قال كاتب إسرائيلي إن “قمة البحرين الاقتصادية تأتي استكمالا للضغوط الاقتصادية والمالية التي تنفذها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفلسطينيين، من أجل إجبارهم على القبول بالخطوات أحادية الجانب التي يفرضها عليهم لصالح إسرائيل، لكن أي وعود بتقديم المال للفلسطينيين لن تقنعهم بالتنازل عن تطلعاتهم لإقامة دولة مستقلة على حدود 1967”.
وأضاف عكيفا ألدار، في مقاله بموقع “يسرائيل بلاس” العبري، أنه “يصعب معرفة من الذي يقف بدقة خلف فكرة مؤتمر البحرين الاقتصادي الساعي لتحقيق سلام مزدهر، هل هي النظرة الدونية للفلسطينيين، وعدم فهمهم بصورة كافية، والاستهتار بهم وبالعرب عموما؟ أما أنها خطوة جديدة منسقة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لكسب مزيد من الوقت في مواجهة الرئيس الفلسطيني محمود عباس؟ وهل سيكون المؤتمر أمام مشهد جديد من استعراض القوة في الشرق الأوسط؟”.
وأكد ألدار، الكاتب المخضرم، والرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، أن “مؤتمر البحرين الاقتصادي يأتي بعد أن نفذت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية ومالية على الفلسطينيين خلال العامين الأخيرين، سواء باتجاه السلطة الفلسطينية أو الأونروا، والمس بنشاطات المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية، ما دفع دعاة السلام الإسرائيليين، والعاملين في منظمة بذور السلام، للتنديد بها”.
ونقل الكاتب، المصنف ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، عن “أهارون ميلر الذي عمل سنوات طويلة في طواقم المفاوضات الأمريكية لمحادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وصفه لإجراءات ترامب ضد الفلسطينيين بأنها قاسية وغبية وضارة؛ لأنها لجأت لاستخدام الأموال للضغط على الفلسطينيين، وكذلك الحال مع الحكومات الإسرائيلية التي لجأت لاستقطاع أموال الضرائب المخصصة للسلطة الفلسطينية”.
وأوضح ألدار، مؤلف كتاب “المستوطنون ودولة إسرائيل”، الذي حاز على مبيعات فائقة، وتمت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والعربية، أنه “بعد مرور ربع قرن على توقيع اتفاق أوسلو، آن للولايات المتحدة أن تدرك أن العقوبات الاقتصادية لن تجبر الفلسطينيين على التنازل عن تطلعاتهم السياسية، وعلى رأسها الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والسيادة على الحرم الشريف”.
وأشار إلى أن “قمة البحرين 2019 شبيهة بقمة الدوحة 1997، خلال الولاية الأولى لنتنياهو في رئاسة الحكومة، ما يجعلنا نتوقع أن من سيحضر اليوم هم كبار الطهاة اللازمين لتقديم واجب الضيافة للحضور القليلين، ولعل أحداث قمة الدوحة جعلت نتنياهو لا يسارع للترحيب بقمة البحرين، فنتائج القمة السابقة أعلنت أن أي اتفاق سلام يجب أن يستند على مبدأ الأرض مقابل السلام وفق قرارات 242 و338 لمجلس الأمن الدولي”.
دبلوماسي إسرائيلي شارك في قمة الدوحة ذكر للكاتب أن “الوفد الإسرائيلي شعر خلالها بالعزلة الكبيرة، واليوم يمكن توقع من سيحضر قمة البحرين من الزعماء العرب، وحينها سيتضح ما إذا كان نتنياهو سيبدأ بتشغيل محركات طائرته للسفر إلى العاصمة البحرينية المنامة، لأنه لا يتوقع أن يقول لا للرئيس ترامب، وهو الذي وصفه بالصديق الأوفى لإسرائيل في البيت الأبيض”.