مقدمة NBN :
في لبنان هدوء ما قبل عاصفة الخبز التي ستهب من نافذة الإضراب الذي هددت الأفران بتنفيذه اعتباراً من يوم غد فهل يقع المحظور أم يتكرر سيناريو الحل الذي اعتمد مع قطاع المحروقات في ربع الساعة الأخير؟!.
في الانتظار متابعة لمجريات الأسبوع المقبل الذي يفترض أن تـُنجزَ فيه موازنة 2020 في مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة عصر غد لاستكمال درس الموازنة ومن المرتقب أن يقر سلة إجراءات اصلاحية فيها وسلة أخرى منفصلة تحال على المجلس النيابي على شكل مشاريع قوانين ومراسيم.
اليوم انشغالات بمضمون الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع العربي أمس ولا سيما في شقه السوري.
هذه الانشغالات تـُرجمت مواقف مؤيدة لدعوة باسيل إلى إعادة دمشق لأحضان الجامعة العربية وأخرى معترضة.
واسترعى الانتباه إصدار الرئيس سعد الحريري بياناً عبر مكتبه الاعلامي يشدد فيه على التزام لبنان مقتضيات الإجماع العربي في ما يتعلق بالأزمة السورية نافياً أن يكون البيان الوزاري للحكومة قد قارب مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
على أي حال سوريا ما تزال عرضة لاجتياح تركي في شمال شرقها.
وفي اليوم الخامس للهجوم العسكري احتل الأتراك والمسلحون التابعون لهم بلدة تل أبيض ووصلوا إلى الطريق الدولي الحسكة – حلب.
أبعد من سوريا وتركيا حط رئيس الوزراء الباكستاني في طهران وسيطاً بين إيران والسعودية.
في العاصمة الإيرانية تبلغ عمران خان من الرئيس حسن روحاني استعداد الإيرانيين للرد بإيجابية على أي موقف إيجابي.
أما (خان) فقال انه يذهب الثلاثاء إلى السعودية بإيجابية أكبر وأمل أن تستضيف اسلام أباد الإيرانيين والسعوديين قائلاً ان الأمر معقد ولكنه ليس مستحيلاً.
مقدمة المنار :
الى البسكويت أيها اللبنانيون ، كادَ ان يقولَها المسؤولون، فالسلعةُ الاستراتيجيةُ الاولى تختفي عشيةَ بدءِ اضرابِ أصحابِ الافران. وصلت الازمةُ الى العيش ، الى رغيفِ الخبزِ لتفرضَ حِميةً الزاميةً على من لم يوفَّق معَ سوادِ هذا الليلِ الى اقتناصِ ربطةِ خبزٍ لهُ ولاولادِه. مشهدٌ من الحربِ الاهليةِ البغيظةِ حيثُ الطوابيرُ تصطفُّ على حذَرٍ من قذيفةٍ أو رصاصةِ قناص؟ انها فعلاً حربٌ في عزِّ السلم، حربٌ على الفقراءِ يخوضُها من يُفترضُ أن يؤتمنوا على قُوتِهم. حربٌ يشنُها اصحابُ امتيازاتٍ وكارتيلاتٍ من خلفِ متاريسَ سوبر محصَّنة ، وبكلِّ انواعِ الاسلحةِ المشروعةِ والمحرمة. فكيفَ للمواطنِ الخائرِ القوى والمهشمِ من فرطِ ما كِيلَ له من لكَماتٍ أن يصمدَ أمامَ امبراطورياتٍ احتكرت سلاحَي النفطِ والطحينِ وغيرِهما، فلم يعد يملكُ اللبنانيُ ربما الا حناجرَ تَجمّعَ بعضُها أمامَ جمعيةِ المصارفِ في بيروت. هتفَ الحضورُ ضدَ السياساتِ الماليةِ والمصرفيةِ التي تزيدُ الفقيرَ فقراً والغنيَ غنى، لكنْ لا حياةَ لمن تنادي ، فلو ناراً نفَخْتَ بها أضاءت، لكنْ كنتَ تَنفُخُ في الرماد.
