يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسيدة فرنسية تتحدّث منفعلة في أحد الشوارع، وقد تُرجمت أقوالها إلى اللغة العربية في أسفل الفيديو على أنها توبّخ المتظاهرين وتطلب منهم ألا يفعلوا ببلدهم ما فعله العرب بأوطانهم. لكن الادعاء كاذب والترجمة خطأ ولا تتطابق مع أقوال السيدة التي كانت في الحقيقة تصرخ بوجه الشرطة غضباً من قمع المحتجين.
تظهر في مقطع الفيديو سيدة ثائرة تصرخ متأثرة في الشارع فتخلع سترتها وتجثو على ركبتيها، وقد طغت على صراخها موسيقى عالية تمنع سامِعها من فهم ما تقوله بوضوح.
جرى البحث عن المقطع بالضغط على خانة الفيديو في محرك غوغل وباستخدام كلمات مفتاحية باللغة الفرنسية مثل “désespoir d’une femme” ،”cri d’une femme gilet jaune” (صرخة سيّدة من السترات الصفراء، يأس سيّدة من السترات الصفراء).
إثر ذلك وقع فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس على رابطين أحدهما من موقع تويتر والثاني من يوتيوب وكلاهما بتاريخ الثالث من كانون الأول 2018 أي قبل أيام قليلة من انتشاره مع الترجمة الخطأ على فيسبوك.
وتظهر في المقطعين السيدة عينها وهي تصرخ باللغة الفرنسية ولا علاقة لما تقوله بالترجمة التي ظهرت على المقطع المتداول على صفحات فيسبوك.
وتقول السيدة في الفيديو الأصلي (مع حذف الكلمات النابية): “لسنا مسلّحين حتى، انظروا ما الذي تفعلونه بنا، يجب أن تخجلوا من أنفسكم، ما تقومون به مخجل، سقط جرحى، لسنا مسلّحين، لا نحمل أسلحة، لماذا تفعلون هذا بنا، لسنا مسلحين، انضموا إلى صفوفنا، ابكوا معنا، لماذا؟ لماذا تتسببون بسقوط الجرحى؟ سقط قتلى! اخجلوا، لديكم أطفال و زوجات وأزواج وإخوة، لا نحمل الكره، انظروا، لا نحمل شيئا، لا نشعر حتى بالكره تجاهكم، نطالبكم بالانضمام إلينا من أجل الشعب! من أجل فرنسا، الشعب الفرنسي، أنتم الشعب، أنتم مثلنا أنتم أخوتنا وأخواتنا”.
وتستدير المرأة متوجهة إلى الأشخاص الذين يصورونها قائلة: “لا تفعلوا ذلك، لا تفعلوا ذلك…!”