لفتت رئيسة “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية” كلودين عون روكز، خلال رعايتها إطلاق بلدية نيحا- البقاع، “مشروع بيئي للتشجير والوقاية من الحرائق”، الّذي قامت بموجبه السيدات في البلدية بشراء وتجهيز آليّة إطفاء لمكافحة الحرائق وللري، إلى أنّ “بعد زوق مكايل، حمّانا، كفرنبرخ، صيدا وجزّين، نختتم اليوم برنامج “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلّي والوطني” في نيحا- البقاع، في هذه المنطقة التراثيّة والسياحيّة الغنيّة بالمعابد الفينيقيّة- الرومانيّة الّتي تُعتبر من الأجمل في لبنان”.
وركّزت على أنّ “لا شكّ أنّ هذا البرنامج شكّل خطوة إيجابيّة ومبادرة مهمّة لتمكين النساء، من خلال تدريبات قمنا بها حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين الّتي ترعى العمل البلدي، وأساليب القيادة والتغيير، ومفهوم النوع الاجتماعي. وإطلاقنا للمشاريع الّتي اختارت السيدات تنفيذها حسب حاجات بلداتهن، هو دليل على نجاح هذه المبادرة، وهو تأكيد على أنّنا استطعنا أننحقق فرقاًفي مسيرة النضال نحو مشاركة عادلة وحقيقية للنساء في الحياة السياسية وفي مراكز صنع القرار”، موضحةً أنّ “تقدُّم هذه المسيرة بشكل كبير وسريع، تواجهه تحديات عديدة منها الثقافة التقليديّة الّتي تحصر العمل في الشأن العام بالرجل، ومنها القوانين المجحفة بحقّ النساء، الّتي لا زالت تميّز بين المرأة والرجل في الحقوق، ومنها عدم تكافؤ الفرص بينهما، ومنها أيضًا استسلام النساء أحيانًا أمام التحديات الّتي يواجهنها، واختيارهن الرضوخ للأمر الواقع والتخلّي عن أحلامهن وطموحاتهن”.
وشدّدت على أنّه “لأنّ الحاجة لبناء مجتمع متوازن وعادل ومتطوّر، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، أصبحت ملحّة جدًّا، وبما أنّ دور النساء بشكل متساو مع الرجل أصبح ضروريًّا ولا غنى عنه، علينا أن نتعاون جميعًا نساء ورجال، جهات رسميّة ومؤسسات خاصة، لنعدّل القوانين المجحفة بحقّ النساء ومنها تضمين القانون الإنتخابي، البلدي والنيابي، كوتا نسائية تضمن مشاركة أكبر للنساء في صنع القرار في مختلف المجالات وخصوصًا في المجال السياسي”، مشيرة إلى أنّ “علينا أن ننشر أيضًا ثقافة المساواة والاحترام بين جميع المواطنات والمواطنين، لنغيّر الصورة النمطيّة الّتي لا زالت تحدّ المرأة في إطار جامد وموروث من عصور. وفي الوقت عينه، على النساء أنفسهن أن يتحدّين خوفهن ويتخطّين العقبات، يحلمن ويثابرن وينجحن في حياتهن الخاصة كما في حياتهن العمليّة، وفي العمل بالشأن العام على الصعيد المحلي كما على الصعيد الوطني”.
كما ذكرت عون روكز أنّ “13% فقط من مساحة لبنان، هي نسبة المساحات الخضراء المتبقية بعد كلّ الإنتهاكات البيئيّة الّتي ارتكبها الإنسان بحقّ وطنه وطبيعته، لهذا السبب من غير المسموح التفريط بعد اليوم بشجرة واحدة من أشجارنا، ومشروعكم لمكافحة الحرائق هو خطوة للحفاظ على ما تبقّى من بيئتنا. أنتم نموذج ناجح لأصول العمل بالشأن العام، ومشروعكم يؤكّد فعاليّة دور النساء في صنع القرار إنطلاقًا من حاجات مجتمعاتهن، وتحقيقهن لأهداف التنمية المستدامة”.