زهراء شرف الدين – خاص
مواضيع تشغل المواطن، فتراه يقلّب التلفاز من محطة الى اخرى محاولا التقاط معلومة من هنا وهناك، فيسمع الخبر نفسه، بصيغة مختلفة بين جميع المحطات، فالحدث الراهن هو شغلهم الشاغل، ولكن المواطن يريد معلومة تقيه خطر الموت ان كان من الجوع او الفقر، ولا وجود لهذا النوع من المعلومات حتى الان، الا معلومة لفتت المستمعين تتعلق بفيروس كورونا، وهي عودة الانتشار بعد هدوء الموجة نسبيا، فهل دخلنا في الموجة الثانية من الفيروس؟
افاد رئيس لجنة الصحّة النائب عاصم عراجي لموقع “ليبانون تايمز” ان” ما يحصل الان لا يمكن اعتباره موجة ثانية، نحن ما زلنا ضمن الموجة الأولى لان الناس خالطوا ولم يلتزموا، ولو التزمت الناس وارتفع عدد الإصابات، كان يمكن القول اننا دخلنا في موجة جديدة، ولكن المغتربين خالطوا الناس، وتم نقل العدوى وعاد الانتشار من جديد”.
وعن احتمالية عودة الإجراءات الى ما كانت عليه اول أيام انتشار الفيروس، أوضح عراجي انه “علينا النظر الى نسبة الفحوصات في الأيام القادمة لتحديد الإجراءات التي يمكن اتباعها، والاقفال العام سيكون لأجل هذه الغاية”، مشيرا الى ضرورة تقيد المواطنين بالإجراءات الوقائية (لبس الكمامات والكفوف وغسل اليدين والتعقيم الدائم والتباعد)، إضافة الى حجر المغترب 14 يوم واكثر”.
ورأى عراجي “ان اقتصادات العالم تنهار في هذا الوضع، فماذا يمكننا القول عن اقتصاد لبنان المنهار من قبل كورونا”، موضحا ان “الوضع الاقتصادي سينهار اكثر، وسيتضرر المجتمع كله اذا لم يلتزم المواطن، لان الوضع الصحي يؤثر في الوقت الحالي على الوضع الاقتصادي”. وأضاف انه ” على المواطن الانتباه وعدم الاستهتار، لأنه على الأقل نحن بحاجة الى 10 اشهر لصدور لقاح، ولو انتهت الحالات في لبنان وكان هناك حالة واحدة في العالم، ان لم يتم اكتشاف لقاح سنبقى ضمن دائرة الخطر”.
واكد على ضرورة “حجر المغتربين 14-15 يوما في مكان معين وليس في منازلهم، لان الاعتماد على وعيهم لم يثبت جدواه، وعلى افتراض ان المغترب أجري فحص الpcr قبل قدومه بيومين واتى الى لبنان، يمكن ان يحمل الفيروس بعد قيامه بالفحص”، موضحا انه “من بين 100 فحصpcr هناك نسبة 30% منها تصدر “سلبية وتكون غير صحيحة”، وبعد يومين يعاد الفحص وتظهر النتيجة إيجابية، لذلك على المغترب حجر نفسه، للتأكد من خلوه من كورونا”.
وطالب عراجي الاعلام بـ”إعادة الجهود لنشر التوعية اكثر لأنه منذ ان بدأت الإصابات بالتراجع، تراجعت نسبة التوعية على الاعلام المرئي، معتبرا ان اهم شيء هو الوعي عند العالم “.
ولكن ما هي الفكرة من ظهور موجة جديدة من الفيروس؟؟ وهل لبنان مستعد لها؟؟
في هذا الاطار أوضح مصدر تابع لوزارة الصحة ان “فكرة الموجة الثانية من فيروس كورونا مرتبطة بالبلدان الاخرى تحديدا في سنغافورة، بحيث وصل فيروس كورونا الى نهايته، ولكن عادت الاصابات لتسجل من جديد خاصة بعد فتح المطار”، موضحا ان “الموجة الثانية يمكن ان تحصل ولكن هذا ليس مثبتا علميا ولا وقت محددا له”.
وعن التفلت في اصابة المغتربين اوضح المصدر ان “ما حصل هو اصابة ٣ او ٤ حالات بكورونا، ولم يكن لديهم عوارض، وبعد ذهابهم لمنزلهم وصدور فحوص الpcr تبين حملهم للفيروس، لذلك نشدد على ضرورة الالتزام بالحجر لمدة ١٤ يوما وعدم الاختلاط مع أحد”.
المعروف ان الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مواجهة كورونا امر جيد، والخبرة المحلية تزداد يوما بعد يوم في التعامل مع الفيروس، في هذا السياق أفاد المصدر بانه “نقوم بالوزارة بما يجب للاستعداد للمرحلة القادمة من كورونا ان حصلت وذلك عبر الاستفادة من الوقت لتجهيزالمستشفيات”، مشيرا الى انه” قمنا سابقا بتجهيز مستشفى في كل محافظة، ومن بعدها تجهيز مستشفى في المناطق الموبوءة اما الان فنحن نعمل على تجهيز جميع المستشفيات الحكومية، وبهذا فان الوزارة تستعد للاتي اذا اتى”.
اذا لا موجة جديدة لكورونا في الوقت القريب لأنه في لبنان ما زلنا نحارب كورونا في موجته الأولى، وان بقي الوضع على ما عليه لناحية الاستهتار والتفلّت، لن تنتهي هذه الموجة لتبدأ أخرى، وعلى ما يبدو ان اللبنانيين غير ابهين لكورونا فتراهم يتجولون من محل الى اخر، منتظرين في الطابور من اجل قطعة ثياب لا قيمة لها، دون التقيد بالإجراءات الوقائية، ولكن هذا الاستهتار وقلة الوعي للمواطن من جهة، وتراخي الدولة خاصة مع المغتربين من جهة أخرى سيدخل البلد في دوامة سوداوية لا خلاص منها.