كشفت مصادر مغربية مطلعة اليوم الجمعة النقاب عن أن الرباط استجابت لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد قمة عربية غير عادية، مقررة نهاية الشهر الجاري بمكة المكرمة.
ونقل موقع “المغرب360” الإخباري، عن مصادر شبه رسمية، قولها: “إن المملكة قد انحازت دائما، وحيثما كان ذلك ممكنا، إلى الدول العربية التي تسعى لعقد قمة جامعة الدول العربية”.
وأضاف: “المغرب معروف بخبرته في مجال الوساطة والمساعي الحميدة ولن يدخر جهدا في الدفاع عن العرب والفلسطينيين والمسلمين”.
وأكد المصدر نفسه أن المغرب سيحضر، أيضا، قمة منظمة التعاون الإسلامي، المقرر عقدها بمكة في فاتح حزيران (يونيو) المقبل.
ولم يذكر المصدر المزيد من المعلومات بخصوص مستوى مشاركة المغرب في كل من قمة الجامعة العربية وقمة منظمة التعاون الإسلامي.
واعتبر أستاذ القانون الدولي والخبير بالعلاقات الدولية المغربي تاج الدين الحسيني في حديث مع “عربي21″، “قرار مشاركة المغرب في القمتين العربية والخليجية ثم الإسلامية، يأتي في سياق التطور الإيجابي الذي عرفه العلاقات المغربية ـ السعودية في الآونة الأخيرة”.
وأشار الحسيني إلى أن “المغرب كان زاهدا في المشاركة في القمم العربية بسبب قناعته بعدم وجود جدية في تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة”.
وقال: “أعتقد أن الأمر بالنسبة لاجتماع مكة يكتسي طابعا استعجاليا لمواجهة ظروف استثنائية، وقرار المغرب بالمشاركة في هذا الاجتماع يعني أن الرباط قررت الانضمام إلى الصف العربي في دعم حوار مفتوح حول القضايا الرئيسية التي تهدد أمن المنطقة، وعلى رأسها التهديد الإيراني للمنطقة العربية عامة، والخليجية بصفة خاصة”.
وجوابا على سؤال يتعلق بمستوى التمثيل المغربي في اجتماع الرياض، وما إذا كان الملك محمد السادس سيحضر الاجتماع شخصيا، قال الحسيني: “مسألة الحضور الشخصي للملك محمد السادس مرتبطة بعدة أمور، تتصل بأجندة الملك والتزاماته، وأيضا بطبيعة القرارات المرتقب صدورها عن الاجتماع، وفي كل الأحوال فإن الشخص الذي سيحضر عن المغرب، سيكون شخصا له الصلاحيات السيادية”، على حد تعبيره.
وكانت المملكة العربية السعودية قد دعت، يوم السبت 18 أيار (مايو) الجاري، إلى عقد مؤتمرات قمة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وذلك على خلفية الهجمات التي تعرضت لها بواخر في موانئ إماراتية وبعض المواقع السعودية بطائرات الحوثي بدون طيار.
وتأتي هذه القمم أسابيع قليلة قبل ورشة عمل اقتصادية تستضيفها العاصمة البحرينية المنامة بالشراكة مع واشنطن، تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار” يومَي 25 و26 حزيران (يونيو) المقبل.
وتستهدف الورشة جذب استثمارات إلى المنطقة بالتزامن مع تحقيق السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وذلك في أول فعالية أمريكية ضمن خطة “صفقة القرن”.
وتعيش العلاقات المغربية ـ السعودية فتورا منذ عدة سنوات بسبب تباين بين البلدين حول عدد من الملفات، أبرزها الموقف مما يجري في اليمن، وأيضا بسبب موقف الحياد الإيجابي الذي اتخذته الرباط إزاء الأزمة الخليجية، وازدادت حدة التوتر بعد إذاعة قناة “العربية” المقربة من السعودية تقريرا فُهم على أساس أنه مس بالقضية الوطنية المغربية المتعلقة بالصحراء.