ومن تحتِ الرماد ، هل ينهضُ طائرُ الفينيق؟
الى قصرِ قرطاجَ الفينيقي، من يصلُ في سباقِ تونسَ الرئاسي؟ تنافسٌ حادٌّ بينَ نبيل القروي الملاحقِ بتهمةِ غسلِ أموالٍ وأستاذِ القانونِ الدستوري قيس سعيد، وتسجيلُ نسبةِ اقبالٍ لامست الاربعينَ في المئة.
اما نسبةُ فرارِ المواطنينَ السوريينَ نتيجةَ العدوانِ التركي على شمالِ البلادِ ففي تزايدٍ مستمر. اكثرُ من مئةٍ وثلاثينَ الفاً تركوا منازلَهم مع توثيقِ اعداماتٍ ميدانيةٍ نفذَها الجيشُ التركيُ وميليشياتٌ مواليةٌ له بحقِّ مواطنينَ اكراد.
ومعَ رائحةِ البارودِ المنطلقةِ من فُوَّهاتِ المدافعِ التركية، كانَ رئيسُ الوزراءِ الباكستانيُ يصلُ طهرانَ حاملاً ما وصفَها بمبادرةٍ فرديةٍ لتحسينِ العلاقاتِ بينَ طهرانَ والرياض ، الا اَنَّ واقعَ الحالِ يشيرُ الى أنها مدفوعةٌ سعوديا.
مقدمة الجديد :
قبل تسع وعشرين سنة، مر جرح الوطن من قصر بعبدا وبجيش سوري وإرادة سياسية لبنانية كان الجنرال المتمرد على الطائف رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون يغادر القصر، وحلم الرئاسة فتنقله فرنسا إلى سفارتها بما عليه، قبل أن يعيش المنفى في باريس خمسة عشر عاما ترك ميشال عون على أرض بعبدا هدير طائرات خرقت السيادة برمز الوطن وبيته الأول, وترك أيضا شهداء ومفقودين وبضع دولة لكن القصر الذي اقتلع منه بتدبير محلي سوري وغطاء دولي.. عاد إليه رئيسا.. انتخب ولم يحكم.. أطلق إصلاحا وتغييرا ظلت شعارات.. مرت ثلاث سنوات من عمر العهد وما زال ميشال عون كمن بدأ اليوم, تواجهه أزمات وملفات.. من الدولار الى رغيف الخبز والبلاد التي يحكمها اليوم صارت وطنا للبنان وسوريا معا وفي الثالث عشر من تشرين باتت الحالة العونية تواجه أيضا “تشرين الثاني” لتيار فتح فروعا اخرى .. واستظل فيء مغوار شامل حضن المنشقين وجدانيا وصلى معهم سياسيا وبقداس أشمل وأوسع ينشر البرتقالي على امتداد بلدة الحدت كان التيار يحيي مناسبة الثالث عشر من تشرين باعلان جريء لرئيسه جبران باسيل الذي قال بثقة دبلوماسية على سندات سياسية: “أنا بدي أطلع على سوريا ليرجع الشعب السوري متل ما رجع جيشها” وقال باسيل: خسرنا رئة فلسطين بسبب إسرائيل، فهل نخسر الرئة الثانية بسبب جنون الحقد أو جنون الرهانات الخاطئة والعبثية، فنختنق وننتهي ككيان؟ ونزوح رئيس الدبوماسية اللبنانية إلى دمشق يستند إلى ملاءة في الخزينة السياسية وذلك بعد اعتماد أودعه الرئيس سعد الحريري في بنك الخارجية عندما أعلنت رئاسة الحكومة تأييدها لبيان وزارة الخارجية فيما خص العدوان التركي على سوريا . باسيل طالع على سوريا.. وعمران خان طلع إلى طهران ومنها إلى الرياض في وساطة باكستانية ضاغطة جاءت بتكليف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لزم الحل إلى رئيس حكومة باكستان وبين جبران وعمران خان.. خيوط حلول ترتسم في المنطقة على الرغم من جنون أردوغان الذي يتجه نحو إنشاء لواء اسكندون ثان على أطراف سوريا.
