أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن على الجميع في لبنان، من هم في السلطة وخارجها، أن يتحمّلوا المسؤولية إزاء الوضع الخطير الذي يواجهه البلد.
ولفت نصر الله الى أن بعض القيادات والقوى السياسية في لبنان تتصرّف وتقف على التلّ وتتنصل من أيّة مسؤولية عن الماضي والحاضر وتُلقي التبعات على الآخرين.
وتطرق نصر الله خلال خطابه لمناسبة أربعين الامام الحسين عليه السلام الى أزمة الحرائق، مشيراً الى أن الكلّ أدان الدولة لكن من يُدين من؟ معتبراً ان الكلّ يلقي المسؤولية على الآخر والنتيجة لا شيء.
وأكد نصر الله أن الأزمة الحالية ليست وليدة هذا العهد بل تتحمل مسؤوليتها كافة الحكومات المتعاقبة خلال الثلاثين سنة الماضية، لذلك من الضروري أن يتحمّل الجميع المسؤولية وأن يقبل دوره فيها عمّا آلت اليه الأوضاع والعمل على المعالجة وعدم الانشغال بتصفية الحسابات الشخصية مع أحد ما سيؤدي الى مجهول أمني وسياسي .
وشدد نصر الله على أن أي زيادة ضريبية على الفئات الفقيرة تهدّد البلد بالانفجار الشعبي، معتبراً أن بعض المسؤولين في السلطة ظنوا أنه لا مشكلة بفرض الضرائب و”بتمرق” ، مؤكداً أنه حتى الآن لم يتخذ قرارفي الحكومة بالضرائب، داعياً السلطة الى الاقتناع بأن الحراك الشعبي الحاصل بأن الناس لم تعد تحتمل ضرائب جديدة، رغم ذلك الا انه لا زال هناك من هو مصرّ على أن الاصلاحات تعني فرض ضرائب لكن هذه إجراءات تؤدي الى انفجار ومأزق حقيقي.
وأكد نصر الله أن وزراء كتلة الوفاء للمقاومة مبلغون برفض كلّ الضرائب والرسوم على الفئات الفقيرة داخل الحكومة، مستشهداً بمعارضة الكتلة للضرائب التي فرضت في موازنة 2019.
وبملف الوضع الاقتصادي للبلد أكد نصر الله أننا “لسنا في بلد مُفلس وليس صحيحًا أنه لا يوجد أمام الحكومة إلّا خيار الضرائب والرسوم بل هناك خيارات كثيرة”، مشدداً على قدرة الدولة على انقاذ البلد والشعب والاقتصاد”، موضحاً أن الأزمة هي بالمنهجية المتبعة التي يجب تغييرها من أجل اتخاذ اجراءات يضحي فيها الجميع لا أن يضحي فيها الفقراء فقط.
وفي موضوع التظاهرات اكد نصر الله أنه لم يتم التخطّيط لأيّة مظاهرات وليست محركة من سفارات واحزاب، معتبراً أن الشعب لن يخرج من الشارع بالوعود لأن فقد الثقة بالدولة، ولذلك فهو لن يؤمن الا بالأفعال”
وأوضح نصر الله أن الحزب ” لا يؤيّد استقالة الحكومة الحالية، معتبراً أنه اذا استقالت الحكومة فهذا يعني أن لا حكومة وتشكيلها قد يستغرق سنتين، بحكم أن القوى السياسية ستبقى هي هي بعد استقالة الحكومة وتبديل بعض الأسماء لا يغيّر شيئًا”. داعياً الحكومة الحالية الى الاستمرار بهذه الحكومة لكن بمنهجية جديدة وأخذ العبرة مما جرى خلال اليومين الماضيين”. واعتبر أن طرح الانتخابات النيابية المبكرة وحكومة جديدة أو حكومة تكنوقراط مضيعة للوقت.
وتوجه نصر الله الى المتظاهرين بالقول: “رسالتكم وصلت للمسؤولين جميعًا ، واذا أردتم أن تستمروا يجب أن تفصلوا حراككم عن الأحزاب السياسية التي تريد أن تركب موجتكم “، داعياً اياهم لعدم الاعتداء على القوى الأمنية. لافتاً الى أن ما ميّز هذا الحراك هو أن حركتهم كانت عفوية وصادقة” وليست قائمة على “نظرية المؤامرة”. مشدداً على أن “حركتهم الشعبية عابرة للطوائف والمذاهب”
وعن عدم مشاركة حزب الله في التظاهر أكد نصر الله أنه “لو باليوم الأول نزل حزب الله الى الشارع كان الحراك سيصبح في مكان آخر”، مؤكداً أنه عندما “تحتاج مواجهة الضرائب النزول الى الشارع فسننزل” لافتاً الى أنه في حال نزل حزب الله الى الشارع لن يخرج منه الا بتحقيق كل المطالب ولو طالت لسنين حتى تغيير كل المعادلات.
وأكد نصر الله أن “من يخوض معركة إسقاط العهد أقول له أنك لا تستطيع ذلك”، وأن الحزب “لن يتخلّى عن البلد والشعب ولن يسمح بإغراق البلد أو يدفع به الى الهلاك”.
ودعا نصر الله مكونات الحكومة الى التعاون والتضامن وعدم الهروب من المسؤولية، لأن هناك آفاق واسعة وخطوات كبيرة تستطيع أن تُخرج من البلد من الأزمة.
وجدد في الختام الالتزام بكلّ القضايا المحقة في فلسطين واليمن والبحرين وسوريا.