خاص ليبانون تايمز- بتول فواز
2019، “عام الإثارة” بالنسبة للفيفا، ازدحمت انجازات الأندية والمنتخبات، مع تسجيل حضور نسائي في شتى النجاحات، إنجاز أميركي بكأس العالم للسيدات، أوكرانيا تتألق بكأس العالم تحت 20 سنة، البرازيل تتفوّق مجدداً بكأس العالم تحت 17 سنة، ليفربول يدخل التاريخ فى الدوحة، العهد اللبناني يحصد أولى ألقاب بلاده القارية، وتصدُّر لبنان مجموعته في بطولة غرب آسيا الثانية للشابات دون 18 عاماً بكرة القدم، والتي تُستكمل غداً بلقاء مع المنتخب العراقي.
انتهت سنة 2019 بتوقف الأنشطة الرياضية اللبنانية خصوصاً في الألعاب الجماعية، اعتباراً من 17 تشرين الاول الماضي، منذ اندلاع حركة احتجاج غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
مباراتان خرقتا تعليق النشاط الرياضي الرسمي، أجريتا خلف أبواب موصدة في وجه الجمهور في مدينة كميل شمعون الرياضية، جمعتا منتخب الأرز بالكوريتين الجنوبية والشمالية على التوالي، في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا في الصين 2023.
شبه إلغاء موسم في الكرة الطائرة، في حين تتأرجح الأمور بين الاختصار أو الإلغاء في كرة القدم التي يسود على مصيرها ضبابية، جرّاء المشهد السياسي الذي يراوح مكانه، ونسبة قبول القوى الأمنية المنهكة بتأمين ساحات التظاهر وحماية التنقل، بتأمين المباريات.
أما الشيء الأهم الذي يهدد موسم 2020 الرياضي الرسمي في الألعاب الجماعية، فهو الشق المالي، في ضوء الإجراءات القاسية التي فرضتها المصارف على سحوبات العملة المحلية، وتقييد الحصول على العملات الأجنبية وفي طليعتها الدولار الأميركي الذي ارتفع سعر صرفه في السوق السوداء بنسبة 30%، فضلاً عن تعليق النقل التلفزيوني لهذه الألعاب وغياب الرعاة التجاريين.
شهدت 2019 احتفاظ نادي العهد بلقب بطولة لبنان لكرة القدم للموسم الثالث تواليا وللمرة السابعة في تاريخه، إضافة الى انتزاعه لقبا غير مسبوق للكرة اللبنانية بإحرازه مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على حساب فريق 25 أبريل الكوري الشمالي، بفوزه عليه 1 – 0 في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
العهد جمع الثنائية اللبنانية (الدوري والكأس) للموسم الثاني توالياً، في حين جدد النجمة صفوفه تحضيراً لموسم 2020 بضم لاعبين أجانب سوبر، وتخلى عن مهاجمه حسن معتوق لمصلحة الانصار الذي صرف أموالا في سوق الانتقالات لتعزيز صفوفه ورقمه القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة لبنان البالغ 13 لقباً.
في كرة السلة، استعاد النادي الرياضي بيروت بريقه وجمع الثنائية، التي كانت في عهدة هومنتمن بيروت في 2018، وخاض الرياضي تنافساً شرساً مع الشانفيل وبيروت فيرست كلوب الوصيف، إلا ان كرة السلة شكت من غياب رعاية إحدى شركتي الخليوي لغالبية فرقها واتحادها قبل الأزمة المطلبية – السياسية، وهي التي عمدت في الموسم المنتهي الى بث مبارياتها عبر تطبيق مدفوع لحساب إحدى شركتي الخليوي.
في الكرة الطائرة، واصل نادي سبيدبول شكا سيطرته بلقب ثالث تواليا، وأعد العدة لتنافس خارجي هذا الموسم، فضلاً عن التحضير لتشييد مجمع رياضي خاص به في بلدة شكا الساحلية البترونية، يضم قاعة تتسع لخمسة آلاف متفرج بدعم من المجلس البلدي للمدينة التي تضم معامل إسمنت.
عربياً، برزت مجموعة من اللاعبين على الساحة العربية، كما تألقت عدة منتخبات وأندية عربية في مختلف المسابقات القارية لكرة القدم، أبرزها:
• منتخب الجزائر يفوز بلقب كأس أمم إفريقيا
• منتخب قطر يتوج بطلا لكأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخه
• منتخب مصر الأولمبي ينال كأس إفريقيا تحت 23 عاما ويتأهل لأولمبياد طوكيو 2020
• الترجي التونسي يحصد لقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الوداد المغربي
• الهلال السعودي ينال لقب دوري أبطال آسيا
• الزمالك المصري يفوز بكأس الاتحادي الإفريقي
• العهد اللبناني يتوج بكأس الاتحاد الآسيوي
• اختيار القطري أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا.
