بتول فواز – ليبانون تايمز
حالةُ “مد وجزر” عصفت بالدوري اللبناني لكرة القدم بعد السابع عشر من تشرين الأول، الدوري الذي شهد تحوّلات عدة، من توقُّفٍ واستئناف، لم يعِش غرابة، كالتي يصادفها الآن، الحلول لا زالت ضبابية بالنسبة للإتحاد اللبناني لكرة القدم، وأيضاً للأندية بكافة عناصرها، فاستكمال البطولة بالطريقة التقليدية ليس بالأمر الجديد، وإقرار نظام يلائم برواز المرحلة، لن يكون بمثابة صدمة.
قلقٌ كبير من الصورة النهائية للموسم الحالي في حال تمّ استكماله، فالأفضل الوصول إلى صيغة نهائية تتماشى مع الوضع القائم في البلاد والحالة الاستثنائية التي تعصف به، وخاصةً الاقتصادية منها، والتي هي المسبب الأول في عرقلة احتمال الإستكمال بالشكل المطلوب، فالبحث عن حلولٍ تناسب الأندية ولا تقضي عليها فنياً، ساري المفعول، ما بين المربع الذهبي، وإقامة دوري من مرحلةٍ واحدة مع إستبعاد الأجانب نظراً لعدم القدرة على تأمين مستحقاتهم بالدولار، وعدم اعتماد هبوط أيّ نادٍ إلى الدرجة الثانية في نهاية الموسم.
على الرغم من الشرخ الحاصل، بين خمسة أندية مصرّة على إكمال الموسم بصورة تنافسية قوية وتتويج بطل، مقابل سبعة أندية لا تُظهر حماساً لوجود منافسة على الهبوط، وتريد إكمال الموسم “بالتي هي أحسن”، إلاّ أن الأندية لم تقف مكتوفة الأيدي، فمساعيها لعودة الرياضة تدريجياً واضحة، في ظل الإجتماعات المتكررة لرؤسائها “بمن حضر”، قبل انعقاد الجمعية العمومية في السابع والعشرين من الحالي، للبت بمصير الموسم الكروي.
فكان قد عقد في مقرّ نادي العهد اجتماعاً بحضور ممثلين عن أندية العهد والأنصار وشباب الساحل والبرج والشباب الغازية والراسينغ، حيث تم التداول في إقامة دورة ودية تحت مسمى دورة “بلدية حارة حريك الثامنة” وستنطلق اليوم، لإعادة النشاط الكروي، قبل عودة بطولة الدوري في 24 كانون الثاني المقبل، وتمّ اعتماد نظام كأس النخبة عينه حيث قسمت الفرق إلى مجموعتين ويتأهل عنها فريقان إلى الدور نصف النهائي.
وستقام جميع المباريات على ملعب العهد عند الساعة 2:30 عصراً مع اعتماد اللجوء إلى ركلات الترجيح مباشرة من دون شوطين إضافيين في مباراتي نصف النهائي في حال التعادل في الوقت الأصلي، أما المباراة النهائية فستشهد شوطين إضافيين قبل اللجوء إلى ركلات الترجيح في حال التعادل في الوقت الأصلي.
المسؤول الإعلامي لنادي البرج، والصحافي الرياضي، هادي الدرسا، أكد في حديث خاص لموقع “ليبانون تايمز”، تأثير الأزمة على المستوى الفني للاعبين، بسبب تعليق معظم الفرق تدريباتها جرّاء عامل قطع الطرقات، وإن إكتفت القلّة القليلة بمتابعة نشاطها، كان للوضع الأمني رأيٌ آخر في منع بعض اللاعبين من الوصول إلى الملاعب والإلتحاق بالتمارين.
وتعليقاً على إجتماع رؤساء الأندية، الذي عُقد نهار الجمعة في العشرين من الحالي، والذي تركّز على 3 بنود، قال الدرسا: إن الإختلاف كان على أمور ثانوية فيما يخصّ إستكمال اللعبة بحضور جماهيري من عدمه، أما الجوهر هو رغبة الأطراف كافة في استكمال الموسم، وعدم إلغاء الهبوط، لأنه يطيح بعامل المنافسة بين الفرق، نظراً للتفاوت الواضح بين المستويات، فضلاً عن تشكيل وفد للقاء رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم، الأستاذ هاشم حيدر، لعرض ما لديهم من مقترحات، قبل إنعقاد الجمعية العمومية.
وأعرب المسؤول الإعلامي عن رغبته في إستكمال الجولات المتبقية من مرحلة الذهاب، مع إعتماد مربّع لتتويج بطل، ومربع للهبوط، واصفاً هذا المقترح “بالمثالي جداً”، مبدياً تحفّظه على الحضور الجماهيري، والذي سيشكل باباً منفرج الأسارير للتعبير عن الآراء السياسية، بسبب تنوع هوية الفرق المشاركة في كرة القدم اللبنانية، والتي تتخذ كلها طابعاً سياسياً، من ناحية المناطق، وصولاً إلى الشعارات التي تُهتف في المدرجات.
ونفى الدرسا أن تكون البطولة الودية التي وافقت معظم الأندية على إقامتها، مُجتمِعةً، بمثابة تحدٍ لإتحاد اللعبة، وقال: كرة القدم قادرة على إنعاش البلد، لم تُسجّل أعمال شغب في توقيت مباراة ريال مدريد وبرشلونة (ممازحاً)، كرة القدم توحّد الشعوب، نتمنى أن تُقابَل بطولة حارة حريك بالجديّة.
وكشف عن تسديد نادي البرج لكافة مستحقات لاعبيه، حتّى للذين تعذّر حضورهم جرّاء الأوضاع الأمنية المتردية، مشدداً على إلتزام جميع العناصر الإلتحاق بالتدريبات، بانتظار القرار الرسمي من الإتحاد حول مصير الموسم.
مصيرٌ ضبابي المشهد، رغبة في استكمال اللعبة مُرفقة ببعض التحفّظات، جهة مقابِلة ترغب بإقصاء الموسم، بما يتناسب مع أوضاعها، وللجمعية العمومية ربّما رأي مغاير.