إذا كنتم من بين الأشخاص الذين يكرهون الذهاب إلى النادي الرياضي واستخدام الآلات لحرق السعرات الحرارية والحفاظ على الرشاقة وعلى جسم صحّي، فأنتم غير مُجبرين على ذلك إطلاقاً، في الواقع، يكفي أن تحرصوا على المشي بانتظام كي تتمكنوا من محاربة البدانة والأمراض الجسدية والعقليّة.
تطرّق خبراء موقع “Insider” أخيراً إلى أبرز فوائد المشي الصحّية، والتي توصلت إليها الأبحاث العلمية على مرّ السنين:
– فقدان الوزن
يزيد المشي من معدل ضربات القلب، ما يؤدي إلى استهلاك الطاقة وحرق السعرات الحرارية تماماً مثل الأشكال الأخرى من النشاط البدني. ويعتمد عدد السعرات الحرارية التي تصرفونها على سرعة المشي والمدة والوزن، وجدت دراسة أجريت عام 2020 أنّ المشاركين أحرقوا 89 كالوري في المتوسط بعد قطع مسافة 1600 متر.
وكان ذلك أقل بنسبة 20 في المئة تقريباً من 113 سعرة حرارية أحرقها عدد من المشاركين الآخرين بالجري في نفس المسافة، وعبر نتائج 9 دراسات مختلفة للمشي في مراجعة تعود لعام 2008، فقد المشاركون ما معدله 0.05 كلغ أسبوعياً نتيجة لزيادة عدد خطواتهم بما يتراوح بين 1827 و4556 خطوة يومياً، وبشكل عام، فإنّ ذلك يُترجم إلى فقدان الوزن بنحو 2.5 كلغ سنوياً في المتوسط عبر كل الدراسات.
– زيادة مستويات الطاقة
يزيد المشي من تدفق الدم، الذي يحتوي على الأوكسجين والمواد المغذية للوقود، إلى العضلات الكبيرة في الساقين وكذلك الدماغ، وهذا ما يجعلكم تشعرون بالنشاط، وبالإضافة إلى ذلك، ثبت أنّ المشي يزيد من كمية نوع البروتين الموجود في الدماغ (BDNF)، والمسؤول عن مدى تفكيركم وتعلمكم وحفظكم. ووجدت دراسة أجريت عام 2008 أنّ البالغين المستقرّين سابقاً أفادوا أنهم يشعرون بحيوية أكبر وإرهاق أقل بعد 20 دقيقة فقط من التمارين الهوائية المنخفضة إلى المتوسطة، بما فيها المشي، لمدة 3 أيام في الأسبوع على مدى 6 أسابيع.
– تعزيز جهاز المناعة
يمكن أن يساعد المشي السريع والمنتظم على حمايتكم من الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا أو الأمراض الأخرى المتعلقة بالمناعة، وذلك لأنه يزيد من كمية خلايا الدم البيضاء المتداولة في الدم، والتي تحارب العدوى والأمراض الأخرى كجزء من جهاز المناعة في الجسم.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 على 800 شاب على مدى 6 سنوات، أنّ عدد خلايا الدم البيضاء زاد بشكل ملحوظ بعد 5 دقائق فقط من التمرين. ويرتبط المشي أيضاً بانخفاض عدد أيام المرض التي تستغرقها، وتكون الأعراض أقل حدة إذا أُصيب الشخص بالمرض.
– تخفيف الألم
يمكن أن يساعد المشي على تخفيف الألم من تصلّب الجسم عن طريق تدفئة العضلات، ما يسهّل الحركة. وهذه الأخيرة ترفع درجة حرارة الأنسجة، ما يُسهّل على العضلات التمدد مع زيادة درجة الحرارة، وبالتالي تتحرّك العضلات بسهولة أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد المشي من مستويات أنواع معيّنة من الناقلات العصبية، والتي تساعد الجهاز العصبي على العمل بشكل فعّال، ويمكن أن يشمل ذلك نوعاً من النواقل العصبية التي تقلل الألم.
ولهذا السبب، يُنصح بالمشي غالباً لتخفيف الألم وتقليل الإعاقة في المرضى الذين يعانون آلام العضلات والعظام المزمنة، أي الألم الذي يؤثر على العظام والعضلات والأربطة والأوتار والأعصاب.
– تحسين القلب
يخفّض المشي خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا يشمل أي حادث يتسبّب في تلف القلب، مثل النوبة القلبية، بنسبة 31 في المئة.
وكان هذا الأمر واضحاً حتى بوتيرة معتدلة تبلغ نحو 2 ميل في الساعة وعلى مسافات تزيد قليلاً عن ميل واحد في اليوم لمدة 5 أيام في الأسبوع، أو 5.5 أميال في كامل الأسبوع. ولكن كلما مشيتم لفترة أطول وأسرع، كلما زادت الفوائد لقلوبكم.
– تخفيف الضغط وتحسين المزاج
يمكن أن يساعد المشي على الشعور بالاسترخاء وتقليل التوتر ومحاربة الاكتئاب. ويبدو أنّ سبب ذلك مرتبط بقدرته على تقليل مستويات هورمونات الإجهاد الطبيعية، مثل الأدرينالين والكورتيزول، كذلك تبيّن أنّ المشي لمدة 30 دقيقة فقط يكفي لرفع مزاج شخص يعاني اضطراباً اكتئابياً كبيراً.
– تمديد العمر المتوقع
يرتبط المشي بانخفاض خطر الوفاة، وكلما طالت مدته وكان أسرع زاد العمر المتوقّع. واتبعت دراسة عام 2011 نحو 28 ألف مشارك بين 40 و79 عاماً لمدة 13 سنة، ووجدت أنّ المشاركين الذين مشوا لأكثر من ساعة واحدة في اليوم لديهم متوسط عمر أطول من الذين مشوا لمدة تقل عن ذلك.