يواصل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة مع المؤمنين في لبنان والعالم من كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، على نية لبنان، والتي تنقل عبر “تيلي لوميار” وCharity TV ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها وللمكتب الاعلامي في البطريركية المارونية.
في مستهل صلاة اليوم، التي شارك فيها الطلاب الاكليريكيون في الاكليريكية البطريركية غزير وعدد من المؤمنين، القى الراعي تأملا روحيا قال فيه: “نرحب بكم جميعا وبكل من يصلي معنا اينما كان.
في عيد جميع القديسين نصلي صلاة المسبحة بإيمان كبير ان ربنا هو الذي يقود التاريخ، ونصلي كي يتجاوب المسؤولون في وطننا وفي العالم مع الله ويدركوا انهم ليسوا هم اسياد التاريخ انما الله هو سيد التاريخ وحده، وان المسؤولية التي يحملونها هي شرف كبير بشرط ان يمارسوها بالانسجام مع الله”.
أضاف: “نقدم صلاتنا على نية المسؤولين في لبنان وبخاصة في هذه الفترة التي يتم فيها التشاور قبل بدء فخامة رئيس الجمهورية باستشاراته لتشكيل حكومة بأسرع وقت كي لا نقع في الفراغ، تكون مصغرة وفاعلة. وكلنا ايمان بأن الصلاة هي القوة الكبرى التي ترافق الكنيسة والمؤمنين.
نصلي برجاء كبير ان سيدة لبنان والقديسين سيشفعون بلبنان وسيلهمون المسؤولين للتوصل بأسرع ما يمكن الى الاتفاق حول تأليف حكومة تولد الثقة لدى الشعب اللبناني وبخاصة لدى الشباب الذين تحملوا ما تحملوا، وعبروا عن وجعهم وآمالهم على مدى 15 يوما وما يزالون على الطرقات وفي الساحات. نطالب معهم بألا تخذل الحكومة العتيدة آمالهم وتطلعاتهم وتعيد فعلا الثقة اليهم”.
وتابع: “أود القول ان لبنان ليس بلدا منتهيا ومنهارا، انما للبنان كيانه وله تاريخه العريق ونحن نعيد مئويته الاولى. وللبنان دستوره المميز عن دساتير دول المنطقة كافة، وعنده ميثاقه الوطني، وانجازات ابنائه، وقد اعلنت الاونيسكو بالامس عاصمته بيروت مدينة مبدعة في الادب.
للبنان قيمته، وقيمته في شبابه الذين انتفضوا واعلنوا انهم يريدون البقاء فيه، ونحن نريدهم ان يبقوا فيه وان يحققوا تطلعاتهم ومستقبلهم في وطنهم. اننا نمر بصعوبات أليمة ولكن لم ينهر كل شيء وعلينا البناء على الايجابيات”.
وختم: “على ابواب مئوية لبنان الاولى، قال بعضهم ان لبنان ولد كدولة من رحم المؤتمرات الدولية بعد مسيرة نضال طويلة، هذا صحيح، وانا اقول اليوم ان لبنان المتجدد سيولد من رحم نضال شبابنا المخلصين لهذا الوطن.
ولذلك اكرر ندائي للشباب بأن يحافظوا على اخلاقيتهم وعلى قيمهم الروحية والوطنية وألا يفسحوا مجالا للفوضى في صفوفهم”.