بتول فواز- خاص ليبانون تايمز
بدّلت الأزمة الإقتصادية مشهد الرياضة في لبنان، لم يقتصر هذا التغيير فقط على كرتي القدم والسلّة، بل تعلّقت الأنشطة الرياضية كافة، لمختلف الفئات.
كرة السلّة اليوم تعيش حالة خانقة في ظل إستحقاق المنتخب الوطني الساعة التاسعة من مساء اليوم، بمواجهة منتخب العراق، ضمن النافذة الأولى من التصفيات المؤهّلة إلى بطولة آسيا 2021، على أن يستقبل منتخب البحرين يوم الإثنين المقبل في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
إختبارٌ يتّسم بالسهولة لمنتخب الأرز، الذي أحرز منذ أسبوع بطولة الملك عبدالله في الأردن، بفارقٍ فني بسيط، أسبابه معروفة، فقد حقّق 4 انتصارات مستحقّة على كل من البحرين (72 ـ 64) وسوريا (87 ـ 75) والعراق (97 ـ 79) وفي النهائي على المنتخب الأردني (71 ـ 68).
اليوم يستهّل المنتخب مشواره الآسيوي، بأجواء متوترة في أروقة الأندية كافة، خلافات لم تعُد بين الإتحاد والأندية، بل بين الاتحاد واللاعبين من جهة، وبين اللاعبين وأنديتهم من جهة ثانية.
اللاعبون يلقون اللوم على الاتحاد، وباتوا يستخدمون طرقاً قد تودي بكل “مُحرّض” للايقاف مدى الحياة، آخرها، حثّ بعضهم البعض على مقاطعة تمارين المنتخب، كل ذلك يندرج تحت وسائل الضغط لاعادة تحريك عجلة البطولة في أسرع وقت ممكن.
مسؤول رفيع في إتحاد اللعبة، إعتبر أن خلاف اللاعبين الأساس هو مع إدارة الأندية فيما خص العقود الموقّعة معهم، فالاتحاد أزال عن كاهله ذنب إيقاف اللعبة، وإنتظر ردّاً من الاندية وفق فترة معينة إنتهت في الرابع عشر من الحالي، 4 أندية فقط ردّت إيجاباً: الشانفيل، بيروت، هوبس وانيبال زحلة، ففريق ديك المحدي وبيروت الذي يحمل اسم العاصمة أكدا استعدادهما للمشاركة من دون شروط، مقابل وضع شروطٍ من قبل الفريقين الآخرين حيال مشاركتهما، ما يعني “استحالة” لإطلاق البطولة من جديد.
في السياق، إعتبر الصحافي الرياضي رياض الترك، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أن المشكلة التي تطال القطاع الرياضي بشتى نشاطاته، هي مادية بالدرجة الأولى، فالاتحادات تركت للأندية حرية الإختيار بالصيغة الأقل ضرراً لهم، لاستئناف نشاطاتهم، لافتاً إلى أن النادي الذي يعتمد على تمويل غير فائض، لجأ إلى شروط معيّنة للمشاركة، أو عدمها.
وفيما خص التحريض الذي طال لاعبي المنتخب بمقاطعة التمارين، أضاف الترك: من حقهم الإعتراض، ومن حقهم مزاولة نشاطهم الذي هو مصدر رزقهم، فالاتحاد مُدرك تماماً الأوضاع المادية الخانقة التي يعيشها كل شخص منهم، مستبعداً إنزال العقوبات بحقهم، والتي تقضي بالايقاف لعدة سنوات أو مدى الحياة.
ورجّح بعدم قدرة الاتحاد على إطلاق البطولة من جديد، فالأموال مُحتجزة في المصارف، وبالتالي ذلك يصطدم بأي فكرة تجول في أذهان المعنيين، قائلاً: إطلاق البطولة في شهر آذار سيكون صعبا، الأندية خسرت خدمات العديد من اللاعبين الأجانب، من الممكن إقامة بطولات ودية إلى حدٍ ما، بالتوافق مع الأندية، أو الإعتماد فقط على بطولة كأس لبنان، فعودة النشاط في فترة تشارف على نهاية موسم رياضي (في وضعه الطبيعي) أمر مُستبعد.
وتابع: جهود المنتخب الوطني دائماً “مُبشّرة بالخير”، يعكس ذلك النتائج التي تعود في جعبتهم من أي إستحقاقٍ كان، المشكلة تكمن في تعذّر التمرينات كما يجب، لعدم القدرة على الاحتكاك بفرق ذات مستويات فنية متفاوتة، وحال المنتخب العراقي مشابه للبناني، فأي إستحقاق خالٍ من مباريات الدوري، التحضير الجيد، سيؤثر تلقائياً على المستوى الفني للفريق، مع إحتمالية الخسارة له.
وأكد الترك أن الأمور محسومة لإقامة دوري للعام 2020-2021، مع صيغة جديدة تشمل إجراءات معيّنة، من تمرينات، إقامة معسكرات، وذلك بمثابة تعويض عمّا خسرته الرياضة بسبب الأوضاع الراهنة، نحن أمام تصفيات آسيوية وعالمية، على اللاعب أن يوفّق بين “وضع بلد” و”لباس منتخب”.
مُتنفّس الشعب اللبناني، بات في قبضة الإقتصاد، صورة كرة السلّة ستختلف بخضّم الأوضاع الحالية، دوري مُعلّق، رواتب مُحتجزة، فرار اللاعبين الأجانب، اللعبة تسير نحو أفقٍ مجهول، تحتاج إلى معايير إستثنائية، لتكسب رونقها من جديد.