زهراء شرف الدين- ليبانون تايمز
بعد ان ازدهر القطاع السياحي، ونجح في أن يكون عاملاً أساسياً في انتعاش الاقتصاد، اصبح اليوم على شفير الهاوية، نتيجة عودة التجاذبات السياسية والتوترات الى لبنان، خاصة بعد انطلاق التظاهرات.
بالرغم من عدم ملامة الاحتجاجات اللبنانية في ايصال الوضع الاقتصادي الى ما هو عليه، يبقى تخوف الزوار الاجانب من الاوضاع الامنية الداخلية الراهنة، مؤثرا بشكل مباشر على عمل القطاع الذي أدى بدوره إلى تدني اشغال الفنادق اللبنانية، وفي موسم الاعياد، الموسم الذي يعول عليه لانتشال القطاع ، قال نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لموقع “ليبانون تايمز” ان “حركة الفنادق جامدة، ولا حجوزات فندقية حتى الآن لتمضية فترة الاعياد، باستثناء اللبنانيين المغتربين”، مشيرا الى أنّ “حركة الحجوزات في فنادق العاصمة تقتصر على 10 في المئة فقط، أما خارج بيروت فمعدومة”.
وفي شرح موجز للوضع السياحي اوضح الاشقر انه بين عامي 2011-2016 اصابت المؤسسات خسائر، و بدأ الوضع يتحسن بالأعداد وتنويع السياحة خلال عام 2016″، معتبرا ان “اساس النكسة السياحية بدأت بين العام 2012 والعام 2014 حيث ازدادت وتيرة الخطابات والاحداث، ما دفع الدول الخليجية الى انذار رعاياهم من القدوم الى لبنان، وقسم اخر منع رعاياه كليا، واعتبر الاشقر ان “السنة الماضية كانت افضل بكثير من الحالية، ورغم ذلك لم نكن راضين عن الوضع”.
ولفت الاشقر الى ان “الخطابات لها تأثير مباشر في الاقتصاد، فاذا خرجت مظاهرة في قبرص ضد اللبنانيين، او تم الحديث بشكل مغلوط عن اللبنانيين، ستأخذ الدولة اللبنانية موقفا من الدولة القبرصية، و سيؤدي ذلك لتوقف سفر اللبنانيين لقبرص، وهذا ما يحدث في لبنان”.
واشار الاشقر الى ان “تغير الدولار اثر كثيرا على المصارف لأن التاجر الذي يسلّم الفنادق المستلزمات كالمأكولات وغيرها، يشترط الدفع بالدولار الأميركي ونقداً وذلك حسب سعر صرف الدولار، اي اكثر من 1500 ليرة لبنانية، فيما الوسيلة غير متوفرة لتأمين كامل المبلغ بالدولار او نقداً”.
ركّز الأشقر على “الحاجة الى مداخيل كبيرة لتغطية الخسائر السابقة”، معتبرا انه “اذا لم يعد الوضع مثل ما قبل عام 2009-2010 سيبقى هناك مشكلة مالية”.
واوضح ان “الطريقة الوحيدة الّتي توصل إلى الحل، هي الإسراع في تشكيل الحكومة كي لا يحترق البلد بأسره، اضافة الى اعادة الثقة الخارجية، لان زبائن السياحة الاساس هم من اهل الخليج”، آملا “ان تشهد مناطق التزلج حجوزات لليلة رأس السنة، اذا تساقطت الثلوج”.
لطالما كان القطاع السياحي من بين القطاعات التي شكلت مصدرا رئيسيا للدخل والتوظيف اضافة الى ادخال النقد بالعملة الأجنبية، لكنه التحق بباقي القطاعات وتلقى ضربة شبه قاضية، فموسم انعاش البلد اقتصاديا، بات في حالة يرثى لها، ويبقى السؤال كيف سيكون حال الموظفين في هذا المجال، وخاصة العاملين في الفنادق، ان لم تتخذ الاجراءات المناسبة للخروج من الازمة الراهنة، وهل ستلعب الدول العربية دورا في انعاش القطاع السياحي؟”