مقدمة LBCI :
لا يُعرَف على وجه الدقة متى كان آخرُ إضراب ٍ للأفران في لبنان، لكن ما هو موثوق أن ذلك لم يحدُث منذ أكثر من ربع قرن، أيام كان الطحين مدعومًا فكان الخلاف بين وزارة الإقتصاد وبين الأفران التي كانت تستفيد من القمح المدعوم لأنتاج غيرِ الخبز وتحقيق أرباح طائلة…
غدًا إضرابٌ للأفران للضغط على الحكومة بغية الإبقاء على أرباحها ومن دون المس بهذه الأرباح… لكن إضرابَ الخبز غير إضراب البنزين، فهل وصل الضغط على الحكومة لاستخدام العائلات رهينة؟
الاسبوعُ الفائت، أثناء أزمة المحروقات، إجتماع الرئيس الحريري مع الشركات المستوردة، ويبدو أنه ضرب يده على الطاولة فتراجعت الشركات عن الإضراب وسقط ابتزازها للمواطن… فهل سيضرب على الطاولة غدًا ليسقُط إضرابُ الأفران… ثم، في كباش عضِّ الأصابع بين الأفران والمواطن، ربما ينقلب السحر على الساحر إذا استمر إضراب الأفران، فهل يتحمَّلون الخسائر إذا أضربوا واستمروا في الإضراب؟
من خارج سياق المطالب المعيشية، فُتِح سِجال بين الرئيس الحريري والوزير باسيل… فبعد مطالبة باسيل من القاهرة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ردّ الرئيس الحريري على الوزير باسيل فأعلن أن البيان الوزاري للحكومة لم يقارب مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية…
في المقابل، وبعد ساعات معدودة على موقف الرئيس الحريري الرافض لكلمة باسيل في القاهرة، فجَّر الوزير جبران باسيل قنبلة سياسية – ديبلوماسية بإعلانه هذا المساء: “أنا بدِّي أطلع على سوريا حتى يرجع النازح السوري على سوريا متل ما رجع الجيش السوري عا سوريا …
هذه القنبلة يُتوقَّع ان تكون لها تداعياتها السياسية على مستوى البلد ككل، وعلى مستوى الحكومة خصوصًا ان ما طرحه الوزير باسيل هو بند خلافي جدًا داخل الحكومة… باسيل لم يكتفِ بهذه القنبلة بل توجّه إلى الضباط والعسكريين المتقاعدين بالقول: ” ما تخلَّوا حدا منكم يتحوّل إلى قطَّاع طرق… التيار ما بيسمح لحدا انو يسرق 13 تشرين، متل ما حاولو سرقة 14 آذار، هني انتهوا ونحنا بقينا “.
مقدمة OTV :
تسعةٌ وعشرون عاماً على 13 تشرين الأول 1990.
الحرية عادت، على رغم التشويش المفضوح اليوم، تحت عنوان اتهام العهد بقمع الحريات.
السيادة استُرجعت، على رغم أن بعض اللبنانيين لا يزالون أبعاداً خارجية في لبنان، أكثر منه أبعاداً لبنانية في الخارج.
أما الاستقلال، فرمزه الأول هو اليوم رئيس البلاد، ومعه لا خوف من الحوار والتواصل، ولاسيما مع سوريا، كي يعود نازحوها إلى بلادهم كما عاد جيشُها، وحتى لا يختنق لبنان اقتصادياً، في مقابل شعارات لم تعد تُصرف في سوق السياسة الإقليمية والدولية.
فكما سقطت 13 تشرين الأول 1990 عسكرياً وسياسياً، مع خروج الوصاية وتكريس الميثاق، ستسقط حكماً أي محاولة لتمرير 13 تشرين أول اقتصادي عام 2019… فلبنان المنهوب لا المكسور لن يستسلم لأي مخطط خارجي، يتماهى معه كالعادة بعض الداخل… وشعبُه الذي لم يَخَف أمس دبابة وطائرة، لن ترهِبَه اليوم كذبةٌ أو شائعة، مهما بلغ حجمُها، وتوسع مداها.
واعتباراً من 14 تشرين الأول 2019، اللبنانيون مدعوون إلى مقاربة جديدة للوضع السياسي والاقتصادي الراهن… فمستقبل وطن استُشهد من أجله الآلاف، لن يكون معلقاً على كذبة بنزين او شائعة الخبز او فزيعة دولار… فيما الأساس مجرد مصالح صغيرة وضيقة سيكتشفها الجميع، ولو بعد حين…