مقدمة NBN :
سبعٌ وثلاثون إصابةً جديدة بفيروس كورونا اُفرجَ عن رقمِها اليوم لترتفعَ الحصيلةُ في لبنان إلى ثلاثمئة وأربع.
هي حصيلةٌ ربما كانت لتكونَ أكبرَ لولا التدابيرُ المتخذة على المستويات الحكومية والحزبية والبلدية والأمنية والأهلية وكلهُا تصب في هدف واحد (خليك بالبيت) لأن البديل هو الانتقالُ من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الإنتشار الواسع والكارثة الصحية.
من هنا كانت الرسالةُ الوجدانيةُ العميقة التي توجه بها الرئيس نبيه بري إلى اللبنانيين في الوطن الذي يجاهر بالشوق إلى أبنائه ويجاهرون بحنينهم إليه.
فحوى الرسالة انكم أيها اللبنانيون أمام عدوٍ بعنوان فيروس وبائي وحمايةُ الوطن تكون بأن تلتزموا بيوتكَم وتستجيبوا إلى الإرشاداتِ والتوجيهاتِ وان تكونوا المجتمعَ الحيَّ المرصوص.
على أي حال يحضرُ خطرُ كورونا على طاولة مجلس الوزراء المنعقد في السراي الحكومي كبندٍ دائم إلى جانب بنودٍ اقتصادية ومالية في طليعتها موضوعُ الكابيتال كونترول الذي تم سحبه من قبل وزير المال غازي وزني وفق ما علمت الـNBN
ومن الشأن الحكومي إلى المستوى النيابي حيث دعا الرئيس بري إلى إستنئافِ العمل التشريعي بتقنية الفيديو مطلعَ الأسبوع المقبل بحيثْ تُعقد جلساتٌ تشريعية ورقابية اذا اقتضى الأمر فضلاً عن استنئافِ نشاطات اللجان النيابية.
مقدمة المنار :
ما زالَ فايروس كورونا يتحكمُ بالعالمِ ومصيرِه، وما زالت المساعي الدوليةُ غيرَ متكافئةٍ معَ قدرةِ هذا الوباءِ الذي سجلَ اليومَ مئةَ الفِ اصابةٍ جديدة..
في جديدِ التقديراتِ انَ الولاياتِ المتحدةَ الامريكيةَ تتحولُ بؤرةً لتفشي المرض، وانَ واقعَ ادارتِها بالتعاطي معَ كورونا محطُّ انتقادٍ داخليٍ ودولي، فيما تقديراتُ وزارةِ حربِها انَ الواقعَ الحاليَ سيمتدُ من شهرينِ الى ثلاثةٍ على الاقلِ داخلَ البلاد، وأنَ انهياراتٍ اجتماعيةً ستصيبُ العديدَ من دولِ العالمِ التي تعتبرُ الاكثرَ اصابةً بالوباء..
اسبانيا وايطاليا سَجلتا ارقاماً قياسيةً اليوم، وفرنسا والمانيا تستعدانِ للاسوأ، فيما خرجَ الى العلنِ مزيدٌ من القرصنةِ العالميةِ للموادِّ الطبيةِ كما اتهمت ايطاليا كلاً من تشيكيا والمانيا بمصادرةِ مُعَداتٍ طبيةٍ صينيةٍ كانت في طريقِها الى الشعبِ الايطالي ..
اما قرصنةُ دونالد ترامب وبلطجتُه التي فاقت كلَّ الحدود، دفعت بالمفوضيةِ العليا لحقوقِ الانسانِ الى توجيهِ طلبٍ بتخفيفِ او تعليقِ العقوباتِ الاميركيةِ المفروضةِ على ايرانَ وفنزويلا وكوبا وكوريا الشماليةِ في هذه المرحلةِ الحاسمةِ عالمياً من مواجهةِ كورونا..
العالمُ الذي اضطُرَّ الى تأجيلِ الاولمبيادِ الذي كان مقرراً في اليابان، في خطوةٍ غيرِ مسبوقةٍ منذُ أكثرَ من مئةٍ وعشرينَ عاماً يقفُ اليومَ وسطَ ركودٍ اقتصاديٍ وارتباكٍ اجتماعيٍ وعجزٍ حقيقيٍ عن مواجهةِ هذا الفايروس.
