بدأت الولايات المتحدة الاميركية سحب بعض قواتها من شمال شرق سوريا أمس، في تحول سياسي كبير يمهد الطريق أمام هجوم عسكري تركي على قوات يقودها الأكراد ويسلم أنقرة المسؤولية عن آلاف الأسرى من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
في هذا الصدد، أكد الأستاذ الجامعي والباحث في الشؤون التركية محمد نورالدين، حتمية وقوع الحرب في الشمال والشرق السوريين خاصة بعد سلسلة التغريدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معلناً فيها عن قرار الولايات المتحدة سحب جنودها من شمال سوريا بقوله إنه يريد ترك الاطراف الضالعين في النزاع “يحلون الوضع” بأنفسهم، مؤكداً رغبته في إنهاء التزام المنطقة.
وإعتبر أن الهجوم التركي ما هو إلا حاجة ملحة بالنسبة للدولة على الصعيد الوطني، كون الوجود الكردي ما هو إلا تهديد للأمن القومي التركي.
وفي حديث خاص لموقع “ليبانون تايمز”، شدد نورالدين على إحداث العملية العسكرية التركية تغييرات عدة ميدانية وسياسية في سوريا، أبرزها أولاً أن قطعة أخرى من الأراضي السورية ستُحتل من الجانب التركي، إلى جانب المثلث “عفرين- أعزاز- جرابلس”، مشيراً إلى أن تركيا تهدف إلى السيطرة الكاملة على الشريط الحدودي، ولو بشكل متدرج، ويعزز من قوتها كدولة في المنطقة.
وفيما خص الموقف الكردي، رأى نورالدين أن الخيارات أمامهم محصورة، إما مواجهة تركيا وعدم الاستسلام أمام الهجوم العسكري، وهذا الإحتمال الأكبر والأكثر توقعاً، وإما العودة إلى حضن الدولة السورية، والوصول إلى تفاهمات سياسية، وقال: التفاهم السوري مع الأكراد بعيد نسبياً، فدمشق قد لا تتجاوب مع المبادرة الكردية إن حصلت، إلا إذا وقع تسليم كامل لوجهة النظر السورية.
وأعرب محمد نورالدين، عن الإرتياح الروسي في ظل الإنسحاب الأميركي من المنطقة، ما يفعّل الحركة الروسية، خاصة وأن هناك تنسيقا كاملا بين روسيا وتركيا.