nbn
لبنان في مهبّ كورونا… والزحفُ السريع للفيروس المتوحش ينذر بالكثير من المحاذير التي لا سبيل لمواجهتها إلا بالتزام الإجراءات الوقائية أولاً وثانياً وأحد عشر كوكباً.
وليس أدلَّ على خطورة الغزوة الكورونية من قولِ أحدِهم إننا قد نصلُ إلى وقتٍ يزاحمُ فيه الأبُ ابنـَه على سرير المستشفى وتخوفِ آخرَ من أن سيناريو إيطاليا المروّع قد يطرق أبواب الوطن الصغير.
هذه التحذيرات والمخاوف أطلقت النفير العام فاندفع الكثير من الشخصيات السياسية إلى إجراء فحوص بعد إعلان النائب جورج عقيص عن إصابته بالفيروس.
وعلى خط المواجهة الرسميةnيلتئم مجلس الدفاع الأعلى يوم الثلاثاء في قصر بعبدا قبل جلسة الحكومة.
وبحسب المعلومات فإن المجلس يتجه نحو إعادة اقفال البلد مجدداً مع الإبقاء على فتح مطار بيروت ولكن في ظل التزام شروط احترازية مشددة إضافة إلى إعادة تفعيل العمل بنظام (مفرد/ مجوز) بالنسبة للوحات السيارات.
أما غداً فثمة اجتماع في السرايا الحكومية للجنة المعنية التي تتجه لاتخاذ إجراءات صارمة والزامية وزاجرة من ضمنها تسطيرُ محاضرِ ضبطٍ وفرضُ غراماتٍ على المواطنين غير الملتزمين بالتدابير المطلوبة مثل استخدام الكمامات ومراعاة التباعد الاجتماعي وتحاشي الاختلاط.
فالمطلوب من المواطنين أولاً وأخيراً مساعدة انفسهم حفاظاً على سلامتهم ورأفة بأحبائهم وإلا فلا شيء سيمنع ظهور مشاهد مروعة في مستشفيات لبنان على غرار الكثير من دول العالم.
LBCI
مخيف ارتفاع رقم المصابين بفيروس الكورونا، كما هم مخيف التفاعل المجتمعي مع هذا الارتفاع.
رحمتنا كورونا في موجتها الاولى، و بالاحرى، كنا أسرع منها، فأغلقنا البلد، ومنعنا انتشار الفيروس، واعتبرنا اننا اشترينا الوقت لتحضير المستشفيات ومراكز الحجر والطواقم الطبية، وأعلنّا الانتصار في المعركة، فيما الحرب طويلة.
في هذه الحرب، تعب جزء من اللبنانيين.. فهم يدورون في حلقة الانهيار المالي، يبحثون عن الليرة لسد الجوع .
قالوا ان الجوع اشرسُ من المرض، وبين الاثنين، اختاروا لقمة العيش .
في هذه الحرب ايضا، وتحت شعار “حب الحياة”، اختار الجزء الاخر تخطي كل الخطوط الحمر، فعاد المغتربون، وما “خلوا لا عرس ولا عشا ولا جنازة “،مع pcr او من دون pcr ،ما بهمّ، اما بعض المقيمين، فالى الحياة الطبيعية در، لم ينسوا شيئا، لا المطاعم ولا السهرات واكيد ما نسيوا الاركيلة.
ما نسيوا شي، الا اهم شي، نسيوا الماسك او الكمامة، ونسيوا انو كورونا مرض، في الكثير من العلم والارقام، والاهم في الكثير من الغدر.
من باب النكران هذا، تسللت كورونا مجددا، فضربت كل المحافظات والاقضية، وبظرف ايام، ارتفع عدد المصابين في المستشفيات والعناية الفائقة، ومعهم ارتفعت الوفيات.كل ذلك،لم يؤثر فينا بعد، شو ناطرين؟
ناطرين تشوفوا الناس عم توقع عالطرقات مثل الصين وايطاليا واسبانيا والبرازيل، ناطرين تشوفوا المستشفيات مسكرا بوابها والاطباء والممرضين عم يبكوا ويقولوا: ما بقا فينا نشوف الموت بيناتنا.
او ناطرين ابشع بعد، ناطرين جثث الموتى بالكاميونات، والتوابيت البيض عم تنزل بالتراب، بس هالمرة بصمت، لانو حتى اهل الضحايا خايفين.
