تناولت دراسة جديدة، الفرق في الأداء بين النساء والرجال في الامتحانات تحت ظروف محددة، لتحديد أيهم الأفضل من جانب علمي.
ودرس الباحثون بحسب موقع “ميرور” البريطاني، نتائج امتحانات الرجال والنساء تحت ظرف درجات الحرارة بانخفاضها أو ارتفاعها في الغرفة التي يؤدون الاختبارات فيها.
ووفق بحث لجامعة “مارشال للأعمال” في أمريكا، فإن أداء المرأة في الرياضيات والاختبارات اللفظية يكون أفضل في غرف ذات درجات حرارة أعلى، في حين أن أداء الرجل في الاختبارات ذاتها يكون أفضل في درجات الحرارة المنخفضة.
وتوصلت كذلك إلى أن علامات الرجال تنخفض عندما يتم التحكم في درجة الحرارة.
وقال مؤلف مشارك في الدراسة، يدعى دكتور توم تشانج: “على الرغم من أن العديد من الدراسات الاستقصائية أظهرت أن النساء يفضلن درجات حرارة أعلى في الأماكن المغلقة عن الرجال، إلا أن أي بحث تجريبي يدرس تأثير درجة الحرارة على الأداء الإدراكي لم يأخذ في الاعتبار الفروق بين الجنسين في الحسبان”.
ولمعرفة الفرق في تأثير درجة الحرارة على أداء الرجل والمرأة، قام الباحثون بعمل 24 مجموعة من 23 إلى 25 طالبا، وقاموا بإجراء اختبارات المنطق والرياضيات واللفظ في غرفة باردة أو دافئة، ما بين درجة حرارة 16.19 -32.57 درجة مئوية.
وكان ما يزيد قليلا على أربعة من كل عشرة من المشاركون الذين يتلقون مكافآت نقدية بناء على عدد الأسئلة التي تمت الإجابة عليها بشكل صحيح، من النساء أي ما نسبته 41 في المئة.
ووجد فريق البحث أن الطالبات كان أداؤهن بشكل عام أفضل في اختبارات الرياضيات والاختبارات اللفظية عندما كانت درجة حرارة الغرفة دافئة أكثر، حيث قمن بتقديم المزيد من الإجابات الصحيحة.
ولكن أداء الطلاب الذكور كان بشكل عام أفضل في الاختبارات ذاتها عند درجات حرارة منخفضة.
في المقابل، قدم الذكور ردودا أقل، بالإضافة إلى عدد أقل من الإجابات الصحيحة، حينما كانوا في الطرف الأكثر دفئا لنطاق درجة الحرارة.
وكان الأداء المحسن للمرأة استجابة لارتفاع درجات الحرارة أكبر وأكثر دقة ومقدرة من الانخفاض المقابل في أداء الذكور.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، أغني كاجاكيت: “إن المشاركين كانوا مجموعة متجانسة نسبيا من طلاب الجامعات الألمانية، بالتالي قد تختلف آثار درجة الحرارة بالنسبة لمجموعات سكانية أخرى”.
لكن الباحثين اقترحوا أن درجة الحرارة المحيطة قد تؤثر أكثر من مجرد الراحة، مشيرين إلى أنه من الممكن أن “التغيرات العادية في درجة حرارة الغرفة يمكن أن تؤثر على الأداء المعرفي بشكل كبير، ويختلف هذا التأثير بين الرجال والنساء”.
وفي وقت سابق من العام الماضي، قال باحثون من الولايات المتحدة إن درجات الحرارة المرتفعة في غرف النوم تُصعب قدرة الناس على التفكير، وخلص أطباء من كلية هارفارد للصحة العامة إلى هذه النتيجة بعد دراسة سرعة ردود فعل الطلاب صباحا أثناء إحدى موجات الحر في مدينة بوسطن.
حيث قارن الأطباء المتخصصون في طب البيئة وعلى مدى 12 يوما القدرات الإدراكية لـ 44 طالبا أثناء موجة الحر وبعدها، وتبين للباحثين أن وقت رد الفعل لدى الطلاب الذين يعيشون بدون تكييف ارتفع بشكل واضح أثناء موجة الحر التي استمرت خمسة أيام، التي أعقبت درجات حرارة صيفية عادية لمدة خمسة أيام أيضا.
وكانوا جميعهم يحتاجون وقتا أطول بنحو 13 في المئة لإعطاء إجابات خلال اختبار الكلمات، مقارنة بالوقت الذي يحتاجه أقرانهم الذين قضوا ليلتهم في جو ألطف. وبنسبة مشابهة أيضا انخفضت الدرجات التي أحرزها هؤلاء الطلاب لحل المسائل الحسابية.