أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن اللبنانيين استطاعوا بفضل الوعي أن يسقطوا بعض المشاريع في تأزيم الوضع وإيصاله الى الصدام الداخلي، موضحاً أن عناصر الدفع اتجاه الفوضى والصدام الداخلي كانت حاضرة بقوة وكم الشتائم والسباب الذي لا سابقة لها في تاريخ لبنان كانت واضحة، حيث كان المطلوب أن يحتدم الشارع عبر الاستفزاز والوصول إلى الاقتتال لشتائم والتعرض للمواطنين وأخذ الخوات والتعرض لمراسلي القنوات الاعلامية.
كلام السيد نصر الله جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي يقيمه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على رحيل العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي في مجمع المجتبى (ع)، اليوم الجمعة، أشار سماحته أنه كان واضح من خلال الذين ركبوا الحراك الوصول الى استثمار سياسي وتعطيل البلد من أجل مصالح سياسية، والذي منع الفوضى هو مستوى الوعي والانضباط والبصيرة التي تحلى بها الكثير من اللبنانيين في الكثير من المناطق.
وتابع السيد نصر الله أنه يقدر ويحترم من يريد الاستمرار في الحراك شرط أن يكون نزيهاً حيث كانت قوته بعبوره للطوائف، وأن اليوم يجب أن لا يؤخذ إلى اتجاه طائفي بل البناء على ايجابياته. مشدداً على أن حزب الله لم يركب موجة الحراك ولم يأخذه إلى أي مكان بل أخذن المسؤولية بصدوه لمنع الفوضى في البلد، وأنه خلال الاسبوعين كان وما زال العمل لمنع اسقاط البلد في الفراغ والفوضى، فمن جهة هناك حراك ومطالب محقة وفساد في السلطة، ومن جهة أخرى هناك وضع خطير سيذهب له البلد من الفراغ السياسي والمالي.
وحول الحكومة السابقة لفت أنه البعض في السنوات السابقة كان يحاول القول بأنها حكومات حزب الله، وهي ليست كذلك وحزب الله لم يكن هو صاحب الكلمة ولم يكن له التأثير الأقوى في الحكومة ولم يأخذ وزارات سيادية، وأن الهدف من القول بذلك هو لاستياء الخارج عليها وتحميل حزب الله أي فشل في السلطة.
وعبر السيد عن ارتياح المقاومة على مدى السنوات الماضية وفي الحاضر والمستقبل، وأنها ليست قلقة لأنها قوية جداً، حيث أكد سابقاً أنه حتى لو ذهب البلد إلى الفوضى وأتى يوم ولم تدفع الدولة معاشاتها فإن المقاومة على العكس ستستمر في دفع معاشاتها.
وفي السياق أوضح السيد أن حزب الله كان دائماً مع إجراء الإصلاحات والمسارعة بها من أجل تقديم حلول جدية للناس ومنها العفو العام الذي ينتظره كثيرون، وكان هناك من يريد حصول تعديل وزاري لكننا قلنا أنه سيزيد من مشاعر الغضب بمعزل عمن هو مستهدف في التعديل.
عن الحكومة المستقيلة كشف السيد نصر الله أنه لم يكن يؤيد استقالها، لكن رئيس الحكومة له أسبابه، لافتاً إلى تداعيات الاستقالة بتجميد ورقة الاصلاحات، حيث أصبحت المعالجة الاقتصادية في دائرة الانتظار وكل الذي نزل الناس من أجله سيضيع ولن يتحقق.
ودعا السيد اللبنانيون أن يدفعوا باتجاه أن لا يكون هناك فراغ في السلطة، وأن تشكل حكومة جديدة بالوقت القريب، تسمع صوت الشعب وتضع برامج للاستجابة للناس تحت عنوان “استعادة الثقة”، إذ يجب أن تقدم الحكومة كل العناصر التي توحي بالثقة والجدية بالعمل وبشفافية، وبدون الوضوح والصدق والشفافية لن نصل إلى حل في البلد.
كما طالب السيد نصرالله بتجاوز كل الأمور من أجل المصلحة الوطني، والذهاب إلى الحوار بين كل القوى والكتل السياسية وبين الحراك، والحديث عن الدور الأميركي الذي يمنع لبنان من خروجه من وضعه الراهن.
كما طالب بحكومة سيادية يكون كل مكوناتها وطنياً وأن لا يتصل مكون منها بالسفارة الأميركية، جازماً أن لدى اللبنانيين من العقول والتجارب والقدرات البشرية والابداع ما يساعدهم على الخروج من المأزق.
وحول التصدي للطائرة المسيرة “الإسرائيلية” يوم أمس أوضح أن ما حصل هو أمر طبيعي، حيث تكمل المقاومة معادلتها وجزء من عملها بتنظيف الأجواء اللبنانية من الاعتداءات “الاسرائيلية”.
وفي الختام لفت السيد نصرالله إلى أنه في لبنان يجب عدم الذهاب بعيداً في التحليل والنقاش، فالمقاومة قوية جداً وتعمل بمعزل عن التطورات الداخلية والاقليمية، وأن العدو كان يفترض أن المقاومة لن تجرؤ على استخدام سلاح نوعي من الاسلحة للتصدي للعدو، مؤكداً أن “المقاومة تجرؤ ولا تتأثر بأي شيء”.