في لبنانَ تواجهُ السلطاتُ الرسميةُ فايروس كورونا ومعه بعضَ التفلتِ الشعبي، حيثُ زادت القوى الامنيةُ والبلدياتُ من مهامِها في مواجهةِ التَجوالِ غيرِ الضروري والتفلتِ المتعمّدِ لدى البعض، فيما سَجلت وزارةُ الصحةِ سبعاً وثلاثينَ اصابةً جديدةً معَ مؤشراتٍ خطيرةٍ لتوزعِ الحالاتِ في أكثرَ من منطقةٍ ومدينةٍ وبلدة..
الحكومةُ التي انعقدت في السراي اعلنت خططاً للوقوفِ الى جانبِ العائلاتِ الاكثرِ فقراً لمواجهةِ الظروفِ التي تعيشُها البلاد، وتقديمَ مشاريعَ لاعفاءاتٍ ضريبيةٍ ومجملِ الرسومِ والفواتيرِ المستحقة. فيما المرحلةُ تحتاجُ بحقٍّ الى اعلى درجاتِ التكاتفِ والجديةِ والمسؤولية.
مقدمة الجديد :
ما أسهلَ لومَ الناسلكن فلنجلسْ يومًا عند خطوطِ فَقرِهم , فلنحيَ على بيوتٍ من صفيح , ولنتلمّس اشواكَهم اليومية وبين هؤلاء ” شوفيرية ” البلد شرايينُ المدينة. هم مَن كانوا يقصون علينا يوميا حكاياهم مع السلطة والزوجةِ والاقارب ويرَون في ” توصيلة ” واحدةٍ مخزونَ قهر ويفيضون كبحر وجدوا انفسَهم اليوم في مرحلةِ عزلٍ عن شوارعَ تعرفُ دعساتِ عجلاتِهم. وعلى انينِ اوجاعِهم قررت السلطة ان تسطّر محضر ضبط لسائق خرق حالة التعبئة العامة وقد ضُبط متلبساً بالبحث عمّا يسدّ فيه رمَقَ عائلتِه محضر ضبط اقسى من النار قاد السائقَ الى تسطيرِ حالةِ حرقٍ بجرم التعقيم المشهود وعلى مرأى قوى ً امنية. سليم خدّوج رب العائلة واجه بالنار سلطة امنية بلا قلب وقد تعودت ايديها تسيطر المحاضر للذين لا سند لهم فيما بعضهم يرفع التحية لمواكب السياسيين والزعماء وان احتوت على اكثرَ من مخالفة . والسلطة التي طلبت بقاءَ الناس في منازلها لم تستبق الامرَ بتدابير تعالج وضعَ اكثرَ من مئةٍ وثلاثين الفَ عائلةٍ واقعة تحت خط الفقر وهذا الرقْم يتفرغُ منه اكثرُ من سبعمئة الفِ فقير عدا بلا نقد فعندما خاطبنا وزير الداخلية ” بلغة عسكر ” يفهمها ولدى ” نهرنا” بعبارات الالتزام بالمقرارات الصارمة والا لم تكن عيونُ الدولة تلتفت الى هؤلاء الناس والذين اصبحوا مخيرين اليوم بين الموت بضربةِ كورونا و الموت من الجوع وما من احدٍ سينظّرُ في جنسِ الخطر وفي وباء حجر مليارين وستئمة بشري في منازلهم على مستوى الارض لكن منازل الفقراء مثقوبة شبابيكهم مشرعة لخطر اشد مرارة ولن تكون دعوة مجلس الوزراء الى تقاسم الرغيف اليوم هي الحل لهذه الشريحة التي لا تمتلك ما يمكن قِسمتُه . وبمرور الزمن القاسي تطالعُنا قوى الامن الداخلي بتنظيمِ اكثرَ من خمسِئمة مخالفة في اليوم الواحد لكن إذا كانت هذه المحاضرُ على طريقة ضبط السائق سليم خدوج فإنها تشكلُ مخالفاتٍ انسانيةً بحد ذاتِها ووجب حرقها واضرام النيران فيها كما احترق قلب سليم على سيارته ورزق يومه .شيء من الرحمة في زمن كورونا فإذا كان رئيس الجمهورية قد طمأننا اليوم الى ” كتير اعزاء ممكن نفقدن ” على طريقة خطاب بوريس جونسون ودعَوا احباءكم فلنساعد من له فرصة في النجاة عبر اجراءات ” تجلسهم ” في بيوتهم لكنها تؤمن لهم في المقابل ” محضر خير ” وليس محاضر ضبط . ولن نطلب منكم ان تكونوا على صورة اميركا التي سيوزع رئيسها دونالد ترامب الف دولار على كل مواطن لان ترامب يقدم ُ على رشوته تلك بميزانية صارت تحت سطح الارض وباقتصاد مريض ونفط صخري كاذب وحرب اسعار بالذهب الاسود وقد جاء صِهرُه جرايد كوشنير ليستثمر اليوم في الآم الناس فيشغلّ شركة العائلة اوسكار هيلث للتأمين الصحي على خطوط اختبار اللَّقاح لوباء كورونا .
