رأى مصدر سياسي في حديث لـ”الشرق الأوسط” أنه “لم يعد من خيار أمام باريس سوى الرهان على تبني المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي يستمد روحيتها من خريطة الطريق التي رسمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان.
ولفت المصدر السياسي إلى أن “جولة السفيرة الفرنسية آن غريو على الرئيس بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تلازمت مع إستكمال التحضيرات الفرنسية لإستضافة باريس اليوم، بدعوة من ماكرون، للمؤتمر الدولي المخصص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية المهددة الآن -إستناداً إلى البيان الصادر عن البنك الدولي- بأحد أسوأ الإنهيارات المالية والإقتصادية، ما يشكل ضغوطاً غير مسبوقة على قدراتها العملانية للحفاظ على الإستقرار في لبنان”.
وأكد المصدر أن “باريس قررت التحرك على خطين: الأول باتجاه المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية لرفع ما أمكن من معاناتها المترتبة على تدهور الوضعين الإجتماعي والإقتصادي، الذي بات يهدد بإنفجار شامل يأخذ لبنان إلى الفلتان الأمني وشيوع الفوضى، ما لم يتم تداركه. أما الخط الثاني للتحرك الذي تتحضر له باريس، فيكمن في توفير الدعم للقطاعات الصحية والتربوية والخدماتية، وأبرزها الكهربائية، إضافة إلى الهيئات العاملة في المجتمع المدني، وذلك بالتحضير لمؤتمر دولي ثانٍ يأخذ على عاتقه تأمين التغطية المالية لتوفير كل هذه الخدمات”.
وتوقع أن يتوصل المؤتمر الخاص لتوفير الدعم للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الأخرى إلى إتخاذ قرار يؤدي إلى دعمها لتأمين استمرارية النظام الغذائي للجيش والمحروقات والطبابة وصيانة العتاد والأمور الحياتية الأخرى، ولم يستبعد موافقته على تخصيص دفعة أولى قدرها 75 مليون دولار، يفترض أن تغطي إحتياجات الجيش لآخر السنة الحالية، شرط أن يعود للدولة قوننة هذا المبلغ حسب الأصول.