فاطمة المولى – ليبانون تايمز
هو قدرة الشخص على تحديد وإدارة عواطفه ومشاعره ومشاعر الآخرين كذلك، ويتضمّن 3 مهارات أساسية هي:
1- الوعي العاطفي؛ أيّ قدرة الفرد على تحديد مشاعره الخاصة،
2- مهارة توظيف هذه المشاعر وإسقاطها على مهام مختلفة كالتفكير وحلّ المشكلات،
3- مهارة إدارة العواطف؛ أيّ تنظيم المشاعر ومساعدة الآخرين على فعل الشيء نفسه.
ما هي جوانب الذكاء العاطفي؟
جوانب الذكاء العاطفي يوجد 5 جوانب أساسية للذكاء العاطفي وهي كالآتي:
الوعي الذاتي: يُقصد به قدرة الشخص على تقييم مشاعره الحقيقية وضبطها، ويشتمل ذلك على عنصرين أساسيين؛ الوعي العاطفي والثقة بالنفس.
التنظيم الذاتي: يُقصد به قدرة الشخص على التحكّم بالمشاعر السلبية، مثل: الغضب، والقلق، والخوف، والاكتئاب، وذلك من خلال الاستعانة ببعض الأساليب الخاصة بإدارة المشاعر السلبية، مثل: التفكير بإيجابية، أو المشي لمسافات طويلة، أو ممارسة التأمل.
التحفيز: يتحقّق التحفيز بوضع أهداف محددة والإصرار على تحقيقها بطرق إيجابية، والتفاؤل عند التعرّض لأيّة عقبات تُصعّب الوصول إلى الأهداف.
التعاطف: يُقصد به قدرة الشخص على التعرّف على مشاعر الآخرين وتلبية احتياجاتهم.
المهارات الاجتماعية: يُقصد بها مهارات التعامل مع الآخرين، ففي حال حرص الفرد على تطوير هذه المهارات وتعزيزها فهذا كفيل بنجاحه في حياته المهنية.
كيفية تطوير الذكاء العاطفي
تحديد المشاعر السلبية: ويُقصد بها تلك المشاعر التي تُسبّب الإحباط، والتحكّم بها جيّداً بالشكل الذي يُسهّل التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة.
التقييم الذاتي: فمن الضروري لتطوير الذكاء العاطفي أن يتعلّم الشخص كيف يُقيّم نفسه بموضوعية؛ لأنّ تقييم الذات يُعّزز الإدراك و يُنمّي التواضع لدى الشخص.
التعبير عن الذات: ويُقصد به أن يمتلك الشخص القدرة على التواصل الفعّال مع الآخرين والتعبير لهم عن أفكاره ومشاعره بشكل جيد. إدارة القلق والتوتر: حيث تُشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الأذكياء عاطفياً أفضل من غيرهم في التعامل مع القلق والتوتر الأمر الذي يُحقّق لهم نجاحاً في حياتهم بشكل عام.
التعاطف: فالحرص على مراعاة مشاعر الآخرين واحترام أفكارهم يطوّر الذكاء العاطفي للشخص.
ما هي علامات الذكاء العاطفي؟
علامات الذكاء العاطفي المرتفع هناك مجموعة من العلامات التي تدل على تمتّع الشخص بمستوى ذكاءٍ عاطفيٍّ مرتفع، وأهمّها ما يأتي:[
النزاهة: فالشخص الذي يتمتّع بذكاء عاطفي يتمسّك بمبادئه وقيمه مهما كانت الظروف.
التواضع: وذلك بتقبّل النقد البنّاء لإعادة تقييم الذات وتطويرها.
تطوير الذات باستمرار: فالشخص الذكي عاطفياً يُقيّم ذاته كلّ فترة، ويتحمّل مسؤوليّة أخطائه، ويسعى إلى تحقيق أهدافه ليُصبح الشخص الذي يريد.
التروّي: فالذكاء العاطفي يُساعد الشخص على اختيار كلماته بعناية لأنّه يتحّمل مسؤولية أقواله وأفعاله.
الانتباه والتركيز: فالأشخاص الأذكياء عاطفيّاً يحرصون على التواصل البصري مع الآخرين، ويُحسنون الاستماع للأشخاص خلال الحديث معهم، ويولونهم الاهتمام و الاحترام.
ما هي فوائد الذكاء العاطفي؟
الفرد في المدرسة أو العمل: يُحقّق الذكاء العاطفي التفوق في حياة الشخص الأكاديمية والمهنية، إذ يُساعده على تجاوز العقبات التي تواجهه في مجال دراسته أو عمله، ويُكسبه مهارات قيادة الآخرين وتحفيزهم.
