تلفزيون الجديد
إستمعَ اليهم.. ولا لزومَ لرأيِهم, فالكتلُ النيابيةُ والمستقلونَ الذين جرى استفتاؤُهم في ساحةِ النجمة انتهت مشورتُهم إلى الاستغناءِ عن خِدْماتِهم السياسية وإذا صَحّتِ التصاريحُ مِن الرئيسِ المُكلّف حَسّان دياب فالحكومةُ هي بأقلِّ الأضرارِ الممكنة.. بعددٍ لا يتجاوزُ العشرينَ ومِنَ الاختصاصيين المستقلين وكلُّ الأطرافِ تتماشَى معَي بمَن فيهم حزبُ الله وما لم يُعلنْه دياب كشفتْه النائبةُ بولا يعقوبيان من ساحةِ النجمة ونَقلت عن الرئيسِ المكلّفِ أنّه أكّد تأليفَ حكومةٍ ليس فيها سياسيونَ بشكلٍ كامل وهو سوف يعتذِرُ إذا ما تمسّكتِ الأقطابُ السياسيةُ بالتمثيل وقالت إنّ دياب التزمَ التأليفَ بنفسِه ولن يأخذَ أسماءً مودَعةً لديه من الأحزابِ السياسية وبهذا الرسمِ التشبيهيِّ اختَصرت يعقوبيان يومَ الاستشاراتِ الطويل واستَخدَمَت معَ الرئيسِ المكلّفِ صِفةً صِحافيةً لتَنزِعَ مِن دياب أجوبة ًعن نوايا ” وادي الذئاب”. وإذا ما تخطّى الرئيسُ الهامدُ هذهِ الحواجزَ خلالَ مرحلةِ التأليفِ فإنَّه سيَرسُمُ طريقاً إلى رجالِ الدولة ونادي رؤساءِ الحكوماتِ العابرينَ للأحزابِ وسيَنفُضُ عنه وجهًا نرجسيًا وُثّقَ في كتابْ “الروائعُ في زمنِ البدائع ” وإذا قَطع دياب الجُدرانَ السياسيةَ العازلةَ وقَفَزَ نحوَ حكومةٍ تقعُ في المِنطقةِ المستقلةِ الخالصة فإنّه سيضمَنُ رئاسةً غيرَ موقّتةٍ وستؤولُ إليه مِن دونِ الرجوعِ إلى غيرِه لكونِه سيوضعُ في مَصافي الرؤوساءِ الذين أنقذوا وطنًا. وإلى الآنَ فإنّ السلطة المَزرعةَ يلاعبُها الرئيس سعد الحريري عندَ كورنيشِ المزرعة في مسرحيةٍ مِن ثلاثِ ساعاتٍ ليلَ أمس ونالت أوسكارًا حصد جميعَ المواهبِ بطولة ًوإخراجًا وأدواتٍ مؤثّرة. وجاءَت رعايةُ المسرحيةِ مِن تبرّعٍ أميركيٍّ أشرفَ عليه ديفيد هيلا هوو الذي وزّعَ مهامَّه بينَ الإشرافِ على نزاهةِ الحكومة والسؤالِ عن صِحةِ العميل عامر فاخوري من نظرةٍ استطلاعيةٍ صوبَ بحرِ النِّفظ هيل المراقبُ لحَراكِ الشارعِ كان خلالَ زيارتِه بيروتَ شاهدًا كاتبًا لبلادِه عن شارعٍ آخرَ ضبطه يتفوّقُ على ما عداه .. فيقطعُ طرقاتٍ في قلبِ العاصمةِ ويُقيمُ الحواجزَ في الناعمةِ والجية ويَحبِسُ الناسَ أسرى الذَّهابِ والإياب. وبأيامِ ما بعدَ التكليف أظهرَ سعد الحريري أنه يتفوّقُ على كلِّ ما سبقَه ممّن استخدمَ الشارع .. فأين منه خندق .. وثنائيٌّ شيعي ّوعَراضاتُ الدراجاتِ النارية وبصمتُه عمّا جرى في بيروت ستِ الدنيا .. كان الحريري يسعى لتسجيلِ التعادلِ معَ أحزابِ سلطةٍ أخذت حَراكاً نظيفًا الى مسارحِ الفِتَن وما يُدمي القلوبَ في كلِّ هذا المشهد أنّ العسكرَ والقُوى الأمنية صاروا على مَرمى حجَرِ الناسِ مِن محبّي سعد الحريري ..
تلفزيون LBCI
مر تكليف الرئيس حسان دياب بأقل الخسائر الممكنة، وانتهى نهار الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجراها، بجو من النوايا الحسنة التي تمهد الطريق لتأليف سلس للحكومة.
غالبية القوى تريد الخروج من عمق الازمة، ليس فقط السياسية والمالية والاقتصادية، انما الاخطر ازمة استقطاب الشارع التي بلغت حدودها القصوى في الايام الفائتة، منذرة بأحداث قد تخرج في اي لحظة عن القدرة على ضبطها، ما فرض على الجميع اعادة الصراع الى داخل المؤسسات.
الاستشارات التي يجريها الرئيس المكلف، تستكمل غدا بلقاء ممثلين عن الحراك، لتبدأ بعدها مرحلة الجد.
