وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الامام الشيخ عبد الأمير قبلان، رسالة تهنئة الى اللبنانيين والمسلمين في ذكرى عيد الغدير الأغر، جاء فيها: “في يوم الغدير اختار النبي محمد بأمر من الله تعالى لهذه الأمة من يرعى شؤونها، ويطبق أحكام الشريعة فيها ويسير بها سيراً منظماً وحكيماً، اذ كان يريد ان يؤول مصير الناس الى رعاية رشيدة ومنصفة وحكيمة، فذكرى الغدير كانت الفيصل لكل التأويلات واختياره (ص) الثامن عشر من ذي الحجة في آخر حجة له والمسماة حجة الوداع كانت حاسمة وواضحة عندما جمع رسول الله (ص) وفود الحجاج قبل ان يتفرقوا في منطقة الجحفة فنادى بهم رسول الله قبل التفرق والوداع قائلا لهم “من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه”.
وأضاف قبلان “ان ذكرى الغدير تستحضر مناقب ومزايا صاحبها الذي قال عنه النبي محمد: علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار” فالامام علي كان ولا يزال قطب رحى في هذا العالم ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير وعلينا ان نسير بسيره ونعمل بعمله ونتعلم منه العدالة والاستقامة والانصاف والتعاون مع الاخرين لانه كلمة الحق وميزان التقى وعلم الهدى و حجة الله على خلقه”.
وناشد قبلان زعماء وقادة العالم الاسلامي الى العودة الى رحاب الغدير فينصفوا شعوبهم ويلتزموا العدالة نهجاً للحكم، ويقتدوا بالامام علي الذى ضحى في سبيل حفظ وحدة الامة ورسالتها، مما يستدعي ان يبذلوا الجهد لاعادة الوئام بين الدول الاسلامية من خلال الحوار والتشاور، فينتصروا للحق في فلسطين ويدعموا شعبها في مقاومته وتصديه لغطرسة الاحتلال وعدوانه، فلا يبيعوا دينهم بدنيا غيرهم بالرضوخ لما يسمى صفقة العصر التي نعتبرها مشروع نكبة جديدة للامة الاسلامية تفضي الى تصفية القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية مقدسة والتخلي عنها خيانة للامة وعملاً محرماً و باطلاً ينافي القيم الانسانية والتعاليم الدينية.
كما أدان الارهاب الصهيوني المتمثل بالعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني وأضاف: “اننا نرى في التفجير الارهابي الذي استهدف مدنيين في كابول عملاً مداناً ومستنكراً يؤكد ان الارهاب صناعة استعمارية هدفها قتل الشعوب وقهر ارادتها بغية اخضاعها الى هيمنة الاستعمار والانتداب”.
وأشاد قبلان بالمواقف الصلبة التي تتسم بها الجمهورية الاسلامية الايرانية برفضها الخضوع للاملاءات الاميركية وصمودها بوجه القوى الاستكبارية في مواجهة الحصار والعقوبات اذ اثبتت ايران انها عصية على المؤامرات ولن ترهبها التهديدات ولم ولن تتخلى عن دعمها للقضايا المحقة للشعوب فهي منحازة للحق تحتضن قضية المسلمين الاولى ولا تتخلى عن واجبها في نصرة فلسطين والوقوف مع شعبها حتى ينال حقوقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس بعد عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
واختتم قبلان بمناشدة اللبنانيين بالعودة الى رحاب العدالة والحق والمساواة والتمسك بالحق في مواجهة المشروع الصهيوني والتكفيري المتجسد في المعادلة التي حفظت لبنان وحررت ارضه وصانت استقراره، داعياً السياسيين ان يعودوا الى رحاب العدالة ليكونوا منصفين ورعين، وتطبيق واجباتهم بتأمين الاستقرار السياسي والنهوض بالاقتصاد الوطني واصلاح الادارات والمؤسسات من فساد المرتشين والمستغلين للوظيفة العامة، فالمواطن اللبناني ينتظر من حكومته اداء جديدا يقوم على الشفافية بعيداً عن المحاصصة والمحسوبية لاستعادة الثقة بالدولة والقيام بواجباتها من خلال حسن رعايتها لابنائها، متمنياً رؤية مشاريع جديدة تحد من البطالة المتفشية ولاسيما ان الموازنة قد اقرت بعد جهد وطول انتظار.