مقدمة OTV :
حولت العولمة الكرة الارضية في عقدين الى قرية صغيرة , وحولت كورونا الارض في اسبوعين الى مقبرة كبيرة . جعلت الثورة الرقمية الانسان معادلة اصطناعية افتراضية وجعلت الكورونا الانسان ضحية فعلية واقعية . ازالت العولمة الحدود والفواصل والكيانات واقامت كورونا سدا عاليا وجدارا عازلا بين الدول والامم وداخل الاوطان , في قلب كل بيت وفي عقر كل دار وفي هيكل كل عائلة . فتحت العولمة الفضاء والهواء والارض والسماء وصورت للانسان وادخلت في روعه ان كل شيء مباح له وان كل مكان حق له . من هايد بارك الى ناشيونال بارك الى يللوستون الى تايم سكوير وترافلغار سكوير . كل فسحة للبيتلز والرولينغ ستونز وبوب مارلي وفيل كولينز والتون جون وغيرهم من العمالقة ومن اجمل ما تصورته احلام الانسان . وجاءت كورونا لتجعل من الارض سجنا كبيرا ومعسكر اعتقال اين منه داشاو وبوخنفالد واوشفيتز . بعد كورونا ستعود اميركا جزيرة كبيرة منعزلة التزاما بتعاليم المدرسة الجفرسونية مثلما كانت قبل اغراق لوزيتانيا في الحرب العالمية الاولى ومثلما كانت قبل بيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية وقبل كوريا وفييتنام وانغولا والموزامبيق وحروب الشرق وبترول الصحراء وانظمة الشخص والصنم .
في السنوات الاخيرة كابرت وفاخرت اميركا . سطت وجنت بالقوة والخوة مئات مليارات الدولارات . اليوم وفي اسبوعين تخسر تريليونات الدولارات في البورصة المذعورة والاسهم المكسورة . كورونا تجتاج بلاد العم سام من نيويورك الى لوس انجليس .
اما اوروبا التي كنا نتغنى بها ونتمنى التمثل بها فصرنا نصلي كي لا يصيبنا ما اصابها من عظيم داء ووخيم بلاء .
كورونا فضح اكذوبة الاتحاد الاوروبي والتجربة الاندماجية واختراع الشينغن ووهم اليورو . اليوم كل دولة في اوروبا : يا رب نفسي . الذي لم يكن ليخطر في بال يحصل : طائرات روسية قيصرية في عاصمة الكثلكة روما وفي قلعة من قلاع الاطلسي . اوروبا ترفض المساعدة الاميركية وترحب بالمساعدة الروسية . المسمار الكبير في نعش الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي دق . الحبل ربط حول العنق وينتظر ازاحة الكرسي من تحت ارجل المحكوم.