بين الكورونا وبين الحياة سبق، وبَطل السبق هوي شقفة قماش او كمامة بتخللي الحياة تنتصر عالمرض والموت. إختاروا .
الجديد
فحوصٌ للنواب بالإجماع وبقانونٍ معجّلٍ مكرر فَرضته كورونا على السلطةِ التشريعية وهو القانونُ الوحيد غيرُ الخاضعِ للتعديل وإفراغِه من مضمونِه كحالِ التشريعاتِ الصادرة عن مجلسِ النواب. مَطرقةُ الرئاسة استَعجلتِ الحضورَ والغياب لإجراءِ تشريعِ الضرورة الذي حَتّمته إصابةُ النائب جورج عقيص بعدوى دبلوماسية. حَجَرَ نائبُ القوات نفسَه وأطلَّ على الإعلامِ عن بُعد مؤكداً أنه لا يَشعرُ بأيٍ من عوارضِ الكورونا وأنه خَالطَ معظمَ النواب ضِمنَ أعمالِ اللجان وإذ تلقّى عقيص الإصابةَ بَنفَسٍ واسع وصدرٍ جاهزٍ لتحمُّلِ التَبِعات.. فإنَ الوباءَ كان أخفَّ وطأةً لديه من خِطابِ الكراهية عندما يتمنّى البعضُ الموتَ لنائبٍ أُصيبَ بفيروس كورونا قائلاً: إذا الله أعطاني عمر فإنّ معركتي الوحيدة في مجلسِ النواب هي صياغةُ ميثاقٍ لمكافحةِ خِطابِ الكراهية التي لا تَبني وطناً وعلى موجةِ كورونا مرتفعة، بدا لبنان منزلِقاً نحوَ الأخطر.. فمديرُمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض يُحذّرُ من أننا سنَفقِدُ السيطرة على الوباء.. والصليبُ الأحمر يُعلنُ عن إصاباتٍ ضِمنَ فِرَقِ إسعافاتِه أوجيرو أَقفلت بعدَ إصابةِ أحدِ أُجرائِها.. وسْطَ دعواتٍ عدّة إلى إعادةِ الإغلاق والتشدُّد والالتزامِ بالإجراءات. وهذا ما سيَكشِفُ عن تفاصيلِه الليلة وزيرُ الداخلية محمد فهمي في حوارِه على الجديد. وفيما البلادُ تَستعدُّ للأخطر في وباءٍ ضَرَبَ أكثرَ من ستةَ عَشَرَ مِليوناً حولَ العالم فإنّ بِضعَ ملايينَ من الإسرائيليين يَتحسّسونَ يومياً رَدَّ حزبِ الله على استشهادِ عنصرٍ له في سوريا طيرانُ العدوِّ الإسرائيلي لازمَ الأجواءَ اللبنانية بعُلوٍّ منخفض.. لكنّ الخطَ الفاصل عندَ الحدود أُفرِغَ من مضامينِ جنودِه ومستوطنيه عربدةٌ في الجو.. اختباءٌ في البر وقرعُ طبولِ حربٍ للتهويل وادعاءُ القوّة من الجانبِ الإسرائيلي. فالعدو ليس مستعداً.. ولا يريدُ الحرب وهذا من نِتاجِ اجتماعاتٍ أجراها رئيسُ هيئةِ الأركانِ المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي في تل أبيب معَ كلٍ من وزيرِ الحرب بيني غانتس ونظيرِه الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي. وفي لُغةِ المسؤولينَ الأميركيين والإسرائيليينَ المشتركة: إننا مستعدّونَ للتصدي.. وإنّ إسرائيل غيرُ مَعنيةٍ بالتصعيد.. نُشدّدُ على أهميةِ الضغطِ على إيران.. نُحافظُ على علاقاتِ التعاون معَ قُوى معتدلة في المِنطقة.. الجيشُ الإسرائيلي سيَعملُ ما يجب لإزالةِ أيِ تهديد هذه لُغةُ دفاع وليست لهجةَ حربٍ أو هجومٍ وتصعيد.. وأعلى ما في خيلِ إسرائيل هو طائراتُ تجسّسٍ تَحومُ وتُصدِرُ أصواتاً فراغية، ثم تُقفِلُ عائدةً إلى حيثُ أتت. الحربُ الإسرائيليةُ مستبعَدة.. لكنّ الحروبَ في الداخل أكثرُ تشعباً.. بحيثُ نُحاربُ أنفسَنا بأنفسِنا، وتَقِفُ في الوسط حكومةُ حسان دياب محاصرةً أميركياً وعربياً، ولا تتقدّمُ خُطوةً باتجاهِ الإصلاح التنظير ورَميُ المسؤولياتِ على الغير أَصبح شعارَ الحكومة التي تَخوضُ حربَ أرقامٍ معَ صُندوقِ النقد وجمعيةِ المصارف.. وتُديرُ سلّةً مثقوبة، من الكهرَباء إلى الاتصالات وأموالٍ منهوبة وآليةِ تعيينات ومحروقاتٍ تتحكّمُ فيها المافيات كلُ هذا هو مَوضِعُ تقاتُلٍ بين الماضي والمستقبل لحكومةٍ تَقِفُ لتُديرَ الانهيار، لا العملَ لوقْفِه وإذا كانتِ الحكومةُ قد عَجَزت عن تطبيقِ أي إصلاحٍ ممّا هو مطلوبٌ منها دولياً ومحلياً، فما الذي يَجعلُها عاجزةً عن فتحِ طريقِ الشام.. وليسَ بخطِّها العسكري هذه المرة إنما لإعطائِنا “من الطيب نصيب” وتَسييرِ بضائعِ لبنان من خلالِ مَعبرٍ يُشكّلُ شريانَ حياةٍ لمنتوجاتنا وهو مَعبرُ نصيب الحدودي بين سوريا والأردن فلماذا لم يَطرُقْ حسان دياب بوابةَ دمشق رسمياً حتى اليوم.. وممّن يَستحي؟ وبموجِبِ “حق الشِفعة” فإنّ سوريا هي المتنفَسُ الطبيعيُ الوحيدُ الشرعي غيرُ الموقّت للبنان.. واللبنانيون لا يَقولونَ لكم اليوم إذهبُوا لإجراءِ علاقاتِ مميزة تَخُصُّ مصالحَكم، على غِرارِ زمنِ الوصايةِ السوريةِ اللبنانية المشتركة انما إبحثوا عن حلٍ لأزمةِ تصريفِ المنتوجات.. للنازحينَ السوريين على أرضِنا.. للتهريبِ الحدودي الذي تَضرّرت منه سوريا ولبنان على حدٍ سَواء. وتلكَ مقرراتٌ على مجلسِ الوزراء أن يتّخذَها مجتمعاً لا أن تُتركَ العلاقةُ معَ سوريا إلى زياراتٍ خاصة لبعضِ الوزراء. قرارٌ رسميٌ من الحكومةِ اللبنانية بتكليفِ وزيرِ الاقتصاد أو ما يعادلُه.. أو ربما حسان دياب شخصياً، بزيارةِ الدولةِ السورية نظراً إلى الحاجةِ المُلحّة وإذا تَعذّرَ الأمرُ فإنَ اللجوءَ إلى “جهازِ التنفّس” اللواء عباس ابراهيم سيكونُ أوسطَ الحلول.. والمديرُ العام للأمنِ العام جهازٌ على جاهزيةٍ دائمة لإتمامِ المهماتِ الصَعبة.. قبل أن تُتلى على لبنان قراءةُ سورةِ الفاتحة والثالوثِ المقدس.
المنار
حتى لا يقالَ لنا كما في بعضِ الولاياتِ الاميركية “روح موت ببيتك”، وحتى لا تتحولَ البيوتُ الى مشافٍ تفتقدُ الى أيِّ عنايةٍ صحية، لا بدَّ من استنفارٍ مجتمعيٍّ على قاعدة: كلُّ مواطنٍ وكمامتُه خفير.
