تنفصل بريطانيا، اليوم الجمعة، رسمياً وبشكل نهائي عن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة معها وتأسس بشكل نهائي عام 1992، وإن كانت أولى تحالفاته عام 1951.
ووافقت الدول الأعضاء السبع والعشرون على اتفاق الانسحاب الذي جرى التوصل إليه في أكتوبر، بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات الصعبة.
وجاءت الموافقة تحت عنوان “الإجراء المكتوب”، وهو رسائل بالبريد الإلكتروني من دول التكتل، وفق وكالة “رويترز”.
وشكل المشهد تناقضاً صارخاً مع الموقف الدرامي الذي خيم على تصويت البرلمان الأوروبي على الاتفاق التاريخي يوم الأربعاء الماضي، الذي شهد هتافات وتلويحاً بالأعلام ودموعاً على مغادرة بريطانيا للاتحاد بعد ما يقرب من نصف قرن.
وغداً السبت لن تكون بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، لكنها ستدخل مرحلة انتقالية تستمر حتى نهاية ديسمبر لمنح المواطنين والشركات وقتاً للتأقلم مع الأوضاع الجديدة.
وفي الفترة الانتقالية ستستمر بريطانيا في تطبيق قوانين الاتحاد، لكنها لن تكون ممثلة في مؤسساته.
وكان إجراء الانفصال خالياً من أي مراسم، كما هطلت أمطار غزيرة على تجمع نُظم بقلب بروكسل عاصمة الاتحاد “لتوديع” بريطانيا.
وبدأ حفل نظمته بلدية مدينة بروكسل للاحتفال بالصداقة مع بريطانيا بداية سيئة يوم الخميس، بسبب هطول الأمطار على ساحة غراند بالاس الشهيرة في بروكسل.
ويخطط البرلمان الأوروبي لوضع أحد أعلام بريطانيا لديه في متحف التاريخ الأوروبي القريب الذي يقص أهم الأحداث التي مرت بها القارة منذ العام 1789.
وفي 22 يناير 2020 صدَّق مجلس العموم البريطاني بشكل نهائي على اتفاقية خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وبحسب بريكست فإن بريطانيا ستدفع إلى الاتحاد الأوروبي 30 مليار جنيه إسترليني (37.6 مليار دولار)، وستضمن حقوق مواطني الاتحاد القاطنين في بريطانيا.
وستلتزم بريطانيا بقوانين الاتحاد الأوروبي طيلة المرحلة الانتقالية التي ستستمر حتى نهاية 2020.
وخلال المرحلة الانتقالية ستتفاوض بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاقية شاملة تنظّم طبيعة العلاقات بين الجانبين مستقبلاً.
واتخذت لندن قرار الخروج من الاتحاد بموجب استفتاء شعبي أجري في 23 يونيو 2016، وبدأت بعده مفاوضات مع بروكسل، عبر تفعيلها للمادة 50 من اتفاقية لشبونة، التي تنظم إجراءات الخروج.
وكان من المقرر أن تغادر بريطانيا رسمياً في 29 مارس 2019، لكن تم التأجيل من جراء عدم التوصل إلى اتفاق نهائي ينظم تلك العملية، إثر رفض البرلمان البريطاني.
ويشكل الاتحاد معظم دول قارة أوروبا إلا أنها ليست جميعها منضوية فيه، كسويسرا والنرويج وأوكرانيا والفاتيكان وتركيا، إلا أن لدى بعضها اتفاقيات تجارة مع دول الاتحاد.