الصحة الجسدية: فعندما يتمتّع الفرد بالذكاء العاطفي والقدرة على إدارة غضبه وعواطفه ومشاعره، فهذا سيحميه من مشاكل صحية خطيرة، مثل: ضغط الدم، ونقص المناعة، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، كما يُقلّل من احتمالية الإصابة بالعُقم، ويُبطئ حدوث الشيخوخة.
الصحة العقلية: ففي حال كان الشخص قادراً على التحكّم بعواطفه فهذا يُساعده على الحفاظ على صحته العقلية ويُجنّبه نوبات القلق والاكتئاب، والشعور بالوحدة والعزلة الناتج عن الفشل في تكوين علاقات اجتماعية قوية.
تكوين العلاقات: إنّ فهم الشخص لمشاعره وقدرته على التحكّم بها يُسهّل عليه طريقة التعبير عنها وإدراك ما يشعر به الآخرون، ممّا يُسهّل من تواصله معهم بفعالية وتكوين علاقات قوية معهم.
الذكاء الاجتماعي: حيث إنّ تمتّع الشخص بالذكاء العاطفي يدعم ذكاءه الاجتماعي المتمثّل بنجاحه في التواصل الاجتماعي مع الآخرين وإدراكه لاهتمام الآخرين به ومواقفهم تجاهه، والتقليل من التوتر والشعور بالحب والسعادة.
النموذج المختلط: ما هو؟
ركز النموذج الذي قدمه دانيال غولمان على الذكاء العاطفي كمجموعة واسعة من الكفاءات والمهارات التي تقود الأداء القيادي. يوضح نموذج غولمان خمسة تركيبات رئيسية للذكاء العاطفي :
- إدراك العواطف -القدرة على اكتشاف وفك رموز المشاعر في الوجوه، والصور، والأصوات، والتحف الثقافية- بما في ذلك القدرة على تحديد مشاعر المرء. يمثل إدراك المشاعر جانبًا أساسيًا من الذكاء العاطفي، لأنه يجعل جميع عمليات المعالجة الأخرى للمعلومات العاطفية ممكنة.
- استخدام العواطف -القدرة على تسخير المشاعر لتسهيل الأنشطة المعرفية المختلفة، مثل التفكير وحل المشكلات. يمكن للشخص الذكي عاطفيًا الاستفادة تمامًا من الحالة المزاجية المتغيرة لتلائم المهمة التي يقوم بها.
- فهم العواطف -القدرة على فهم لغة المشاعر وتقدير العلاقات المعقدة بين المشاعر. يشمل فهم المشاعر مثلًا القدرة على أن تكون حساسًا للاختلافات الطفيفة بين المشاعر، والقدرة على التعرف على كيفية تطور المشاعر مع مرور الوقت ووصفها.
- إدارة العواطف -القدرة على تنظيم العواطف في أنفسنا والآخرين. أي، يمكن للشخص الذكي عاطفيًا أن يستغل المشاعر، حتى السلبية منها، ويديرها لتحقيق الأهداف المرجوة
كيف ننمي الذكاء العاطفي؟
1- إنتبه لمشاعرك في الذكاء العاطفي:
قم بتخصيص وقت معين كل يوم للتواصل مع نفسك. خذ نفس عميقاً و تواصل مع نفسك و مشاعرك الخاصة. كلما قمت بهذا بشكل منتظم، كلما زاد ذكائك العاطفي
2- إهتم بسلوكك:
يجب عليك ملاحظة الطريقة التي تتصرف بها في مواقف معينة و كيف تؤثر على حياتك اليومية. إسأل نفسك دائماً ” هل يؤثر سلوكك على تواصلك مع الآخرين أو إنتاجيتك أو إحساسك بالرفاهية “. و بمجرد أن تعرف كيف تؤثر عواطفك على سلوكك، يمكنك وقتها أن تحكم على سلوكك و تقيمه.
3- قم بمراقبة التواصل غير اللفظي مهم جدا في لتطوير الذكاء العاطفي:
انتبه لتعبيرات الوجه و لغة الجسد و نبرة الصوت تنقل مشاعرك و ما تفكر به للآخرين. و يساعدك التواصل غير الفظي على فهم النوايا العاطفية للأشخاص الآخرين.
4- الذكاء العاطفي اساسه الإبتعاد عن الحكم على عواطفك:
إسأل نفسك ما هو الموقف الذي تسبب في ظهور هذه المشاعر، و يجب عليك أيضاً التواصل مع مشاعرك الإيجابية بنفس الطريقة و محاولة إيجاد طريقة لفهم هذه المشاعر بشكل جيد.
5- إذا كنت تنتقد شخصاً ما لأنك شعرت بالأذى نتيجة شيء قاله لك، فإن رد فعلك هو مسؤوليتك أنت. بمجرد أن تتحمل المسؤولية عن مشاعرك و سلوكك، ستبدأ في ملاحظة تحسن في جميع مجالات حياتك و في ذكائك العاطفي.
