زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
برز الاعلام كسلاح خطير في ادارة قضايا الشعوب سلبا ام ايجابا، وفي عصر الهيمنة الاميركية على الية هذا الاعلام المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي، باتت هذه الالية سلاحا موجها بشكل مباشر في ادارة الازمات الاقتصادية والمالية والامنية.
بدى هذا الأمر جليا في ما يسمى بالربيع العربي وفي دول اميركا اللاتينية، وكان اخر نتائج هذه الهيمنة اسقاط رئيس جمهورية بوليفيا المعارض للسياسات الاميركية، ونحن نشهد في وطننا العربي دورا سلبيا لهذا الاعلام منذ عدة اعوام، حيث يؤثر بشكل مباشر على الحراكات الشعبية، واليوم نشاهد كيف ان الاعلام اللبناني وتحديدا بعض القنوات المرتبطة بشكل او بآخر بدوائر مالية وسياسية بجهات خارجية واميركية، تعمل جهدها ومنذ الساعات الاولى للحراك وبشكل يومي كي تؤكد على بعض المفاهيم السياسية ومصالحها من خلال شعارات اجتماعية وانسانية واقتصادية.
وفي هذا السياق اعتبر مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور محمد سيف الدين ان “الاعلام في لبنان كما كل القطاعات لا يمارس دوره اللازم ان كان على مستوى المسؤولية الاجتماعية ام الوطنية”، موضحا ان “دور الاعلام الاساسي توصيل معلومة وايضا نشر الوعي والتنبيه لما يحصل، وهذا الدور بنشر نوع من الوعي موجود، ولكن دوره فيما يحصل خصوصا على المستوى الوطني هو دور غير جيد بالمجمل بالرغم من وجود مؤسسات اعلامية تصون الرسالة الاعلامية وتعمل على توصيل فكرة جيدة”.
واكد سيف الدين في حديث لموقع ليبانون تايمز “وجود وسيلة اعلامية ومنصات اليوم تتمثل بالمواطن الذي يشارك بصناعة الرأي وتعميم مادة ثقافية، ويسمى الاعلام التقليدي”، معتبرا ان هذا النوع هو ما يحتاج الى تنبه ومتابعة بشكل مختلف”.
واوضح سيف الدين ان “من يتابع الثورات العربية او الانتفاضات العربية كذلك الحروب الاهلية المتنقلة، يعي ان للاعلام دوره الكبير في تجهيز الارضية لهذه الاحداث عبر التصويب على اركان الدولة بشكل عام، ولكن ما حدث في الفترة الماضية انه كان هناك ماكينة اعلامية بدأت في دول عدة ومنها سوريا، حيث تم استهداف اركان الدولة وبنيتها”، مؤكدا ان “هذا ما نشهده في لبنان منذ فترة طويلة، فهناك وسائل اعلامية لا تنتقد بهدف كشف الفساد والفاسدين ولكن تنتقد بهدف النيل من هيبة الدولة وتفكيك كل مكامن القوة الموجودة فيها، لهذا نرى ان هناك استخفافا بالقوة الامنية واستخفاف بأي فكرة يظهرها اي سياسي صادق بالبلد، ومنها نتج شعار “كلن يعني كلن” وهو شعار اقل ما يقال فيه انه ظالم”، معتبرا انه ” لا يمكن القول ان الكل مذنب لان بكل قضية هناك دائما من هو البريء ومن هو المذنب.. وهذا ما يؤدي الى النيل من هيبة الدولة”.
من المؤكد ان الاعلام في القرن الواحد والعشرين بات السلاح الاقوى في الساحات تحديدا في ساحات العالم الثالث وهو من يقود الشارع في ظل غياب نقابات صحيحة واحزاب وتنظيمات فعلية قادرة على ادارة الشارع، ومن هذا المنطلق رأى سيف الدين ان “المسؤولية تقع على عاتق المواطن في مراقبة ومحاسبة الجهات الاعلامية في هذه الفترة، خاصة انها موجهة ضد الدولة وهنا لا تستطيع الدولة المبادرة الى محاسبة المؤسسات الاعلامية لان اي معركة تقاد مع الاعلام هي خاسرة، لان الاعلام هو من لديه الضوء لتسليطه وحجبه”، موضحا ان المعركة يجب ان تكون معركة وعي عند المواطن..
وعن المحاسبة الرسمية للوسائل الاعلامية اعتبر سيف الدين ان المحاسبة بهذا الوضع لا تفيد الا بحالات محددة ان كان الاعلام يحرض طائفيا او يحرض على عنف بين المواطنين او يهدد امن الناس وحياتهم.
وافاد سيف الدين الى انه ” في جو البلد اليوم يتم تعميم افكار تؤدي الى عدم الايمان بهيبة الدولة ودورها، مشيرا الى ان” هناك دولة ومؤسسات ولها هيبتها وقوانينها وهذا القانون هو قانون متطور، لكن المشكلة تكمن بسوء تطبيق القانون وكذلك الفساد الموجود”، موضحا ان “هناك ارتكابات في الادارات العامة وبعض الوزارات وكذلك سياسيين يقومون بهذه الارتكابات، ولكن كل هذا لا يلغي وجود الدولة، واليه يجب النظر الى الجزء الممتلئ من الكوب وسيلاحظ ان هناك معايير قانونية في البلد وشخصية الدولة حاضرة وهناك من يعمل بها بطريقة صحيحة.. ”
من هنا نعتبر ان الاعلام سلاح ذو حدين اما ان يكون لصالح الشعوب او ضدها، ونحن اليوم امام اختبار في الساحة اللبنانية فما زال هناك فرصة لبعض القنوات لتؤكد وقوفها بالفعل مع المطالب الشعبية، لا السياسية.