• مقدمة “الجديد”
تعبت رئةُ العالم من تَعداد حصاد الكورونا الذي يحل كل يوم ضيفا على بلد .فالقرية الكونية باتت مفتوحةً على زائرٍ متوحش عابرٍ للقارات يلتقط ُرزقَه من صدورِ الناس ولا يميّزُ بين دولة وخصومها وآخر بورصة الكورونا انه سجل اولى الاصابات في السعودية قبل ان يتنقل من لاتفيا الى السنغال ويزورَ تونس معرجا على الاردن متفقدا إندونيسيا وآيسلندا وحتى لا نتجرعَ الكورونا دفعةً واحدة فإن وزارةَ الصحة اللبنانية تتبعُ اسلوبَ التقسيط بمعدل الاعلان عن ثلاثة ِمصابين َيوميا في ما يشبه ال ” هير كات الصحي ” على مجمل الحالات منعا للتسبب بالهلع . والهلعُ على الصحة ربما تجاوزَ الرعب َعلى المالِ ومدخراتِ المودعين وما يتحضّر من قرارات ٍ لاستحقاق آذار. وعلى هذا الاستحقاق عُقد اليوم اجتماعٌ مالي في السراي الحكومية اكد خلالَه حاكمُ مصرفِ لبنان رياض سلامه ان المس َباحتياطي الذهب غيرُ وارد ، موضحا أن لا قرارَ له باليوروبوند والذي ستتخذه الحكومة ونُقل عن رئيس الحكومة حسان دياب انه يُمضي وقتا طويلا مع المستشارين الدوليين والمحليين لكيفية ايجادِ المخرج، وهو بالتالي سيجد نفسَه امامَ معالجةِ هذا الموضوع يوم َالجمعة او السبت بقرار نهائي يحفظ حقوقَ المودعين الصغار والمتوسطي الحال. وفي معطيات الجديد فإن ايَّ قرارٍ ستتخذُه حكومةُ دياب سوف لن يطال حوالي مليون وسبعمئة واربعين الف حساب ممن لا تزيدُ ودائعُهم عن ثلاثةِ الاف دولار وسوف يكون منصفا مع 92 في المئة من الحسابات المصرفية في لبنان فيها أقل من 100 الف دولار اميركي اما من سيطالُهم ” التشحيل ” المالي فهم فئة ٌ استفادت على مدى اعوام من الفوائد المرتفعة التي استحصلَ عليها جزءٌ قليلٌ من الحساباتِ والمودعين نتيجةَ سياسةِ الاستدانة والفوائدِ المرتفعة وهؤلاء ممن تعرفُهم المصارفُ ابا عن جد ولاستيضاحِ حركة التسهيلات استدعى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم اليوم ” الزمرة المالية ” واستمع الى اربعةَ عشر َ رئيس ِ مجلس ِ ادارة مصرفية وابقى على المداولات سريةً ليس منعا للتسريب بل لأن لا علي ابراهيم سوف يتخذُ قرارا بحق ايٍ منهم .. ولا اصحاب المصارف ستعترف بأي جرم مالي .. ولا القانون يعتبر تسهيلاتِهم جريمة ً يعاقب عليها القانون.
اربعة َعشر تحقيقا في الهواء الطلق ..وبلغة المصارف” بلا فائدة “. وهو مجرد استعراض ٍ لن يقدم او يؤخر الا اذا قرر مدعي عام التمييز اتخاذ خطوةٍ جريئة يطوق بها عصبةَ المال.والى حينه .. فإن اولى الخطوات الاجرأ لحكومة دياب جاءت عبر وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي المشرفية الذي قرع اليوم اجراس َ دمشق واستفاق صباحا على زيارة الى سوريا التقى فيها عددا من الوزراء السوريين عارضا ملفَ النازحين السوريين وكيفيّة َتأمينِ عودةٍ آمنة وكريمة لهم بالتعاون بين الدولتين اللبنانية والسورية وبالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنيّة في هذا الملف والعودة باتت اليوم ملحة لاسيما مع خوض دمشق آخر المعارك في ادلب , وعوضا عن تشريد النازحين عبر البحر كما يفعل رجب طيب اردوغان على الحدود اليونانية التركية فإن النازحين ” بعدن عالبر ” وتأمين َ عودتهم مازالت ممكنة وان عبر استحداث مخيمات على الاراضي السورية .. وعندها فلتدفع الامم المتحدة ما تغدقه على النازخين في لبنان لكن في بلادهم
وعلى مرأى حكومتهم وبتنسيق من أمن البلدين.