6- إعتمد على الإستجابة بدلاً من رد الفعل:
عادة ما يكون رد الفعل نتيجة لشعور بمحفز عاطفي و تصرف اللاوعي لتخفيف حدة الموقف. مثلا: إذا قال أحدهم شيئاً لك و شعرت بالغضب، بدلاً من الإنفعال المباشر كرد فعل، أخبره بما تشعر به تجاه ما قاله. فقط توقف للحظات و فكر قبل التصرف أو التحدث بشأن أمر ما. إذا كنت تشعر بأنك تعتمد على رد الفعل أكثر من الإستجابة و التفكير قبل التصرف، يجب عليك تغيير تركيزك عن طريق العد إلى 10 أو التركيز على شيء آخر، ثم فكر فيما حدث و تصرف بما يناسب الموقف.
7- لاتشعر بالإهانة:
عندما ينتقدك شخص ما، لا تدع العواطف السلبية تسيطر عليك و تجعلك تشعر بالإهانة. إسأل نفسك ماذا يمكنني أن أتعلم من هذه التعليقات، أو كيف يمكنني إستخدام هذه التعليقات لتحسين نفسي. إذا كان هذا النقد يستند إلى شيء خاطيء في الأساس أو كان الغرض منه إيذائك، فلا ينبغي عليك أن تأخذ هذا النقد مأخذ الجد.
8- كن متفتح الذهن:
عندما يكون عقلك متفتح، فإن التعامل مع المشاكل و العقبات يكون أسهل. سوف يساعدك العقل المتفتح في تحليل الأشياء بهدوء و تركيز، و هذا سيزيد من وعيك و ذكائك العاطفي.
9- عاطف مع نفسك و مع الآخرين:
كن حنوناً تجاه الآخرين، شاهد الموقف بعيون شخص آخر بعيد عنه. كونك متعاطف و حنون لا يعني تبرير السلوك غير المقبول، هذا السلوك السيء يؤثر على أصحابه أكثر ما يؤثر عليك.
التعاطف مع النفس أيضاً يساعد على تحسين ذكائك العاطفي، إسأل نفسك لماذا أنظر للأمر بهذه الطريقة، في البداية قد لا تجد إجابة محددة، و لكن مع مرور الوقت ستبدأ في الحصول على إجابات لأسئلتك.
10- كن أكثر مرونة في التعامل:
مقاومة التغيير ستجعل حياتك أصعب. كونك شخص صارم للغاية قد يجعلك تخسر الكثير، بل أنك لن تتعلم أي تقنيات جديدة. لذلك من الأفضل أن تكون أكثر مرونة، هذا سيساعدك على التغيير بسهولة أكبر و التعامل مع الحياة بشكل أفضل.
11- إنتبه إلى نقاط القوة و الضعف لديك:
تعرف على نقاط القوة و الضعف لديك، عندما تعرف نفسك جيداً هذا سيساعدك على الإختيار الصحيح دائماً في الحياة. إذا كنت تدرك بدقة نقاط قوتك، فهذا سيساعدك على تحديد شغفك الداخلي، مما يجعلك تعيش بسعادة أكبر. الأشخاص الذين لديهم ذكاء عاطفي هم أكثر الناس سعادة.
12- قم بتقييم رفاهيتك:
خصص بعض الوقت يومياً لكتابة مشاعرك. إستغرق من وقتك دقيقة أو دقيقتين للتفكير في مشاعرك أو المواقف المرتبطة بهذه المشاعر.
13- مارس تمارين التأمل:
تميل العواطف إلى الخروج عن السيطرة إذا كنت متسرع. لذلك فإن ممارسة تمارين التأمل ستساعدك على تهدئة عقلك و تتيح لك التواصل مع مشاعرك و أفكارك بكل هدوء. تمارين التأمل سمنحك شعور بالإسترخاء و الراحة و الهدوء، لذلك إمنح نفسك وقتاً حتى لو قليل للتأمل يومياً.
14- حاول أن تقلل من شعورك بالتوتر:
تقليل التوتر يمكن أن يساعدك على زيادة ذكائك العاطفي، يمكنك القيام بذلك عن طريق ممارسة رياضة أو نشاط خفيف تحبه مثل المشي، أو الجلوس مع بعض الأصدقاء أو أي شيء آخر.
أخيرا ان الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على التعرف على العواطف الذاتية الخاصة به و إستعمالها بشكل مناسب. تطوير و تنمية الذكاء العاطفي يساعدك في العديد من أمور الحياة و يساعدك في التعرف على شعورك و شعور الآخرين من حولك.