من الصعب التمييز بين النصيحة الغذائية الجيّدة والسيّئة، خصوصاً عند تضارب الحجج على الانترنت أو حتى اختلاف الآراء بين الخبراء. ولكن إذا كنتم تريدون تغيير نظامكم الغذائي لتحسين نوعية الأكل، وعيش حياة صحّية أكثر، والشعور بسعادة أكبر، عليكم التأكّد من اتّخاذ الخطوات الصحيحة لبلوغ أهدافكم.
لكي تتمكنوا من معرفة أي توصيات غذائية عليكم رفضها وما المطلوب منكم في المقابل، إنتبهوا جيداً إلى هذه الأخطاء الغذائية الشائعة التي سلّطت الضوء عليها اختصاصية التغذية صوفيا نورتن، من كاليفورنيا:
أكثروا الألياف لتنعموا بفوائد إضافية
لا شكّ في أنّ الألياف، الموجودة في البقوليات والحبوب الكاملة والخضار والفاكهة بقشرتها، ممتازة لكم بما أنها تضمن انتظام حركة الأمعاء وتؤمّن الشبع لوقت أطول. غير أنكم غير مُجبرين على استهلاك أكبر جرعة ممكنة منها يومياً لأنّ ذلك سيضرّكم حتماً!
تناولوا المزيد من الألياف هي نصيحة شائعة لأنّ غالبية الدراسات أظهرت أنّ معظم الأشخاص لا يحصلون على جرعة كافية من هذه المادة الأساسية للأمعاء، والأيض، وصحّة القلب والأوعية الدموية. لكنّ الواقع أنّ المبالغة في الألياف تسبب انعكاسات سلبية تشمل النفخة، والغازات، والإسهال، والإمساك وحتى انسداد الأمعاء. إستناداً إلى المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين، يجب على النساء تناول 25 إلى 28 غ من الألياف في اليوم، على أن تتراوح الكمية بين 28 إلى 33 غ للرجال.
خفّضوا تناول الدهون منعاً لتراكمها
الدهون لم تعد العدوّة كما كانت سابقاً! فقد ثبُت أنه من المفيد جداً استهلاك ما يكفي من الأنواع الجيّدة المتوافرة في المصادر غير المشبّعة والأوميغا 3 خصوصاً، بالإضافة إلى كمية معتدلة من الدهون المشبّعة للتمكّن من خسارة الوزن والحفاظ على وظيفة جسدية صحّية.
بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتّبعون الحمية الأميركية، فإنّ تخفيف الدهون المستهلكة يساعدهم على التحكّم في مجموع الكالوري، وبلوغ مستويات كولسترول طبيعية، وتحسين صحّة الأيض بشكل ملحوظ. لكنّ الذهاب إلى أقصى الحدود مع الأكل المنخفض الدهون قد يؤدي إلى الإفراط في الكربوهيدرات والتعرّض لنقص في المغذيات. لذلك لا بدّ من استهلاك جرعة معتدلة منها لتوفير الشبع خلال اليوم، والحفاظ على الصحّة.
قلّلوا الكربوهيدرات
الحميات المنخفضة الكربوهيدرات قد تكون جيدة لبعض الأشخاص، ولكنّ ذلك لا يعني أنها تناسب الجميع. لذلك، فإنّ بعض الخبراء يريدون التوقف عن اعتبار الكربوهيدرات سيّئة، خصوصاً أنّ استهلاك بعضها باعتدال يزوّد الجسم بمغذيات مفيدة له. الأمر إذاً يرتبط تحديداً بنوع الكربوهيدرات المستهلك وكميته.
المطلوب منكم تفادي الكربوهيدرات البسيطة قدر المستطاع، مثل الكوكيز، والصودا، والسكاكر… بما أنها تُهضم سريعاً وترفع مستويات السكر في الدم تلقائياً. وفي المقابل، عليكم إيلاء أهمّية للكربوهيدرات المعقدة، مثل الحبوب الكاملة، والخضار النشوية، والبازلاء بما أنها غنيّة بالألياف والمغذيات التي تساعد على خسارة الوزن.
لا تأكلوا في وقت متأخر جداً
ليس المطلوب منكم التوقف عن الأكل عند الساعة 6 مساءً لخسارة الوزن أو عيش حياة صحّية. الأمر مرتبط تحديداً بمجموع السعرات الحرارية. وفي حين أنّ حرق الكالوري ليلاً ينخفض، لكن بلا شك يمكنكم الحصول على سناك قبل الخلود إلى الفراش من دون أن يسبب لكم زيادة الوزن عند النوم في وقت أبكر.
يجب التوقف عن تصديق أنّ بعض الأطعمة يتحوّل إلى دهون بعد مرور ساعة معيّنة من اليوم. فإذا كنتم تشعرون فعلاً بالجوع، عليكم تناول الطعام. بالتأكيد يجب عدم التوجّه نحو المأكولات المصنّعة والغنية بالكالوري، إنما اختيار الأنواع الصحّية التي تشمل اللبن، أو جبنة القريش، أو زبدة المكسرات على شريحة توست، أو بعض الأفوكا المهروس على كراكرز مصنوع من القمح الكامل.
الرياضة تسمح لكم بتناول ما تريدون
الانخراط في صفوف رفع الأثقال يساعدكم على بناء العضلات ومكافحة الدهون، ولكن لا يمكن في المقابل غضّ النظر عن الغذاء بما أنّ الرياضة لن تحافظ وحدها على صحّتكم. ما تأكلونه يستطيع حماية قلوبكم ويساعدكم على التحكم في الوزن، أو أنه قد يُضيف كالوريهات وسكريات مفرطة تعطّل كل المكاسب التي تجنوها من الرياضة. نوعية الأكل مهمّة دائماً، ويجب دعم التمارين بالمأكولات الصحّية التي تشمل البروتينات المنزوعة الدهون، والحبوب الكاملة، والدهون الصحّية، وإبقاء جرعة السكريات المُضافة منخفضة.