زهراء شرف الدين- ليبانون تايمز
زهراء شرف الدين- ليبانون تايمز
بلبلة أحاطت الفحوصات السريعة المخصصة للكشف عن فيروس كورونا وادخالها الى لبنان، ورغم مناشدة البعض وزارة الصحة بضرورة السماح بإدخال الفحوصات، واستعمالها، لم تعط الوزارة الموافقة على هذا الامر لاعتبارات عديدة، أهمها عدم دقة هذه الفحوصات، وما سيترتب عليها من تبعات إذا لم تستعمل بالطريقة الصحية.
في هذا السياق اشارت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة عاتكة بري لموقع “ليبانون تايمز” الى انه “اذا دخلت الفحوصات السريعة لبنان ستحدث ازمة، خاصة ان المدة التي يحتاجها الفحص ليظهر النتيجة تتراوح من 7 الى 10 أيام من بعد ظهور العوارض (يعني اذا لم يكن هنالك عوارض، لن تظهر النتيجة إيجابية)، وهو ما يمكن ان يؤدي الى نقل العدوى اكثر، اما مدة ظهور النتيجة فتتراوح من 10 الى 15 دقيقة ” موضحة ان “هناك نوعين من الفحوصات السريعة: فحص الـ antigen المُخصّص للكشف عن الفيروس في الدم، وفحص الـantibody المُخصّص لفحص اكتساب المناعة في الجسم.”
اما عن رفض وزير الصحة حمد حسن في بادئ الامر لهذه الفحوصات، أفادت بري انه “يعود إلى الخطأ فيها، والشكوك حول جودتها، متسائلة لماذا اللجوء إليها فيما هناك فحوصات أكثر دقة كفحوصات الـ pcr؟، خاصة اننا في مرحلة دقيقة نحتاج بها الى احتواء الفيروس قدر الإمكان، واكتشاف حامل الفيروس أسرع لمساعدته أولا وللحرص على عدم نقل الفيروس الى أحد ثانيا، لذلك الأفضل اللجوء الى فحص الـ pcr الذي سيعطينا نتائج صحيحة 100%”.
وقالت بري ان ” الفحوصات السريعة ضرورية، ولكنها سلاح ذو حدين، إذا استعمل بطريقة صحيحة سيفيد، والعكس صحيح، لذلك نحن مع ترشيد الاستعمال ولسنا ضده، وعليه يجب استعماله بطريقة مدروسة”.
وأفادت الى انه “في بداية الشهر الجاري، ممكن ان يتم الموافقة على إدخاله الى لبنان ولكن بطريقة مدروسة، في أماكن محددة “في المستشفيات والأماكن الخاصة”، وضمن شروط”، مؤكدة ان “الوضع خطير، ومن المستحيل الموافقة على استعماله بطريقة عشوائية، او ان يصبح بمتناول الجميع، ومن يريد العمل ” من تحت الطاولة” سنحاربه، لان استعماله محدودا ودقيقا”.
وكما كل موضوع في لبنان اول ما يصار الى التفكير به، هو التسييس والصفقات وغيره، حيث نفت بري الاقاويل عن ان رفض الوزير لهذه الفحوصات بسبب استيرادها من قبل جهة سياسية، والاتهامات المتمحورة حوله، موضحة انه ” يصادف ان هناك جهة معينة أتت بالاختبارات الى لبنان، ولكن ما زالوا في المطار، ولم يعط الوزير حمد حسن الاذن بتخليصهم وادخالهم، وكذلك لم يوقّع لأي جهة قدمت هذا الامر، وهناك توصية صدرت بشأن هذا الموضوع من اللجنة العلمية للأمراض الانتقالية”.
إذا اتباع الفحص بطريقة صحيحة مهم لجهة سعره المنخفض ونتائجه السريعة، فهو يفيد الى حد ما الاشخاص المحجورين في المنزل، او الأشخاص الذين تم شفاؤهم من المرض، وعادت إليهم العوارض ليتأكدوا.. وغيره من الحالات التي تحتاج الى فحص سريع، ولكن تبقى فحوصات الـ pcr الاضمن والأصح، خاصة إذا دخلت هذه الفحوصات لبنان، وعميت العيون عن مضارها، فموجة جديدة من فيروس كورونا ستجتاح لبنان، ويبقى على المعنيين القيام بالمراقبة الدائمة، وعلى أصحاب الضمائر الميتة احياءها.”