خلود شحادة- ليبانون تايمز
لم يمرّ شهر كانون الثاني مرور الكرام، فقد حفل الشهر الأول من السنة بالأحداث محلياً وعالمياً حتى شعر اللبنانيون بثقل أيامه.
أطفأ الناس شمعة العام 2019 بأمنية أن تحمل لهم السنة القادمة الخير والهدوء والأمان، ليتفاجؤوا بكمّ الأحداث الساخنة التي جرت، من كوارث طبيعية وإنسانية، اغتيال لشخصيات مهمة، واتفاقيات تغير التاريخ، كلها حصلت في هذا الشهر!
استقبلت أستراليا العام الجديد وسط حالة من الطوارئ التي أعلنت قبل نهاية العام الماضي واستمرت مع بدء العام الجديد، بسبب موجة حرائق تواجهها البلاد، لتصنف بأنها الأسوء في تاريخ البلاد، مودية بحياة 29 شخصاً.
وبعد مضي ثلاثة أيام على بداية العام، استيقظ العالم على خبر اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي، بعد أن قصفت طائرة من دون طيار السيارة التي كانت تقلهما من مطار بغداد برفقة آخرين بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
بعد توعدها بالرد، أطلقت إيران، في 8 كانون الثاني، صواريخها على قاعدتين عسكريتين في العراق، بينهما قاعدة “عين الأسد” التي تضم نحو 1500 جندي أميركي، كانتقام على اغتيال سليماني ومن معه.
وفي اليوم نفسه تحطمت الطائرة الأوكرانية، والتي أدت الى وفاة 176 راكباً كانوا على متنها، ولاحقاً اعترفت ايران باسقاط الطائرة بضربة عسكرية عن طريق الخطأ.
وفي العاشر من كانون الثاني كان للبنان حصة من أحداث هذا الشهر، عندما وصل سعر الصرف الرسمي عتبة 2500 ليرة لبنانية، تبعها في اليوم الآخر فقدان لبنان حقه بالتصويت في الأمم المتحدة بسبب تأخره عن سداد مستحقاته المالية.
أبلغت السلطات الصينية، في أواخر شهر كانون الاول من العام الفائت، عن تفشي الالتهاب الرئوي غير المعروف نشأته وذلك في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية، والذي عرف فيما بعد بأنه فيروس “كورونا” إلا أن أول حادثة وفاة حصلت بسبب الفيروس كانت في 11 كانون الثاني.
ومع انتصاف الشهر، شهدت الشوارع اللبنانية اشتعال فتيل الاحتجاجات الشعبية من جديد، حيث أقدم المحتجون على تحطيم واجهات المصارف وماكينات الصرف الآلي (ATM) في شارع المصارف في الحمرا، اضافة الى محاولات لاقتحام مجلس النواب وسط بيروت، وعودة مسلسل قطع الطرقات، كل هذه الأحداث أدت الى وقوع مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، اضافة الى موجة اعتقالات “للمخلين بالأمن” و”مثيري الشغب” بحسب ما أفادت قوى الأمن الداخلي.
وفي 21 من كانون الثاني، أعلن حسان دياب ولادة الحكومة الجديدة التي كان مكلفاً بتشكيلها، وهي حكومة تكنوقراط مؤلفة من 20 وزير.
وفي 25 من كانون الثاني، اتجهت الأنظار الى تركيا، حيث أدى زلزال الى سقوط قتلى، وإصابة عدد كبير من الجرحى بسبب تحطم مبانٍ شرق البلاد.
وفي 27 من الشهر نفسه، أقر مجلس النواب اللبناني الموازنة العامة للعام 2020، بموافقة 49 نائباً.
واختتم العام باعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ما يسمى “بصفقة القرن” بمؤتمر صحفي في العاصمة الأميركية واشنطن برفقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، المتعلقة بعملية السلام بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”.
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لكانون الثاني نصيب، فقد احتلّتها النكات حول الشهر الذي مضى بعبارات مثل “كم لبثنا في هذا الشهر؟” وآخر كان يحسب بالدقيقة انقضاء آخر ساعاته، اضافة الى وسم “Happy new year” الذي تصدّر تويتر مع نهاية الشهر.
شهر جديد أتى، يتمنى الجميع أن يحمل في طياته بيارق الأمل بحكومة تنال الثقة لتنشل بلد على شفير الانهيار، وفيروس يلقى مصرعه، وعالم يبصر السلام…!