• دخول المصري محمد صلاح قائمة أفضل خمسة لاعبين في العالم
• اختيار الجزائري رياض محرز ضمن أفضل عشرة لاعبين في العالم.
ولا يمكن أن ننسى بصمات اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، الحدث الأبرز كان حصول النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على الكرة الذهبية السادسة في مسيرته، وهو الإنجاز الذي لم يحققه أي لاعب حتى الآن، حيث يمتلك غريمه التقليدي ونجم يوفنتوس الإيطالي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، 5 كرات.
كما حافظ النجم المصري محمد صلاح على التواجد العربي في قائمة الإنجازات بعد أن بات الأول الذي يتوج بلقب الأفضل في مونديال الأندية بعد أن قاد فريقه ليفربول الإنجليزي للتتويج باللقب الأول في تاريخه.
جاء هذا اللقب “الشرفي” ليتوج موسم النجم المصري مع “الريدز” بعد الفوز بلقب دوري الأبطال السادس في تاريخه بعد غياب 14 عاماً، بالإضافة لكأس السوبر الأوروبي، وتصدر “البريميير ليغ” حتى الآن.
رغم التجربة الصعبة التي مر بها الحارس الإسباني الأسطوري إيكر كاسياس مع ناديه بورتو البرتغالي بتعرضه لأزمة قلبية خلال مران الفريق في أيار الماضي وابتعاده عن المستطيل الأخضر، إلا أن هذا لم يمنع صاحب الـ38 عاماً من مواصلة تسطير اسمه ضمن أساطير اللعبة بعد أن جلس منفرداً على عرش اللاعبين الأكثر ظهوراً في دوري الأبطال برصيد 181 مباراة.
أما ثالث الأرقام التي خطفت الأنظار في 2019 فكان من نصيب موهبة برشلونة الإسباني الواعدة، أنسو فاتي، الذي دخل تاريخ دوري أبطال أوروبا، في أول مواسمه مع الفريق الأول، بعد أن بات اللاعب الأصغر الذي يسجل هدفاً عن عمر 17 عاماً و40 يوماً.
ومع ذكر الأرقام القياسية، لا يمكن إغفال اسم قائد ريال مدريد، سرجيو راموس، الذي دخل موسوعة (جينيس للأرقام القياسية) في 2019 بعد أن أصبح أكثر لاعب تحقيقاً للانتصارات مع منتخب بلاده بعد أن وصل إلى 122 مباراة، وكان في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية (يورو 2020) أمام السويد.
العديد من البصمات الفردية في عام 2019، وكعادته كان اسم الأسطورة الإسباني رافائيل نادال، المصنف الأول عالمياً، حاضراً وبقوة في عالم الأرقام القياسية، بعد أن بات “الماتادور” اللاعب الأول الذي يحقق أكبر عدد من الألقاب الفردية في نفس البطولة بالبطولات الأربع الكبرى (جراند سلام)، وهو الإنجاز الذي سجلته موسوعة غينيس.
وفي عالم السيدات، كانت الأسترالية أشلي بارتي، التي أنهت العام في صدارة التصنيف، حاضرة برقم قياسي ولكن ليس على مستوى البطولات، ولكن على المستوى المادي بعد أن حصلت على الجائزة الأعلى قيمة في ملاعب التنس، على مستوى الرجال والسيدات على حد سواء، بقيمة 4.42 مليون دولار بتتويجها بلقب بطولة الوصف شينزين الصينية.
وبالإنتقال إلى رياضة التزلج، تصدرت الأمريكية ميكايلا شيفرين المشهد هذا العام، بعد أن حققت 17 انتصاراً في موسم (2018-19) في مسابقات جبال الألب لكأس العالم، أي أكثر بثلاثة انتصارات من الرقم القياسي المسجل منذ 1989 باسم السويسرية السابقة فريني شنايدر.
سلسلة انجازات خطّت سطورها في معظم دول العالم، بالرغم من المشاهد السياسية التي تعيق على جمهور الرياضة عامةً، واللعبة الشعبية الأولى على وجه الخصوص، إشباع شغفهم بالمتابعة، التشجيع والدعم لناديهم المفضل، فالرياضة ما هي إلا فسحة تنفُّس تتيح للوطن المتفتت أن يلتئم حول مشترك ما.