• مقدمة ال” LBC “
الموضوع لم يعُد ” مزحة ” … فيروس الكورونا يفتك وبوتيرة متصاعدة … في اليوم الحادي عشر على تسجيل أول إصابة في لبنان، بلغت اليوم الإصابات ثلاث عشرة … اللافت أن الحالات الثلاث التي تم تشخيصها اليوم كانت على احتكاك مباشر مع المريض الذي ادخل منذ ايام وهو من التابعية السورية ، ما يطرح السؤال : كيف كان هذا الإحتكاك وهو مصاب ؟ لماذا لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة معه قبل ان يصل إلى الإحتكاك بغيره ؟ والسؤال ايضًا : ما هو عدد الذين احتك بهم ؟ من الثابت والملموس انه على رغم كل الإرشادات والتوجيهات والتعليمات ، فإن البعض مازال يتعاطى مع هذا الفيروس العالمي باستخفاف ، إلى ان وصلنا إلى ما وصلنا إليه …
في مقابل فيروس كورونا وبداية تحوُّلِه إلى شبه معضلة ، يُفتِّش اللبناني عن ملاذ يحميه من تلاحق الضربات ، لكن بدل ان يأتيه الملاذ، يأتيه المزيد من الضربات … رئيس الحكومة حسان دياب ، ربما خانه التعبير ، على رغم أنه كان مكتوبًا ، وربما قصده ، هو قال اليوم أمام السلك الديبلوماسي : ” أن هذه الدولة لم تعد قادرة على حماية اللبنانيين ” … ربما الرئيس دياب أراد تشخيص الواقع كما أراد الغمز من قناة مَن سبقوه ، لكن أن يُقال إن هذه الدولة غير قادرة على حماية اللبنانيين ، فهذا يعني استسلامٌ مبكِر … الاسبوع الماضي نُقِل عن الرئيس دياب في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا كلام إحباطي ، قال : ” هناك أوركسترا تحرِّض على الحكومة ” … في هذه الحال، ما المطلوب من الشعب ؟
ان يتفهَّم العجز والتبرير ؟ وأن يتوقف عن المطالبة ؟ واقعٌ محيِّر وملتبس … هذا الواقع ينسحب ايضًا على همروجة الإستماع إلى رؤساء مجالس المصارف … هناك إقرار بانه تمّ تحويل مليارين وثلاثمئة مليون دولار بعد 17 تشرين الأول ، لكن هل هذه الخطوة قانونية ؟ بالتأكيد نعم … لكن ما هو غير قانوني هو خفض قيمة السحوبات للمودعين وعدم السماح لهم بالتحويل إلى الخارج ، هذه الخطوة غير القانونية كيف سيتعاطى معها القضاء ؟ المصارف تسلَّحت بقانون النقد والتسليف حين حوّلت إلى الخارج لكنها لماذا ألقت هذا السلاح حين تعلق الأمر بتحويلات طالب بها المودعون ؟ إنها ازدواجية المعايير طالما هناك مَن لا يخشون القانون والجهات التي يُفترض فيها تطبيق القانون …
أما استحقاق اليوروبوندز ، فالوقت يمر بسرعة ولا قرار إلى الآن بكيفية مقاربة هذا الملف والقرار في شأنه.
• مقدمة ال” OTV “
“كورونا” و”يوروبوندز”…
الكلمتان تختصران “شَغلة البال” اللبنانية هذه الأيام، لتتراجعَ إلى المرتبة الأخيرة السِجالاتُ السياسية التي لا تُقدّم أو تؤخّر، وهو أمرٌ فات على الأرجح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي واصل اليوم إطلاقَ المواقف الهجومية، مُصوِّباً نيرانَه السياسية في اتجاهٍ واحد، على جري العادة…
على المستوى الصحي، ارتفع عددُ المصابين بفيروس كورونا في لبنان إلى ثلاثة عشر شخصاً، بعد إضافة ثلاث حالات اليوم، وفق ما أكدت وزارة الصحة…
أما على المستوى المالي، فبرز إعلانُ رئيس الحكومة حسان دياب أنّ القرارَ الحاسم في شأن استحقاق اليوروبوندز سيُتخذ الجمعة أو السبت، مع الاشارة الى انّ معلومات الـ OTV تشير الى انّ خطةَ الحكومة الانقاذية باتت مبدئياً جاهزة، وسْط عودةٍ مرتقبة لوفد صندوق النقد الدولي في الايام القليلة المقبلة…
وفي موازاة ذلك، شكّلت الحلقة التلفزيونية لوزير المهجّرين السابق غسان عطالله أمس عبر الـ OTV محورَ متابعةٍ، في ضوء ما كشفته من ممارساتٍ وانتهاكات، سيَحمِلُها عطالله العاشرة من قبل ظهر الغد إلى قصر العدل في بيروت، لتقديمِ ما لديه من مستنداتٍ ووثائق تُدين الفساد في وزارةٍ كان يجبُ أن تُنجزَ مهمتَها وتُقفَل مع صندوق المهجرين قبل عقود، لولا ذهنية الهدر ومنطق النَهب، والحسابات الخاصة المُتخَمة، على حساب حقوق المهجّرين واللبنانيين
• مقدمة “المنار”
على كثيرٍ من المفترقاتِ يقِفُ اللبناني، تتجاذبُهُ حِبالُ الاَزَماتِ المتشعبةِ والمتشابكةِ، ليكونَ الرهانُ على ثباتِهِ وتحمُلِهِ ووعيهِ منعاً للاسوأ..
