ليبانون تايمز ـ نورا اسماعيل
كورونا.. الوباء العالمي الذي فتك في العالم بأسره، وخاصة في لبنان حيث كان له وقع خاص، مع الظروف والوقائع التي حصلت، وبعد انفجار مرفأ بيروت، والتي كانت كفيلة بأن تؤثر على الاصعدة كافة، وخصوصا على القطاع التعليمي، ففكرة التعليم المدمج صارت البديل الوحيد حتى لا يخسر الطلاب السنة الدراسية القادمة كما السنة الماضية، فهل يستعد الاساتذة للفكرة، وهل ستنجح، وما مدى نسبة تفاعل الطلاب معها؟
وفي حديث لموقع “ليبانون تايمز” عن استعداد الأساتذة في المدارس لفكرة التعليم المدمج، اشار الاستاذ حسين شعيب الى أن الواقع يفترض على المدرسين القبول بفكرة التعليم المدمج، وذلك بسبب أن فيروس كورونا ليس بلعبة، وحتى الآن لا بوادر للتخلص منه نهائيا عما قريب، فلا خيار الا أن نتعايش معه بأقل خسارة ممكنة، مضيفا أنه يرى التعليم المدمج الذي يراعي كافة شروط الوقائية، يعتبر أفضل حل للحد من هول الكارثة على المستوى التعليمي.
وليطبق هذا الخيار بالشكل الصحيح وعلى أكمل وجه لا بد من التجهيز قدر المستطاع وتأمين المستلزمات المادية والمعنوية من قبل أي جهة مسؤولة أو معنية، مثل تأمين الأجهزة التي يحتاجها الطلاب، مع الانترنت والكهرباء، نظرا لأن وضع الكهرباء وإمكانيات الأهل المحدودة معروفة، وخصوصا أن الوضع المعيشي والاقتصادي الذي يمر به البلد كفيل بأن يجعل تأمين المستلزمات، والأدوات المدرسية امر صعب، ولا بد بحسب شعيب من أن يكون هناك رقابة على المدارس للتأكد من اجراءات السلامة العامة، على الطلاب والمدرسين، وذلك لأن التسكير العام ليس حلا أبدا، مؤكدا أن النقطة الاهم على وزارة التربية هي وضع منهج معدل او منهج طوارئ، أي تعديل الدروس المطلوبة واقتصارها على الأهم.
وبالسؤال عن كيفية تأثير تعديل المناهج على الطلاب، أجاب شعيب: “أعطي هذه السنة نصف المنهج المطلوب وذلك مراعاة للوقت لكل حصة، مع تقبل الطالب للفكرة المعروضة، من هنا سيصبح لدينا نقص في المعلومات في السنوات القادمة، مع الضعف الذي سيكون في التربية للطالب، الأمر الذي سينعكس على النتائج، لأن الكفايات ستكون منعدمة بالنسبة للطلاب”، مشيرا الى أنه يمكن ان نضع منهجا تصاعديا متكاملا يغطي النقص، مراعاة للسنين القادمة وتأثيرها على هذه السنة، عندها فقط يمكننا التخلص من الخوف.
أما بالنسبة لإمكانية الطالب أن يتفاعل مع المدرس عبر التطبيقات، أكد الاستاذ حسين شعيب، أنها ليست معجزة، لأن الوسائل المستخدمة في الصف هي نفسها التي يستخدمها الاستاذ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليضع الطالب في وضع الاستنتاج او الاستنباط للفكرة المتوخاة من الدرس، ولكن يكون هناك نقطة واحدة وهي جدية الطالب، والتي تتعلق أولا في ادارة المدرسة، وجديتها، وثانيا بالمنزل الذي يتواجد فيه الطالب. فحصيلة التفاعل لا يمكن أن تكون بالنسبة نفسها، فهي تعتمد على وعي الاهل والأجواء التي يقدمها كل منزل للطالب.
بات الطالب اللبناني رهينة الاوضاع الاقتصادية، السياسية، المعيشية والتعليمية في وطن لا يقدّم للمواطن أبسط الحقوق، ليصبح الطالب للعلم كالطالب للحياة الآمنة فقط لا غير، للطالب بالعودة الى أمه كما ودعته صباحا، فبين التعليم والاستقرار والأمان، باتت الامنيات أن نبقى على قيد الحياة.