عبير شمص – ليبانون تايمز
كيف يمكن لمواطن لا يصل مدخوله غالباً للحد الأدنى المتعارف عليه أن يؤمن حاجاته الضرورية في ظل الغلاء المفرط للأسعار، والذي بلغ حداً لا يطاق على حد تعبير أهل البقاع فللأسف حاجات عامة كثيرة وضرورية، وأخرى تفرضها طبيعة المنطقة.
لقد كانت مشكلة اللبنانيين في ١١% ضريبة ستفرض عليهم بالإضافة إلى ضرائب أخرى سابقة، فكانت الصرخة مدوية في كل المناطق دونما إستثناء ذلك لأن المواطنين أصبحوا غير قادرين على الإطلاق تحمل المزيد من الأعباء ولكن بسبب الأزمة الإقتصادية بات اللبناني مضطراً مرغماً أن يدفع ثمن السلع أكثر من قيمة الضريبة المذكورة بكثير.
لعل أزمة الدولار هي التي تقف وراء غلاء الأسعار المفرط الذي بلغ حداً يشكل سابقة من نوعها، لم يسبق ان حصل وارتفعت الأسعار بهذا المستوى من قبل، وعن هذا الموضوع يتحدث صاحب أحد المؤسسات التجارية في البقاع السيد اسماعيل شريف لموقع ليبانون تايمز أن الشركات المستوردة للبضائع والسلع تشتري بضاعتها بالدولار، وهم بدورهم لا يقبلون من المؤسسات التجارية إلا القبض بالدولار بحسب سعر الصرف اليومي للعملة، لافتاً إلى أنه في السابق كانت المؤسسة تطلب طلبية كبيرة كل شهر وندفع فاتورة الطلبية خلال الثلاثين يوما، ولكن اليوم وللأسف لا نستطيع أن نطلب طلبيات كبيرة بسبب عدم وجود سيولة كون المصارف لا تعطي المواطنين ودائعهم فنضطر إلى طلبية كل اسبوع، لا سيما أنه لا يوجد تخزين واحتياط في المستودعات لهذا السبب.
ولفت في السياق نفسه إلى أن التجار يتعاملون مع المؤسسات التجارية وفق سعر الصرف للدولار، يوم يكون ٢٢٥٠ واخر ٢٠٠٠ وأحيانا ٢٣٠٠ وهذا يسبب ارتفاعا في الأسعار.
لقد طال غلاء الأسعار كل السلع والخدمات على انواعها، بعض الأسعار لامست الخيال ويمكن القول دون مبالغة أن اسعار السلع زادت بنسب تراوحت بين ٤٠ و ٧٠٪، ويقدم شريف بعض الأمثلة أن أحد انواع القهوة كان سعره في السابق ٨٧٥٠ ليرة لبنانية، اليوم أصبح سعره ١٠٠٠٠، ونوع اخر كنا نبيعه ب ١٥٠٠٠ اليوم نحن مضطرون أن نبيعه بسعر يتجاوز العشرين، وكذلك يبدو فارق الارتفاع في الأسعار كبيرا، أحد الأنواع تباع في السابق ب ٢٤٠٠٠ اليوم ٣٦٠٠٠، ونوع آخر ١٨ ليتر كان يباع ب ٣٥٠٠٠ اليوم نتسلمه من التاجر ب ٥٠٠٠٠ ومضطر لبيعه ب ٥٢٠٠٠، هذا بالنسبة للحاجات الضرورية، كذلك بعض السلع كالدخان ارتفع سعره بنسبة ١٠٠٪، كما أشار شريف إلى أننا كمؤسسات تجارية نلحظ غلاء السلع التي يزداد الطلب عليها، اما السلع الأخرى التي لا طلب عليها فنحن لا نعرف الي اي مدى ارتفعت أسعارها هي الأخرى بسبب مشكلة الدولار.
أمام هذه الأسعار المرتفعة وفي ظل الوضع القائم في البقاع من عدم وجود فرص عمل وبطالة وتدني أجور وترتب اعباء معيشية إضافية كمادة المازوت في الشتاء وغيرها كيف يستطيع المواطن البقاعي أن يصمد، وهنا لفت شريف إلى أن الناس لا تستوعب احيانا هذا الغلاء مستغربة الارتفاع السريع مما يضطرنا ان نخبر الناس بأسعار بعض المواد والسلع قبل توضيبها لهم.
كان الحل الوحيد أمام البقاعيين الاستغناء عن الكثير من الحاجات والاكتفاء بشراء الحاجات الملحة والضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها ريثما تلوح في الأفق بوادر حلول للأزمة الإقتصادية، وأكد شريف أن نسبة البيع انخفضت كثيراً تصل إلى نسبة ٦٠٪.
وفي استصراح قامت به ليبانون تايمز لبعض الأسر التي كانت ترتاد المؤسسات التجارية، اشارت احدى السيدات الى انها تعتمد سياسة التقشف المنزلية لتيسير أمور الأسرة، الكثير من الحاجات غير الضرورية استغنينا عنها، نكتفي فقط بالاساسيات، وقالت أخرى ان الوضع بات مأساويا وان الحكومة يجب أن تلتفت إلى الوضع الاقتصادي.
في ظل هذا الواقع الذي يلامس وجع الناس ويزيد اعباءهم على كافة المستويات، غلاء أسعار في كل القطاعات من الخضار والفواكه إلى المواد الغذائية إلى المحروقات…. والاتصالات، هذه الأمور تستدعي الإسراع في تشكيل حكومة تمسك زمام الأمور وتتحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها وصولاً إلى حل الأزمة المالية وفتح أبواب المصارف أمام الناس، وحل أزمة الدولار المتعاظمة يوما بعد يوم.