هكذا اصبحَ المشهدُ، مع ازديادِ وَطأَةِ فايروس كورونا، الذي اَلحَقَ الاداراتِ الرسميةَ اليومَ بالاجراءاتِ الوِقائية، وعَزَلَ مزيداً من الحالاتِ في منازِلِها، ورفعَ التدابيرَ الى درجةٍ اعلى.
على المفترقِ المقابِل، يكمُنُ استحقاقُ اليوروبوند، وَسَطَ تزاحُمِ الضغوطِ من جهةِ المتربصينَ بالدولةِ دَفعَت او لم تَدفَع خلالَ الشهرِ الجاري، وهم كُثر، وبعضُهُم امعنَ في مقايضةِ اَمنِ لبنانَ النقديِ والماليِ بحفنةٍ من المكتَسباتِ الخاصة عبرَ تِجارةِ السنداتِ بعدَما هَرَّبَ الملياراتِ في ذِورةِ ازمةِ الاشهرِ السابقة..
في التدابيرِ القضائيةِ المواكِبَة، اَربعةَ عَشَرَ مَصرِفا وعلى راسِهِم جمعيةُ المصارف ادلَوا بدَلوِهِم في قضيةِ الاموالِ المهربة والاجراءاتِ الماليةِ التعسفيةِ على المودعينَ امامَ المدَّعي العامِّ المالي القاضي علي ابراهيم .. الخطوةُ تَرفَعُ رصيدَ القضاءِ والحكومةِ معاً، مع أنَ النتائجَ في خواتيمِها، فهل تُسْتَعَادُ الملياراتُ وتَجري المحاسبةُ على سِكَّتِها؟
الى خُطوةِ القضاءِ، تدبيرانِ آخرَانِ للحكومة: حمايةُ السُكِّرِ الوطنيِ بِفَرضِ ضريبةِ سبعةْ في المئة على السُكَّرِ المستورَد، وتأمينُ مئةِ مليونِ دُورلارٍ بمسعىً من وِزارةِ الصِناعة لتغطيةِ نفقاتِ الموادِّ الاوليةِ الصناعيةِ المستورَدَة… وعليهِ، فان الحكومة تسعى بما تُوَفَّرَ لها من امكاناتٍ رغمَ التحديات، ورغمَ كثافةِ الهَجَماتِ التي تُشوِشُ على محاولاتِ التواصلِ الخارجي للبنان، وتُحَضِرُ الساحةَ لاستباحتهِ من بواباتٍ مختلفةٍ استغلالاً لاوجاعِ المواطن..
في سوريا، شَكَلَت استعادةُ السيادةِ السورية على مدينةِ سراقب في ادلب بوابةً للمعادلاتِ الجديدةِ التي يَفرِضُها الجيشُ السوريُ وحلفاؤهُ بوجهِ الامعانِ التركي بدعمِ الجماعاتِ المسلحةِ وادارةِ علمياتِها ميدانيا. وعشيةَ لقائِهِ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن في موسكو في الخامِسِ من الجاري، قال الرئيسُ التركي رجب طيب اردوغان اِنَهُ سيبحَثُ معَ المسؤولينَ الروسِ عمَّا سماه وقفاً لاطلاقِ النارِ في ادلب .. فهل وعىَ الخطرَ فبدأَ بالاستماعِ إلى النصيحة؟