فلبنانُ دخلَ مرحلةً مفصليةً بعدَ أن تسللَ الوباءُ الى كلِّ المناطق ، وبغضِّ النظرِ عن مسببِ هذا الانفلاتِ والتدهورِ الخطير ، فانها الازمةُ الوحيدةُ ربما التي حَلُّها بايدينا نحنُ الشعب. فقد اُدخلَ الفقرُ الى كلِّ بيتٍ تقريبا، ولم يكن للمواطنينَ حولٌ ولا قوة، وأدخلوا البلدَ في متاهاتٍ وأزماتٍ من الدولارِ وغلاءِ الاسعارِ الى المازوتِ والبنزين والكهرباء، ولم يكن للمواطنِ حولٌ ولا قوة. أما معَ كورونا، فيبقى للشعبِ الكلمةُ الاولى عبرَ الالتزامِ باجراءاتِ الوقايةِ الصحية، الا انَ ذلك لا يُعفي الدولةَ من التزاماتِها خاصةً انَ هناكَ من المسؤولينَ من لا يلتزمُ بالقراراتِ التي يُصدِرُها. ويبدو أن اللبنانيينَ قد وَقعوا في خطيئةِ الاحتفالِ المبكرِ بالنصرِ على كورونا، فوقعَ البلدُ في براثنِ موجةٍ ثانيةٍ من الوباءِ أشدَّ فتكاً، ليَدخُلَ الفيروس مجلسَ النواب، وقصورَ العدل، ويصيبَ الجسمَ الطبيَ ويصلَ الى الصليبِ الاحمر، والحبلُ على الجرارِ كما يقالُ في حالِ الاستمرارِ بسياسةِ الاستهتار.
على انَ الايامَ الاخيرةَ سَجلت نشاطاً زائداً لفيروساتٍ جويةٍ اسرائيليةٍ على الحدودِ الجنوبية، طائراتُ التجسسِ الصهيونيةُ لم تتوقف عن محاولةِ تلويثِ آذانِ الجنوبيين، أما على الارضِ فقد سُجلَ توارٍ لجنودِ الاحتلالِ خلفَ جُدُرٍ محصّنة، وقذائفُ دخانيةٌ في مزارعِ شبعا حولَ موقعِ الاحتلالِ في رويسات العلم لم تتمكن من اخفاء حال القلق الشديد لقيادة الجيش الصهيوني، فيما أمرَ نتانياهو وزراءَه بالصمتِ حيالَ ما يَجري على الحدودِ الشمالية، في وقتٍ كانت اصواتُ الاحتجاجاتِ المطالِبةِ برحيلِه تخرقُ جدرانَ مقرِّ اقامتِه في القدسِ المحتلة، فقد تظاهرَ الآلافُ للمطالبةِ برحيلِه جراءَ فشلِه بسياستِه في احتواءِ جائحةِ كوفيد تسعةَ عشر.
MTV
يغرق لبنان في بحر الأزمات المالية والاقتصادية ويكاد يغرق تحت التوسع السرطاني لفيروس كورونا القاتل. والمؤسف بل المبكي ان الدولة التي ترددت وتقاعست وامتنعت عن اتخاذ القرارات الحاسمة لاستعادة سيادتها وقراراتها الاستراتجية، تتردد وتتقاعس عن اتخاذ الاجراءات الضرورية القاسية لمنع تآمر بعض اللبنانيين مع الفيروس، مرة لانها تتكل على وعي شعبي مفقود، ومرة لارتباط الفلتان بخصوصيات الحرب الدائرة في المنطقة، ومرة للنقص الحاد في قدراتها على التحكم والسيطرة المادية والطبية والأمنية بفعل تراخيها.
في المحصلة، ها نحن اليوم بفعل كل هذه العوامل ندخل بسرعة مذهلة في المرحلة الرابعة من تفشي الفيروس، وبحسب المؤسسات الطبية المعنية، لقد قطعنا هذه المرحلة في أيام قليلة وها نحن نستعد للدخول على غير هدى في مرحلة انهيار النظام الصحي الذي سيصبح في حال عجز عن استيعاب اعداد المصابين الذي لن يكف عن التصاعد ما لم يتم قمع المخالفين الذين ينشرون الفيروس والموت على مساحة الوطن.
عزيزتنا الحكومة القابعة في المريخ نتفهم انك بين انقاذ الاقتصاد المتداعي وانقاذ ارواح الناس، لم تجدي الحل الوسط بعد علماً بأنه موجود. فبدل من تخصيص الالاف من رجال الامن وعشرات القضاة لمطاردة المتظاهرين والمغردين وقادة الرأي، شغلي رجالك وقضائك في مراقبة محترفي الجنون وقلة الضمير من الاشاوس الذين يستبيحون صحة الناس من خلال احترافهم رقصة الموت مع الفيروس القاتل، واجبريهم على ارتداء الكمامات تحت طائلة الغرامات الباهظة والسجن.