوانيةٍ تصعيديةٍ.
نوايا صهيونيةٌ خبيثةٌ تَلجمُها صحوةُ المقاو- مة، فقد تحدثت اوساطٌ صهيونيةٌ عن ارباكٍ في قيادةِ الاحتلالِ وحرصٍ بعدَ الغاراتِ على الاراضي اللبنانيةِ على الايضاحِ أن الكيان الصهيوني لا يرغبُ في التصعيدِ خشيةَ ردِ المقاو- مة ، اذ أكدت مصادرُه العسكريةُ أنه تعمّدَ استهدافَ مناطقَ خاليةٍ ومفتوحة.
اما صحفُ العدوِ فقد اكدت أنَ تل ابيب تواجهُ المأزقَ في طريقةِ الردِ لانها تجهلُ العنوانَ وتخشى المواجهةَ مع حz بِ الله.
• مقدمة ال” NBN “
في الميدان الداخلي، هدوء على الأرض بعد يومٍ صاخب، كان المفجوعون بإنفجار مرفأ بيروت في ذكراه السنوية الأولى والمتضامنون الحقيقون معهم، يأملون التعبير عن وجعهم من دون ضوضاء، وعن مطلبهم معرفة الحقيقة من دون مزايداتٍ واستغلالٍ وإنتهازية سياسية.
لكن الواقع كان غير ذلك، والاستثمار السياسي هو الذي كان سائدًا وعبّر عن نفسه بمحاولات قنّاصي الفرص السطو على الذكرى والمتاجرة بالدم على أمل إستخدام حصادهم المسموم في صناديق الاقتراع.
صحيح أن الهدوء ساد اليوم وتحديدًا في وسط بيروت، لكنه هدوء لا يطمس معالم التخريب والتكسير والاعتداء التي ارتكبها مندسون مشاغبون من دون ان يوفروا ممتلكاتٍ عامةً وخاصة ومؤسساتٍ ووزارتٍ وحتى قوىً عسكريةً وأمنية.
لقد بدا مشهد التشبيح بأبشع صوره في أكثر من مكان، وأظهرته الإشكالات والإعتداءات وإطلاق الشعارات التحريضية.
هذا في الداخل، اما عند الحدود الجنوبية فقد وسعت قوات الاحتلال الاسرائيلي دائرة عدوانها وشن طيرانها الحربي فجر اليوم غارة على منطقة قرب العيشية بين أقضية جزين ومرجعيون والنبطية.
صحيح أن الغارة استهدفت منطقة غير مأهولة تحت ذريعة الرد على إطلاق صواريخ كاتيوشا على مستعمرة كريات شمونة، لكن الصحيح أيضًا ان المنطقة تبعد نسبيًا عن الحدود الأمامية، فهل في الأمر تجاوزٌ لخطوط حمر أرستها قواعد الاشتباك منذ نهاية حرب تموز 2006؟؟..
هذا التجاوز يؤشر إلى وجود نيات عدوانية تصعيدية، كما لاحظ رئيس الجمهورية، الأمر الذي دفع لبنان إلى الاستعداد لتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن الدولي.
في الشأن السياسي الداخلي، خرج الاجتماع الخامس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالإعلان عن تقدم بطيء في النقاش وتسجيل خطوة إيجابية إلى الأمام… وللبحث تتمة غداً.