قال مصدر سياسي بارز للديار امس ان الاجواء التفاؤلية التي تسود مؤخرا مبنية على المواقف والحراك الخارجي، لكنها لا تعكس الاجواء الداخلية التي لم يطرأ عليها بعد اي تغيير بسبب استمرار الخلاف بين الرئيسين عون والحريري والذي يفاقمه ايضا التوتر والقطيعة بين المستقبل والتيار الوطني الحر.
واوضح المصدر انه على الرغم من تراجع التراشق الناري بين بعبدا وبيت الوسط فان الاجواء لم تتبدل بين الطرفين، مشيرا في هذا المجال الى بيان المجلس السياسي للتيار الوطني الحر امس الذي دعا الحريري الى “استخلاص العبر ومراجعة الاسس التي ينطلق منها في عملية تشكيل الحكومة بما ينتج حكومة قادرة بتوازناتها ووزرائها المتخصصين والقادرين… والى التزام روح الميثاق ونص الدستور في احترام موقع رئيس الجمهورية ودوره والتوقف عن محاولة قضم الصلاحيات وضرب الشراكة وعودة المحاولة لوضع اليد على حقوق الذين اختاروا من يمثلهم وفقا لقواعد الدستور والميثاق”.
وفي المقابل اكدت مصادر في تيار المستقبل للديار على ان الكرة هي عند رئيس الجمهورية بعد ان قدم الرئيس الحريري له التشكيلة الحكومية الكاملة وفق الاصول والمبادرة الفرنسية ايضا، وهذه التشكيلة لا تزال محتجزة في بعبدا.
ورفضت المصادر بشدة تحميل الرئيس المكلف اية مسؤولية في ما نشهده على صعيد موضوع الحكومة، متهمة الطرف الآخر بالتعطيل المتعمد وبمحاولة اللعب احيانا على الوتر الطائفي بحجة الدفاع عن حقوق المسيحين لحسابات شعبوية لا تتصل بواقع موضوع الحكومة او بالحقيقة.
وفي اطار التحرك الخارجي الناشط للرئيس الحريري علمت الديار من مصادر موثوقة، انه انتقل مساء اول امس الى باريس وان جدول زيارته يشمل لقاء الرئيس ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين المتابعين للملف اللبناني .
وكشفت المصادر عن اجواء تفيد بانه خلال وجود الحريري في فرنسا ستجري اتصالات على ارفع مستوى مع بيروت تشمل الرئيسين عون وبري وقيادات سياسية اخرى منها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اطار محاولة حلحلة الوضع الحكومي ومعالجة نقاط الخلاف التي تحول دون تشكيل الحكومة.
واضافت المصادر انه في حال نجحت هذه الاتصالات فان لقاء مرتقبا سيحصل في بعبدا بين الرئيسين عون والحريري بعد عودة الثاني الى لبنان لاستكمال بلورة التشكيلة الحكومية الجديدة، لكنها لفتت الى ان ذلك مرهون على معالجة نقاط الخلاف بين الطرفين خلال هذه الاتصالات المتوقعة.