هذه المرحلة ترتبط بالنوايا الفعلية لتسهيل تأليف حكومة اختصاصيين، قادرة على العمل والانجاز، فهل تصدق الكتل الكبرى التي تعهدت للرئيس المكلف تسهيل عمله، ككتلة لبنان القوي والمستقبل والوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير ام تظهر الشياطين في تفاصيل ما تريده هذه القوى من الحكومة وما ترفضه.
وهل سيتمكن الرئيس دياب من استعادة ما فقده من ميثاقية في التكليف، عبر مراعاة كتلة المستقبل، بما تمثله من ثقل سني، فيوافق الرئيس الحريري على مجريات استشارات التأليف ويفي بوعده بالتسهيل؟
التكليف وبداية مشوار التأليف، تزامنا واجواء اقليمية ودولية ايجابية حول الحكومة، لا سيما عبر ما نقل عن ديفيد هيل بعد لقاءاته البيروتية، والتي برزت خلالها خلوة دامت اكثر من ساعتين مع وزير الخارجية جبران باسيل وسط كل ما سبق وسرب عن توتر في العلاقة الاميركية مع باسيل.
هيل وبحسب ما نقل عنه، قال إن بلاده تريد قيام حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات بغض النظر عن اسم رئيسها وهويته، شرط ان تتحصن برؤية اصلاحية جدية وتؤلف من وجوه توحي بالثقة.
فهل يعني الكلام الاميركي الا فيتو على حصول لبنان على الدعم والمساعدة الدوليين متى بدأت الحكومة عملها واثبتت اولى انجازاتها؟
هذه الحكومة وبلسان رئيسها، ستكون حكومة مصغرة، مؤلفة من وزراء اختصاصيين مستقلين، قال دياب في ختام نهاره الطويل ليختم: انا من يشكل الحكومة ولن اعتذر.
المنار
انتهت الاستشاراتُ، وحانَ وقتُ العمل..
قالها الرئيسُ المكلف حسان دياب بعدَ يومٍ من الاستشاراتِ غيرِ المحمَّلةِ بأيِ شروطٍ، سوى الآمالِ بحكومةٍ تنقذُ البلادَ والعباد، فمضى نحوَ حكومةِ اللونِ الاوحَدِ بالنسبةِ إليه، اللونِ اللبنانيِ الجامع ..
رسمَ ديابُ الخطوطَ العامة: حكومةً مصغرةً، من اختصاصيينَ، مستقلينَ، نظيفي الكف، هوَ ضمانَتُها، لا يُريدُ من احدٍ شيئاً سِوى عدمِ العرقلة..
خطابٌ ليسَ لعديميِ المسؤولية، بل لمن تبقّى لديهِم شيءٌ من المنطقِ والحِرصِ والوطنية: اليست هذهِ مطالبُ المتظاهرينَ منذُ ستينَ يوماً؟ اليست هذهِ عناوينُ لحواراتٍ اعلاميةٍ وسياسيةٍ وثقافيةٍ وتحليلية، وهواءٌ مفتوحٌ على مدى جوقةِ شهرينِ او يَزيد؟ وهل هذهِ العناوينُ تُزعِجُ المجتمعَ الدوليَ وشروطَ المساعداتِ التي يَتبَجَّحُ بها او يتلطى خلفَها البعض؟ فلما لغةُ المكابرة، والشارعُ والمغامرة؟
قال ديابُ كلمتَهُ ومشى، والثابتةُ الملازمةُ لمسارهِ: لن اعتذر..
وإن تطابقت افعالُ النوابِ مع اَقوالِهِمُ التي أسمَعوها للبنانيينَ اليومَ من منبرِ البرلمان، فاِنَ الوطنَ على مشارفِ حكومةٍ جديدةٍ، باَداءٍ جديدٍ، واملٍ جديد..
اما واِن كانَ تَرَفُ الكلامِ على المنابرِ هوَ غيرُهُ في الخَلَواتِ والشوارعِ والساحات، فاِنَ لغةَ الوقتِ والشارعِ، لن تكونَ لصالحِ أحد..
ولكي يَصلُحَ الوضعُ فلا مطالبَ من الرئيسِ المكلَف، قالت ابرزُ الكُتَل.
فالحكومةُ ليست حكومةَ مواجهةٍ أكدت كتلةُ الوفاءِ للمقاومة، وليست من لونٍ واحدٍ، اِنَما تستجيبُ لوجعِ اللبنانيينَ، وتطرحُ المناهجَ الصحيحةَ لاستنهاضِ البلدِ على المستوى الاقتصاديِ والاجتماعي.
حكومةُ انقاذٍ وطوارئَ كما أَمَلَت كتلةُ التحريرِ والتنمية. حكومةُ تصحيحٍ وتغييرٍ للسياساتِ الماليةِ والاقتصاديةِ بِحَسَبِ تكتلِ لُبنانِ القَوي، حكومةٌ ليست لأحد، وليست ضدَ أحد..
وبعدَ تعبيرِ جميعِ الكتلِ والنوابِ عن مواقِفِهِم وطلباتِهِم، فاِنَ القرارَ بعُهدةِ الرئيسِ المكلَّفِ الذي اَنهى استشاراتِهِ معَ السياسيين، على اَن يُكمِلَ مشاوراتهِ مع المتظاهرين..
اما الزائر الاميركي الذي جاء بمشورات بل لوائح طلبات للبنانيين ابرزها الافراج عن العميل عامر الفاخوري، فقد زار اليوم الوزير جبران باسيل والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع، واسمع الجميع أن بلاده غير معنية باسم رئيس الحكومة، بل مهتمّة ببرنامجها، كما قال.