سارة طهماز – خاص ليبانون تايمز
رفض لبنان رسميًا عبر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وكافة الجهات الوطنية والإسلامية طرح صفقة القرن. وطبعًا، لبنان سيحاول قدر الإمكان إبعاد أي تأثيرات سلبية لتداعيات هذه الصفقة إذا تمت، علمًا أن التقدير العام عند الجميع بأن هذه الصفقة ولدت ميتة كون الشعب الفلسطيني قد رفضها بالمطلق.
وفي هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي طارق إبراهيم في حديث خاص لموقع “ليبانون تايمز”، أنه “في متابعةٍ لخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق وأعلن أنه بصدد إبرام هذه الصفقة “صفقة القرن”، كما أن خطابه يأتي في سياق دعم واضح لرئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو، وأيضًا في سياق تعهداته الإنتخابية السابقة بأنه سيبرم صفقة تاريخية لصالح الكيان الإسرائيلي رغمًا عن كل الأطراف التي ستعارض، وبالتالي فإن هذا الخطاب ليس جديدا بل هو إستمرارا للوعود الترامبية للكيان الإسرائيلي”.
ورأى إبراهيم أن ” ترامب إختار هذا التوقيت لأسباب داخلية أميركية تتعلق أولاً بمواجهة مساعي الديمقراطيين لعزله، وإثارة حماسة الجمهوريين للدفاع عنه من خلال صفقة القرن التي يعتبرها مادة تحريضية ضد الديمقراطيين أولاً وإعلامية بهدف الحصول على دعم اللوبي الصهيوني والحزب الجمهوري. ومن الطبيعي أن يلجأ ترامب لمثل هذا التوقيت لأنه بات أمام خيارات صعبة وهو المعروف بموافقه المتسرعة، ربما درس هذا الخيار مع مستشاريه الذين وافقوا معه على ما تبناه في خطابه وإلى جانبه نتانياهو حيث أعلن عن صفقة العصر، قصارى القول أن ترامب يدرك ما يقول في إطار برنامج إنتخابي سياسي يجدد فيه تعهداته السابقة تجاه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية.
وردًا على سؤال عن إنعكاسات صفقة القرن على دول الشرق الأوسط، لفت إبراهيم إلى أنه “سبق وأعلن ترامب أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ووافق على ضم الجولان للكيان الإسرائيلي، ووعد نتانياهو بخطوات مستقبلية تعطي إسرائيل الحق في ضم ما تريد من الأراضي العربية على غرار غور الأردن. كل هذه الخطوات لترامب لم يتم مواجهتها بشكل صارم عربيًا وإسلاميًا لأكثر من سبب، أن ترامب أعلن مراراً وتكراراً أن هناك دولاً عربية ستدعم صفقة العصر، وأن حضور كل من الإمارات والبحرين وعُمان لمؤتمر ترامب يؤكد أن المشهد العربي اليوم غير قادر على مواجهة هذه الصفقة رسميا، لكن يبقى الأمر متعلق بالشعوب العربية التي بغالبيتها ترفض هذه الصفقة وتدعم الشعب الفلسطيني بكل خياراته.
وأكد إبراهيم أن “أميركا بحاجة إلى دعم سياسي معنوي في حال قررت المضي في مشروع صفقة العصر. وطبعًا، قال مرارا ترامب أن هناك دولا عربية ستمول هذه الصفقة بحدود الـ 50 مليار دولار وقد يكون هذا جزءا من الحملات الإعلامية الترويجية أما الرأي العام الأميركي للقول بأن أميركا لن تدفع سنتًا واحدًا بل الاَخرين، مما يطمئن الداخل الأميركي بأنه لن يتكفل بهذا النوع من الدعم في الوقت الذي يعمل ترامب على حَلِب الدول الخليجية ماليًا لوفير العمل لعشرات الاَلاف من الأميركيين”.
وختم القول أن “لا أحد يقدّر المسارات النهائية لمدى نجاح أو فشل هذه الصفقة لكن ما هو مؤكد أن مفتاح الفشل والنجاح يرتبط مباشرة بالموقف الفلسطيني، هذا الموقف الذي يوجب وحدة القرار الفلسطيني وبرنامج للمواجهة الشاملة فلسطينيًا ودعم عربي وإسلامي لهذه المواجهة”.