العالم تغير في اسبوعين وسيتغير اكثر بعد شهرين وقد لا يكون هو ذاته الذي نعرفه بعد سنتين . العولمة التي اوهمت الانسان ان الكون برمته ملعبه وميدانه اليوم تعيده كورونا الى واقعه وتقول له : خليك بالبيت . لم يعد هناك فرق بين القبر والقصر . تقلصت الهوة وضاقت المسافة . لم يفت الاوان للتفكر والتذكر . التفكر بما سيكون عليه عالمنا في قابل الايام والتذكر ان الانسان مهما علا واستعلى , مهما كبر وكابر , مهما تجبر وتبختر فان مصيره الحسرات والزفرات , الشموع والدموع , كمشة تراب وكومة عظام وان من بيده الصولجان اليوم سيكون مرعى للديدان غدا ولن يبقى الا وجه ربك الاكرم .
يبقى التحدي الاكبر في الوحدة والبقاء في التضامن والامتحان الاكبر في المحبة والدرس الاعظم في التواضع . في زمن التخلي المؤقت نرجو التجلي الدائم وهو لا ريب ات الى الارض التي احبها الله اكثر واكبر واعظم بكثير من الفاسدين والمنافقين والمرائين , الذئاب الذين يأتون بثياب الحملان , يتبرعون ويسخون ويمننون بمال سرقوه من ارملة وفقير وجائع وشريف ومكافح وعصامي . هؤلاء وجه رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا الشجاع فرنسيس اليوم صفعة قاسية برفضه مالهم القذر ومساعداتهم المشبوهة واحسانهم الملطخ بدماء الناس والمغمس بعرق الفقراء . قال لهم : شعب الله لا يحتاج الى اموالكم القذرة . ما قاله خليفة بطرس يصح عندنا ايضا وينطبق على البعض : ليتك لم تزن ولم تتصدق …
مقدمة LBCI:
لم يعد الرقم وجهة نظر على الإطلاق… كورونا لبنان بلغت اليوم 304 إصابات ، وكورونا العالم لامست الإصابات الاربعمئة ألف … في لبنان باتت الإجراءات محفوظة عن ظهر قلب : تعبئة عامة ، حظر تجوُّل طوعي ، إجراءات خجولة لتسيير أمر المواطنين إنطلاقًا من واقع ” عين السلطة بصيرة واليد قصيرة ” ، فالمال غير موجود ، وقد صُرِف وهُدِر في زمن البحبوحة ، والضائقة المالية كانت أحد أسباب ثورة 17 تشرين الأول التي عُلِّقَت إثر كارثة كورونا بدءًا من الحادي والعشرين من شباط الماضي …
الحكومة تحاول تدوير الحاجات وتحديد الأولويات للصرف ، مع ذلك فالأوضاع ليست على ما يرام ، لا ماليًا ولا معيشيا ولا على مستوى التحضيرات الكاملة لمواصلة مواجهة فيروس كورونا … السلطة تعمل وفق قدرات متواضعة فيما تفشي فيروس كورونا يسير بسرعة يقف لبنان شبه عاجز عن التحكم بهذا التفشي …
السلطة مُدرِكة لهذا الواقع ، وهي تعمل وفق هذه الواقعية إنطلاقًا من ان المطلوب تسخير كل الإمكانات لتوفير ما يمكن توفيره لتمرير هذا الواقع …
وعلى رغم هذه الإنشغالات ، فإن مجلس الوزراء لم يُهمِل مشروع قانون الكابيتال كونترول الذي كان أحد نجوم جلسة مجلس الوزراء اليوم في ظل أربع روايات : الرواية الأولى تقول إن وزير المال سحب مشروع قانون الكابيتال كونترول في مجلس الوزراء، الرواية الثانية تقول أنه لم يبت بمشروع قانون الكابيتال كونترول خلال جلسة الحكومة اليوم وسيستكمل البحث فيه بالجلسات اللاحقة بعد ادخال تعديلات عليه، الرواية الثالثة تقول تم اخذ ملاحظات الوزراء بشأن مشروع الكابيتال كونترول، على ان يستكمل البحث فيه والرواية الرابعة أن هناك مشروع قانون مقدّم من وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية ووزير الصناعة عماد حب الله .
في مطلق الأحوال، فإن جلسة الخميس لناظرها قريب ، فبعد هذه الروايات هل سيكون بالإمكان إنجاز المشروع هذا الاسبوع؟ ربما ليس من السهل تحقيق ذلك .